أثير – نبيل المزروعي
أقل من 30 ساعة تفصلنا عن المواجهة المرتقبة والمهمة ضمن الدور الثاني أو ما تُعرف بـ “مرحلة الإياب” للتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2022 بدولة قطر الشقيقة، المواجهة التي ستجمع منتخبنا الوطني والمنتخب الياباني، عند الثامنة من مساء يوم غدٍ الثلاثاء على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، مواجهة تحمل الكثير من المعطيات في دقائقها التسعين، وهي بمثابة (مفترق الطرق) لأحمرنا الغالي والجميل، سواءً من حيث العبور الإيجابي والاقتراب كثيرًا -وكثيرًا جدًا- من حلم مونديالي طال انتظاره، أو ربما التخلّي عن كتابة الطموحات ورسم الآمال، والتوقف بمحاذاة المعقول والمنطق والواقع الأليم.
نعم هي مواجهة العبور نحو ممر السعادة -بإذن الله- رغم معرفتنا الأكيدة ويقيننا التام بأن المنافس أو الخصم ليس بالهيّن والسهل، فهي اليابان أو الكمبيوتر الياباني، إلا أننا كذلك مُدركون وواثقون ومتفائلون جدًا بأبناء هيثم العز والفخر، أحفاد السيفين والخنجر، لأنهم يثمّنون غاليًا معنى الانتصار الثاني على اليابان، ويعلمون طعم ولذة النقاط الثلاث في مسقط العامرة، نقاط مهُرها غالٍ من أجل اقتراب حلم العبور للمحفل العالمي الثمين، لأنهم سيكونون الإنجاز العُماني بحد ذاته.
التفاؤل والأمل سمة الناجحين، وهذا ما ينبغي علينا جميعًا أن نُفكر به، ولا ضير في أن نتحد ونتكاتف بِضعًا من الوقت، ولا نركن إلى زاوية التشاؤم والسلبية مهما عظمت واتسعت دوائر الصعاب معها، وهذا بكل تأكيد ما نعشّم أنفسنا عليه في ليلة الثلاثاء المُقمرة، أثناء ظهور أحمرنا الرائع ضد منتخب اليابان، فالأحمر ونجومه في أرضية الملعب يستحقون منا المؤازرة والتشجيع، وعمان الأبية الغالية وقائدها المفدى لهم حق الوقوف عند الدقيقة (51) والنشيد بـ ” يا ربنا احفظ لنا جلالة السلطان، والشعب في الأوطان، بالعز والأمان، وليدم مؤيدًا، عاهلًا ممجدا، بالنفوس يفتدى، يا عُمان نحن من عهد النبي، أوفياء من كرام العرب”، نعم لنوحد الصف وننشد ونصفق في الأيام النوفمبرية المجيدة، ولنستبشر الفرحتين – العبور والعيد الوطني المجيد – .
نقاط اليابان يوم غدٍ مهمة وضرورية في مشوار بلوغ “الحلم المونديالي” ولا أبالغ إن قلت بأنها ستكون سهلة إذا ما أعددنا العدة ووحدنا الصفوف وتمسكنا بالثقة، فاللاعبون من جانبهم لن يألوا جهدًا على المستطيل الأخضر، وسيقاتلون لأجل عمان كما عهدناهم، وواجبًا علينا أن نُساندهم وندعمهم بكل ما نستطيع إليه سبيلا، فحضورنا المعنوي والإيجابي على مدرجات مجمع السلطان قابوس الرياضي، سيكون له الأثر البالغ والكبير في شحذ الهمم ورفع المعنوية، من أجل اختراق وتدمير الكمبيوتر الياباني، قبل أن ترتسم الأفراح ويعم صخب التفوق والانتصار أرجاء مسقط وشوارعها بعون الله.
جماهيرنا العمانية الوفية لم تعتد مُطلقًا على الدعوات والمناشدات من أجل التكاتف والحضور، خصوصًا إذا ما تعلق الأمر باسم الوطن عمان وابتهاجه، ومواجهة الثلاثاء بكل تأكيد تُمثل للوطن الشيء الكثير، لأنها ملحمة وطنية كروية من أجل العالمية ولنكتبها بعنوان ” التآزر والتكاتف في ليلة الحسم من أجل العبور” ومتى ما كانت حقيقية، فلنتأكد جميعًا بأن دوحة قطر ليست ببعيد.
أخيرًا ..
أخيرًا ..
نجوم الأحمر في أرضية الملعب سيبذلون الغالي والنفيس، وطموحاتنا بهم مرتفعة وعالية .. ونحن جماهير الأحمر سنكون السند الأصيل لهم بهاتفاتنا وأهازيجنا .. فكونوا أنتم للمسؤولية “مُوقدا” يُضيء المكان، كونوا أكثر إيجابية ودعمًا وتسهيلًا،، واتركوا ما استصعبتم شأنه قليلًا من أجل “عمان” .