أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي
في الأول من يونيو من هذا العام، أي بعد عدة أيام تبدأ امتحانات دبلوم التعليم العام للفصل الدراسي الثاني، للعام الدراسي 1443 هـ – 2022/2021، ويمر بعض الطلبة خلال هذه الفترة وفترة ما بعد الامتحانات وانتظار النتائج بضغوطات نفسية وشعور بالقلق بعد انقضاء 12 عامًا من التعليم المدرسي.
في هذا الصدد تواصلت “أثير” مع الأستاذة سهير العامرية -أخصائية نفسية واستشارية في مركز أنسنة- والتي توضح لنا كيف يجب على الطالب الاستعداد نفسيًا لهذه المراحل وما على الأسرة القيام به.
كيف يستعد طلاب الصف الثاني عشر نفسيًا خلال الفترة التي تسبق الامتحانات؟
أوضحت العامرية: يجب على الطالب أن يتهيأ نفسيًا من خلال تجهيز مسبق للمكان وعمل جدول للمذاكرة ويمارس بعض التمارين للاسترخاء والتنفس والتحكم في المشاعر السلبية وكيفية التعامل مع القلق والخوف بطريقة صحية وسليمة وأن يقوم بالرياضة والنوم بانتظام وأن يلتزم بجدول غذائي صحي، ليكون الاستعداد نفسيًا وجسديًا وذهنيًا مع الالتزام بالمراجعات بشكل مستمر.
ما دور الأسرة في هذا الجانب؟
أكدت العامرية: الأسرة هي الأساس في نفسية الطالب والتحكم بأفكاره ويجب على الأسرة الجلوس مع الطالب والحوار السليم معه ليشعر الطالب بالأمان والاطمئنان وكل طالب لديه قدراته وعلى الأهل أيضًا متابعة الطالب بشكل مستمر وإعطاؤه مساحة من الخصوصية والثقة بالنفس ليقوم الطالب بتحمل مسؤوليات الدراسة والالتزام، ولا شيء من الممكن أن يمنح الطالب الراحة والطمأنينة خلال فترة الامتحانات المدرسية أكثر من التقرب من الله سبحانهُ وتعالى، والتوجه إليه بالدعاء الصالح، لهذا على الأسرة أن تشجع الأبناء على قراءة القرآن وذكر الله قبل الذهاب إلى الامتحان وخلال أيّام المذاكرة.
عادات يجب أن يلتزم بها الطالب ليتحنب التأثيرات النفسية
ذكرت العامرية: يجب على الطالب أن يحدد نقاط القوة والضعف وأن يعرف كيف يتعامل معها، كما يجب عليه أن يتحكم بمشاعر الخوف والقلق وأن يقوم ببعض تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس ورسم وتخيل نهاية سعيدة للامتحان عن طريق التحضير النفسي لكيفية الإجابة وكيفية توفير الوقت في الامتحانات والتحضير المسبق لها.
هل الشعور بالخوف والقلق لدى الطالب قُبيل الامتحانات، إيجابي أم سلبي؟
أجابت العامرية: الخوف والقلق إيجابيًا في بعض الأحيان ولا يوجد شخص لا يشعر بالخوف قبل الامتحانات فهذا أمر طبيعي ويحدث في أكثر الأوقات عند مواجهة لجنة الاختبارات، لذلك يجب الذهاب مبكرًا وذلك سيقلل من شعور الطالب بالتوتر والخوف من أن يصل في وقت متأخر، ويجب على الطالب أثناء ذلك قراءة أسئلة الاختبار جيدًا وعدم نسيان شيء وفي حال نسي الطالب شيئًا “من الوارد أن تنسى أو تخطئ، لا تحمل نفسك فوق طاقتها”.
في امتحانات السنة الأخيرة من الدراسة، يواجه الطالب ضغوطات نفسية وغيرها، كيف يتحكم بها؟
أكدت العامرية: الطالب في هذه المرحلة تتغير بداخله الكثير من الأفكار المختلفة بحكم أنها السنة الأخيرة في مراحل الدارسة مما تعطي الطالب ضغطًا نفسيًا كبيرًا وكل ذلك يلعب في التوازن الفكري لديه، لذلك يحتاج الطالب للدعم النفسي من قِبل الأهل والأصدقاء والمختصين في هذا المجال، ويجب أن يتأكد الطالب أن هذه الاختبارات فترة في حياته وستنتهي بالطريقة التي يرغب بها مهما كانت الظروف، مضيفةً: ومن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطالب، المنافسة، وخوض رحلة البحث عن تجميع الدرجات للوصول إلى الجامعة أو الكلية التي انتظرها طويلًا، أو المفاجآت غير المتوقعة في القبول وغيرها من الأمور.
بعد الانتهاء من الامتحانات ولغاية ظهور النتائج، يعيش الطالب مرحلة من التوتر والقلق أثناء انتظاره النتيجة، فكيف يتصرف؟
أجابت العامرية عن ذلك قائلةً: لماذا الانتظار لفترة طويلة؟ على الطالب أن ينتظر قبل إعلان النتائج بساعات فقط، جميل أن تعيش شعور الانتهاء من ضغط الاختبارات وشعور الإنجاز بكل لحظاتهما وعلى الطالب أن يستمتع بهذه المشاعر، وهذا الإنجاز الجميل ويستحق الطالب أن يكافئ نفسه فيه بعد هذا المجهود والتعب “لكل شيء وقته” وقبل إعلان النتائج من المهم أن يتوكل على الله ويعطي الطالب نفسه الثقة بقدراته وهدفه، كن دائمًا واثقًا كل الثقة بأن الله: القول في تأويل قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَملا).