أثير – ريما الشيخ
أثير – ريما الشيخ
كانوا يجوبون الأرض ليكتشفوا خيرها ويطوفون بالمناطق السياحية، لكن اليوم جاءوا لينثروا عطاءهم ويمدوا يد العون لإخوانهم، فتراهم يوزعون الماء هنا، ويزيحون آثار الإعصار هناك.
اجتمعوا حول الأطفال ليجعلوا البسمة تعلو محياهم، جاءوا ليعطوا ما لديهم لأناس مروا بوقت كان صعبًا عليهم تجاوزه من إعصار “شاهين”.
كانوا يجوبون الأرض ليكتشفوا خيرها ويطوفون بالمناطق السياحية، لكن اليوم جاءوا لينثروا عطاءهم ويمدوا يد العون لإخوانهم، فتراهم يوزعون الماء هنا، ويزيحون آثار الإعصار هناك.
اجتمعوا حول الأطفال ليجعلوا البسمة تعلو محياهم، جاءوا ليعطوا ما لديهم لأناس مروا بوقت كان صعبًا عليهم تجاوزه من إعصار “شاهين”.
هكذا كان شباب”أبطال الدفع الرباعي للإنقاذ”، الذين هبوا لتقديم المساعدة منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه عن دخول الإعصار للسلطنة.

تجهيز غرف عمليات
يقول أمجد بن علي الفيروز، قائد فريق “أبطال الدفع الرباعي للإنقاذ” لـ “أثير”: في اليوم الذي تم فيه الإعلان عن الحالة المدارية “شاهين”، عقدنا اجتماعا طارئا كإدارة لفريق “اأطال جيب عمان” للاستعداد بكل ما يلزم، وإنشاء غرفة عمليات رئيسية ليتم التواصل مع كل فرد من الفريق ومتابعة البيانات الصادرة من الأرصاد الجوية العمانية، وبعدما علمنا بأن الأعصار قد تغير مساره إلى جنوب وشمال الباطنة، قمنا بإنشاء غرف عمليات أخرى للمناطق الواقعة في تلك الولايات.
تجهيز غرف عمليات

وأضاف: بعدما تم تشكيل غرف العمليات، قمنا بالإعلان عن وجود أكثر من 3 آلاف شخص متطوع مستعدين لتقديم الأعمال التطوعية للحد من آثار الأعصار، كما أعلنا عن فتح باب التطوع لمن يرغب بالمساعدة، فانضم إلينا أكثر من 500 شخص توزعوا على محافظتي الباطنة.

اتصالات من المتأثرين “نحن بحاجة إلى مساعدة” ، “نحن نغرق”
ويكمل الفيروز حديثه قائلا: بدأت تأثيرات الإعصار في محافظة مسقط ، والحمد لله كانت هناك بعض الأضرار البسيطة وتم تداركها، وعدنا إلى ولاية الخابورة بعدما علمنا بأن الأعصار متجه إلى جنوب وشمال الباطنة، وعند دخول عين الإعصار، لازم الجميع منازلهم وأخبرنا الجميع بالبقاء في المنزل حتى هدوء الحالة، لكن قمنا بنشر رقم خط ساخن متصل بأكثر من جهاز للاتصال بنا في حالة حدوث إغاثة، كما وضعنا هاتف “ثريا” متصلا عبر الأقمار الصناعية في حالة انقطاع الشبكة.
اتصالات من المتأثرين “نحن بحاجة إلى مساعدة” ، “نحن نغرق”

وأضاف: بدأنا نستقبل نداءات الإغاثة من ولاية المصنعة، بداية كانت نداءات بسيطة “نحن بحاجة إلى مساعدة” ثم “نحن نغرق” ثم سماع “صراخ النساء والأطفال” ، كان موقفا صعبا، لا تحضرني الكلمات لوصف ما كنت أسمعه على الهاتف، كنا بالفعل بحاجة إلى دعم معنوي لنستطيع استقبال هذه الاتصالات، لكن بعد ساعات انقطعت الاتصالات في المساء ولم يصلنا أي اتصال، وبعد ذلك بدأت تأثيرات الأعصار على ولاية السويق، ومنذ تلك اللحظة استقبلنا أكثر من 1300 اتصال على الخط الساخن الذي خصصناه مسبقًا، والاتصالات لم تكن أقل ألمًا عن التي وردت من ولاية الخابورة، فصراخ الأطفال وحالة الهلع التي لحقت بالعوائل، مثّلت لحظات صعبة مررنا بها جميعًا.

هناك من يحمل والده أو والدته على ظهره ليصل بر الأمان:
يقول أمجد: في صباح اليوم التالي، خرج الجميع للاطمئنان ، فتحركت سيارات الدفع الرباعي لكل من ولايتي المصنعة والخابورة، ما يقارب 160 سيارة لكل ولاية ، فكان المنظر لا يوصف، فهناك من يحمل والده أو والدته على ظهره ، وهناك من يحمل طفله وأغراضه الشخصية، وهناك من تهدم بيته وخسره ممتلكاته ، وهناك من لم يستطع الخروج من منزله لارتفاع منسوب المياه، فحاولنا بكل استطاعتنا لنهدئ من روع الجميع ، وتقديم المساعدة بقدر المستطاع بكل الطرق للوصول لهم وإخراجهم إلى بر الأمان.
هناك من يحمل والده أو والدته على ظهره ليصل بر الأمان:

وأضاف: بعدما تم نقل الناس وتأكدنا أن البيوت جميعها قد فضت من ساكينها وأن الجميع في بر الأمان ، بدأنا بنقل السيارات من المناطق والمواقع التي لا يمكن دخول للرافعة الوصول إليها، وبالطبع يتم ذلك عن طريق سيارات الدفع الرباعي المعدلة، ثم بدأنا بنقل المؤن بمساعدة اللجان الخيرية والدفاع المدني وكل من أسهم بتوفير المؤن وما يتبعها من مستلزمات للتنظيف وغيرها، وقد حصلنا على مساندة كبيرة من أصحاب الشركات والتجار والأهالي غير المتضررين، بتوفير المال والمعونة كالأكل والشرب والملابس ومستلزمات للأطفال والنساء، وعملنا جاهدين لتوصيل كل ما يلزم إليهم.

الدور لم ينتهِ
في ختام حديثه مع “أثير”، قال أمجد الفيروز ، قائد “أبطال الدفع الرباعي للإنقاذ”: قدمنا كل ما يلزم منذ اليوم الأول، وقد يكون دورنا انتهى كملّاك للدفع الرباعي لكن كأفراد نحن ما زلنا نعمل جاهدين لكل ما يلزم، فلم ينتهِ دورنا كمواطنين.

