أثير – عبدالرزّاق الربيعي
“صادحٌ مشرقْ مبهج وثريّ، كالعادة منذ أورقت أولى زهراته قبل واحد وأربعين عامًا على يد جلالة الملكة نور الحسين عام 1981 هكذا كان مهرجان جرش للثقافة والفنون في عامه هذا 2022 مثلما كان دائما منذ ميلاده وسوف يظل حتى يتخطّى يوبيله الماسيّ بإذن الله”.
بهذه الكلمات وصفت الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت “مهرجان جرش للثقافة والفنون” الذي اختتمت فعالياته مساء أمس -السبت- في دورته الـ36، التي أقيمت تحت شعار “نورت ليالينا”، وتم إطفاء شعلة المهرجان وإنزال العلم إيذاناً بانتهاء الفعاليات بحضور رئيسة اللجنة العليا للمهرجان وزيرة الثقافة هيفاء النجار.

وأضافت ناعوت التي تعدّ من الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي المصري والعربي: “هذا المهرجان العريق لم يتوقف طوال تلك العقود إلا أعوامًا قليلة بسبب جائحة كورونا، ليعود إلينا هذا العام في دورته السادسة والثلاثين أبهى وأقوى وأثرى بفعالياته الكثيرة والمتنوعة بين الأدب والشعر والنقد والفكر والتشكيل والطرب والفنون الشعبية والموسيقى”.
وحول ميزة هذه الدورة من المهرجان قالت: “كان لي شرفُ المشاركة في مهرجان جرش غير مرة خلال دورات سابقة، ولكن طزاجة المشاركة لا تبرح؛ وكأنها المرة الأولى. ولهذا المهرجان مكانة رفيعة في وجدان كل شاعر وأديب وفنان مصري. مكانةٌ تقع في خانة الشغف من القلب والعقل. نقولها بفخر لأطفالنا وأصدقائنا: إننا شاركنا في مهرجان جرش، وخلال مشاركتي هذا العام، كان لي شرف المشاركة في ندوة حول أثر التكنولوجيا على تلقي القصيدة واللوحة، وكذلك إلقاء الشعر في المركز الثقافي الملكي في عمّان.
أما درّة العقد فكانت الأمسية الشعرية التي حضرناها في المنتدى الثقافي بمدينة “مادبا” الأثرية الساحرة، بعد جولة سياحية غنيّة بين آثار جبل “نيبو” الذي يزهو بما يحمل من مقدسات أثرية نفيسة يحج إليها السياح من كل أنحاء العالم؛ مثل كنيسة الخارطة أو كنيسة الفسيفساء وعصا موسى التي تحولت إلى ثعبان وغيرها من المحطات الأثرية العالمية التي تحتضنها جداريات حفظ المقدسات في أرض الفسيفساء المبهرة. أما جائزة المهرجان الحقة فهي لقاء أصدقاء تاريخيين لا نراهم إلا على شرف الشعر والجمال من أصدقاء القلب رفقاء القلم”.

وأضافت لويزة الإعلامية والمستشارة الثقافية والخبيرة في تنسيق التعاون والتبادل الثقافي وسفيرة المسابقة الدولية ( الشعر بحرية) باريس: “تذكّرني الأردن بتضاريس جبال الجزائر، فشعرت كأنني في بلدي الثاني، وشكّلت صداقات حميمية مع مثقفي، وأكاديميي هذا البلد والعرب، التقيت بأصدقاء لم نجتمع بهم، وأعادنا الشعراء التونسي آدم فتحي والأردني زهير أبوشايب، ويوسف عبدالعزيز، في حديثم عن سنوات خلت، جعلت المهرجان يتبوّأ مكانة بارزة عن هذه المكانة.
يقول الشاعر عارف الساعدي” كنت أسمع وأنا بعد صبي عن مهرجان اسمه جرش في الأردن وأن البياتي ودرويش وعبدالرزاق عبدالواحد وأسماء كبيرة قرأت على منصات هذا المهرجان، فبقي ملتصقا بذاكرتي بوصفه مهرجانا حلما، حتى وجهت إدارة المهرجان دعوتها لي في هذه الدورة، فلبّيت الدعوة دون تردّد لما في ذاكرتي من حب لهذا الاسم، الجميل في الأمر أن إدارة المهرجان نوّعت في طبيعة المشاركات الثقافية وكذلك نوعت في طبيعة المدعوين من بلدان متنوعة ومن شعراء متعددين من حيث طبيعة كتاباتهم وجنسها ومن حيث الأجيال أيضا، كذلك ميّز المهرجان إنه نثر مشاركاته على مناطق متعددة من المملكة الأردنية، بحيث تجد نشاطات متنوعة في وقت واحد وفي أكثر من جهة، لقد أدّى المهرجان رسالته بطريقة رشيقة دون صخب أو ضجيج”.