خاص – مكتب أثير في القاهرة
يمثل البعد الثقافي عاملا مهما في العلاقات العمانية- المصرية، بالنظر إلى التعاون المستمر بين الفعاليات الثقافية في البلدين.
وتأتي زيارة فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لسلطنة عمان يوم الاثنين لتشكل فرصة أمام المثقفين والأدباء العمانيين للتعبير عن مدى ما وصلت إليه الثقافة العمانية من تطور.
وينظر العديد من المثقفين المصريين إلى النهضة الثقافية العمانية بإعجاب، نظرًا لما يميزها من الشمولية، وتعدد جوانب الإبداع فيها، ما حدا بهم إلى تلمسها باعتبارها تجربة متميزة، خصوصًا من جهة دعم الدولة ورعايتها للثقافة والأدب.
وأكد عدد من المثقفين المصريين لـ “أثير” أن الأدب العماني شهد تطورًا ملحوظًا طيلة العقود الماضية، مواكبًا التغيرات التي طرأت على المجتمع العماني من جهة، والساحتين الخليجية والعربية من جهة أخرى.
وأشار الأديب المصري يوسف القعيد لـ “أثير” إلى أن الأدب العماني سجل تطورا مهمًا، وأصبح له مكانة مميزة على الساحة العربية، ما سمح ببروز أسماء عديدة في مجالي الشعر والرواية.
واعتبر أن أهم ما يميز تجربة سلطنة عمان الثقافية هو احتفاؤها بالتراث منوهًا بدور الدولة في سلطنة عمان في تشجيع الثقافة.
ورأي وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور محمد صابر عرب أن ما يميز الثقافة العمانية هو ارتكازها إلى تراث حضاري كبير، فيكفي أن البعثات الأثرية الأجنبية وجدت مستوطنات تعود إلى ما قبل عشرة آلاف عام في السلطنة.
وأضاف أن الاهتمام بالتعليم الذي أولته الحكومة العمانية طيلة العقود الماضية، إضافة إلى الحرص على إنشاء المكتبات في كل مكان بعمان، ورفدها بأحدث ما تصدرها دور النشر المختلفة أعطى زخما للثقافة العمانية، وأتاح للمثقف العماني متابعة ما ينتج الفكر في البلدان المختلفة.
وأكد الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية الأسبق أن الإشعاع الثقافي والحضاري العماني قديم ومتجذر، ذلك أن عمان بلد ذات تاريخ عريق وأن الثقافة العمانية تتسم بالثراء، وتشكل تعبيرا عن التواصل العماني مع الحضارات المختلفة.
وأكد الروائي المصري حسين أبو السباع أن تجربة الكتابة عمومًا في سلطنة عمان، فريدة من نوعها، رغم حداثتها، فعلى مدى نصف قرن مضت، عرف الأدب العماني مجموعة من الطفرات المؤثرة، وبعد 1970 بدأت حركة نشطة في تأسيس المدارس في ربوع السلطنة أحدثت تحولات اجتماعية التقطتها جوخة الحارثي في روايتها ساعدت على تغيير البنية التقليدية، ودعم خطوات انفتاح المجتمع على أنماط من الحداثة الوافدة، وما حدث في بعض الدول العربية، حدث أيضًا في سلطنة عمان، مع جيل المبتعثين الذي أطلع على ثقافة مغايرة، أثرت على تكوينه، فجاءت الأعمال الإبداعية التي صدرت شديدة الأهمية، من حيث الشكل أو المضمون، بالإضافة إلى أن الصحافة في سلطنة عمان كان لها دور مهم في إثراء المشهد الإبداعي، وكان ظهور المجلات الثقافية الأدبية مثل الغدير والسراج حدثًا مؤثرًا، وبدأ القراء التواصل مع إنتاج أدبي كان في مقدمته أعمال الروائي عبدالله الطائي، رحلة الأدب العماني ممتدة، ومن الصعب حصرها في سطور، إذ إنها تستحق رسائل علمية لتحليل مراحل نشأتها، وتطورها، حتى ترصد التجربة كاملة.