أعيدوا للتعليم هيبة البساطة وجمالياتها

أعيدوا للتعليم هيبة البساطة وجمالياتها
أعيدوا للتعليم هيبة البساطة وجمالياتها أعيدوا للتعليم هيبة البساطة وجمالياتها

د. رجب بن علي العويسي -خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل حالة الهدر والتشويه التي باتت تعيشها الممارسة التعليمية بما أسهم في زيادة الفاقد التعليم، وارتفاع مستويات الهدر، والقلق الاجتماعي حول قدرة التعليم على تحسين ظروف المجتمعات ورفع مستوى المعيشة، وتوفير فرص للشباب، وضمان إنتاج فقه الحياة بطريقة أكثر اتزانا ومهنية تحفظ حقوق الأجيال، وتسمو بأفكارهم، وترقى بقناعاتهم وتعبر عن طموحاتهم وتستجيب لتوقعاتهم، وعجز التعليم في محيطنا الإقليمي عامة عن الوفاء بالتزاماته في حق الأوطان وبناء الإنسان، تأتي الدعوات المتكررة بإعادة هيبة البساطة للتعليم وجمالياتها، فماذا نعني بالبساطة التعليمية، وكيف نحققها في واقعنا التعليم؟
إن البساطة التعليمية في تقديرنا الشخصي، محطة مراجعة وتصحيح لأوضاع التعليم وصناعة القوة في المنتج التعليمي، وعبر الرجوع إلى المبادئ والمنطلقات والنظريات، والأسس والمرتكزات والتوجهات التي انطلق منها فقه التعليم، وبنيت عليها فلسفته، لتقرأ في التعليم نهضة الإنسان وانتشاله من دركات الجهالة إلى نور الحياة، وتأمله في فلسفة الوجود، وانطلاقته للعمل، وتجديد الذات، وثورة الفكر، وقوة الإرادة، وروح التحدي، التي تصنع للتعليم حضوره في ثقافة المجتمع، وقيمته في فقه الحياة، والتصاقه بأولويات الإنسان واهتماماته، وقدرته على إيجاد روح التحدي، وإعلاء القدرات العليا في التفكير لديه، وابتعاده عن كل الأساليب التي باتت تقتل كفاءة التعليم وجودته في حياة الأجيال، وتبرز عمق الفجوة بين التعليم والحياة، لذلك كانت البساطة التعليمية محطة استشعار التعليم ومكانته في كل الظروف والمواقف والأحوال، وارتباطه بـأولويات الانسان واهتماماته، وقدرته على نقل مفرداته إلى أبجديات حياته اليومية، فيتعامل مع مكوناتها وفق نظام تعليمي يجيب عن تساؤلاته التي يطرحها، ويعظم من قيمة الأهداف التي يصنعها، ويعمل على نقل المتعلم من مرحلة الاستهلاك والانتظار للنتائج، إلى الانتاجية والمبادرة في إنتاج واقع متجدد، ومن الشكليات والتكرار السلبي للعمليات الداخلية إلى توجيه المتعلم نحو إتقان مهارات الحياة، وامتلاك الثقافة المناسبة والمعلومة الصحيحة، وابتكار الفكرة العملية التي ينفذها على أرض الواقع ، بل وإعادة إنتاجها وتطويرها بما يوفره له التعليم من أساليب الكشف والاختبار والاختيار والتحليل والنقد والتصحيح، فيصنع من تعليمه نموذجا مصغرا للحياة، وتصبح مؤسسات التعليم من مدارس وجامعات، بما فيها من تفاعلات وأحداث ومواقف ، ومشتركات وتقاطعات واختلافات، بيئات مصغرة للوطن.


أعيدوا للتعليم هيبة البساطة وجمالياتها
أعيدوا للتعليم هيبة البساطة وجمالياتها أعيدوا للتعليم هيبة البساطة وجمالياتها


أعيدوا للتعليم هيبة البساطة وجمالياتها
أعيدوا للتعليم هيبة البساطة وجمالياتها أعيدوا للتعليم هيبة البساطة وجمالياتها


Your Page Title