أخبار

“المحلب” استخلصت منه المرأة العمانية مستحضرات تجميلية طبيعية

أثير – ريما الشيخ

أثير – ريما الشيخ

استخدمت المرأة العمانية قديمًا طرقا عدة لصناعة زينتها بنفسها، فلم يكن لديها مساحيق التجميل المتعارف عليها اليوم، فلجأت للبيئة المحيطة بها واكتشفت العديد من الأعشاب التي يمكن أن تحولها لمستحضرات تجميلية طبيعية وصحية لها.

ومن الأمثلة على الأعشاب أو ثمار الأشجار التي استخدمتها المرأة العمانية لتتزين بها، ثمار شجرة المحلب، التي تنتشر في إقليم بلوشستان في جنوب غرب باكستان، ولا توجد في شبه الجزيرة العربية إلا في سلطنة عمان.

“المحلب” استخلصت منه المرأة العمانية مستحضرات تجميلية طبيعية
“المحلب” استخلصت منه المرأة العمانية مستحضرات تجميلية طبيعية “المحلب” استخلصت منه المرأة العمانية مستحضرات تجميلية طبيعية

يبلغ ارتفاع شجيرة المحلب مترين، ولساقها وأغصانها أخاديد تصطبغ باللون البنفسجي المائل إلى الأحمر، وتحمل أشواكا ثلاثية طول الشوكة منها بين 1 و 1.5سم، وتنتظم بصورة متقابلة وهي لاطئة (تتصل قاعدتها بالغصن مباشرة) وتتخذ شكلًا بيضيًا، ولونها أحمر في بداية نموها، وتتجمع في عناقيد تحتوي على ما بين 5 و10 ورقات، حافات الأوراق القديمة تامة عند قاعدتها ومسننة عند قمتها، أما الحديث منها فيحتوي على أشواك صغيرة على حافاتها ورأس مستدق الطرف في قمتها.

أزهار شجرة المحلب صفراء اللون منتظمة في عناقيد أو عذوق صغيرة وهي بين 6 و10 زهرات، ويتخذ سويقها شكلًا أسطوانيًا طوله بين 4 و6 مم، وثمارها كروية وتصطبغ باللون الأحمر الداكن المائل إلى الأزرق البنفسجي الغامق عند نضجها، وتظهر الأزهار والثمار بين يونيو وسبتمبر.

“المحلب” استخلصت منه المرأة العمانية مستحضرات تجميلية طبيعية
“المحلب” استخلصت منه المرأة العمانية مستحضرات تجميلية طبيعية “المحلب” استخلصت منه المرأة العمانية مستحضرات تجميلية طبيعية

ويوجد المحلب في شمال عمان بقمم الهضاب والجبال المرتفعة في الجبل الأخضر؛ خصوصًا في بلدة سيح المحلب، على ارتفاع بین 2300 و 3000م فوق مستوى سطح البحر.

وقد استعملت المرأة العمانية ثمرة هذه الشجيرة بمثابة مسحوق تتزين به، خصوصًا في المناسبات والأعراس، ويسمى المسحوق قبل العجن وبعده “المحلب”، وتضعه النساء على خدودهن وجباههن، لتنقية بشرتهن وترطيبها وإنعاشها، ويعالج تقليديا الصداع بدهن الجبهة به ومن عادة بعض النساء أن يكرمن ضيفاتهن بالمحلب.

“المحلب” استخلصت منه المرأة العمانية مستحضرات تجميلية طبيعية
“المحلب” استخلصت منه المرأة العمانية مستحضرات تجميلية طبيعية “المحلب” استخلصت منه المرأة العمانية مستحضرات تجميلية طبيعية


حول هذا الموضوع تقول بدرية بنت خميس محمد العامرية – مضمدة أولى متقاعدة من وزارة الصحة – لـ “أثير”: تسمى عادة الرسم على الوجه قديمًا بالمحلب أو الدهان أو مساح أو دهان البرقع في بعض المناطق، وهي عادة عمانية أصيلة عند النساء العمانيات قديمًا وما تزال إلى يومنا هذا موجودة في بعض المناطق مثل الشرقية والداخلية ومصيرة أيضًا. واستخدمت النساء سابقًا ثمار شجرة المحلب لتتزين بها عن طريق خلطها مع مواد أخرى مثل الصندل والزعفران وماء الورد ، بعد طحنها ونخلها.

وذكرت العامرية بأن هذه العادة الأصيلة لا تنحصر على فئة معينة، فالفتيات والنساء استخدمن المحلب أو المساح للزينة وبمثابة واقٍ من ضربة الشمس وكتبريد للوجه وتلطيف البشرة، خصوصًا وقت الصباح وأيضًا في الأعراس وبعض المناسبات.

 

*صورة الخبر من حساب @KoosAl في تويتر

Your Page Title