أثير – ريما الشيخ
أثير – ريما الشيخ
هل للقلب خيوط نستطيع حياكتها؟؟ نعم للقلب خيوط، وخيوط متعددة، إنها خيوط الأمل، التأمل والكبرياء، خيوط الصمت، السكينة، الكتمان، التأمل والصبر الذي يقودنا لنمضي بهذه الحياة، ويمنحنا الهمة للوصول لبر الأمان.
وهذا ما لمسناه في رواية “حياكة قلب”، التي سردتها الكاتبة بوصف رائع ومتميز وجملتها بكلمات جميلة، اختصرت بها حكاية الأيام والأحداث.
تقول الكاتبة عزّاء بنت راشد بن سليمان المنظرية، اختصاصية موارد بشرية في مجموعة اليوسف، وحاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال دولية من جامعة التقنية والتطبيقية، خلال حديثها مع “أثير” بأن “حياكة قلب” رواية حقيقية عن فتاة يتيمة، عاشت صراعا نفسيا على ثلاث حقبات عُمرية، جاء الإلهام الكبير فيها من قضايا المجتمع النفسية، وكمية المواقف التي عاشتها بطلة الرواية، وكانت تستحق لفت النظر من المجتمع.
وذكرت المنظرية بأن شخصية الرواية خُلقت من خلال التعمق الشديد في الأمور المرتبطة بالمجتمع والشعور، واحترام كبير للمشاعر الإنسانية من الطفل للشيخ، حيث عبّرت بتعبيرها الشخصي عن شعورها ووجهات نظرها كتابةً عوضا عن طرحها على جلسات النقاش بطرق مطولة.
وعند قراءة رواية “حياكة قلب” ستأخذنا السطور إلى وقائع حقيقية لفتاة يتيمة تحاول المضي قدمًا رغم ما تواجهه من صعاب خلال مراحل حياتها، ثم ستقف عند جمل ذات كلمات تلامس القلب وتعد المفضلة لدى الكاتبة، مثل “حاول أن لا تشبه أيًا من الشخصيات المذكورة و إذا قرأت نفسك في سطر فامسحه من حياتك على الفور” و “تعجّب مني كما تعجبتُ أنا من نفسي، كان موقفاً مُريعاً ركنتُ قلبي ولثمتُ فمه بلثام الكبرياء طمعاً بلحظة واحدة منذُ أعوام، أن أقف مكانه وأكون ملكاً لذاتي، جوارحي لي وجزءاً من جسدي بالثمن والعفة ذاتهما.”
وأشارت الكاتبة خلال حديثها مع “أثير” إلى أن الرواية العربية قد أسهمت وبشكل كبير في مجتمعنا؛ كونها توصل الموقف بالأحداث والنتائج وأحيانا الحلول، تلهم في بعض الأحيان، وتوصل العبرة في أحايين أخرى، ليست مصدرا للمعلومات دائما، لكنها مصدر تفكر وإلهام واستيعاب للحياة المجتمعية.
وتعد رواية “حياكة قلب” أول رواية للكاتبة عزّاء، فقد كان ربط الأحداث لثلاثة فصول ليس بالشيء الهيّن، فتجسيد دور البطلة طوال فترة الكتابة كان صعبًا جداً ومؤلما لكنه الداعم الأكبر للاستمرار، -حسب قولها-، ولم يصدر لها شيء رسمي من قبل، عدا مسرحيات عديدة نفذت على خشبات كليات العلوم التطبيقية وبعض خشبات الفرق التطوعية والمدارس.
“الكتابة بوح، استشفاء، ومواجهة مع الذات”، هذا ما أكدته عزّاء بقولها: الكاتب يصبُّ ما سمعه وفهمه وحلله على الورق، يشفي به حيرته ورغبته في البوح، ويثرثر دون إزعاج أو تردد، تلقائيًا سيواجه جميع مخاوفه وأفكاره.
وأضافت: سأستمر بالنظر عن كثب للقضايا الإنسانية المهمشة، وأفضل تلك المرتبطة بتناقضات الشعور كونها أشد إلهاما ( الشعور المستور و المفضوح)، وأرغب في اعتماد أسلوب التشويق وإضافة الجانب البوليسي إذا تمكنت، كوني من عشاق الروايات البوليسية لاجاثا كريستي، وعربيا أحب أسلوب بثينة العيسى وأسامة المسلم والرفاعي وأشعرُ ببعض التأثير بين السطور وأتشرف به.
“توقف عن البحث عن النهايات السعيدة، لا تضع نهاية من الأساس، أساس البداية هي الولادة وأساس النهاية هو الموت، ضع القواعد القرآنية نُصب عينيك وأعد قراءة القرآن بتفسيره وقصصه، كي لا تتمسك بالعادات والتقاليد وتشتم بها مجتمعك وقت رفضها وتبجلهم فيها وقت رفضك لما يقوم به غيرك” بهذا الكلمات، ختمت الكاتبة عزّاء المنظرية حديثها مع “أثير”، داعيةً الجميع إلى مواكبة الأيام بمبدأ الإنسانية والحب، حيث قالت: اشفِ قلبك من التوقعات الكبيرة أو المتشائمة، هنا ستكون روايتك غير المكتوبة جميلة جدًا.