الأولى

شخصية دينية واجتماعية بارزة: ماذا تعرف عن صاحب مرباط؟

شخصية دينية واجتماعية بارزة: ماذا تعرف عن صاحب مرباط؟
شخصية دينية واجتماعية بارزة: ماذا تعرف عن صاحب مرباط؟ شخصية دينية واجتماعية بارزة: ماذا تعرف عن صاحب مرباط؟

أثير- تاريخ عمان

تلخيص: د. محمد بن حمد العريمي

نظّم النادي الثقافي ندوةً تناولت سيرة “الإمام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط”، ضمن برنامج “من إعلامنا” الذي يقيمه النادي الثقافي دوريا، حيث سلطت الندوة الضوء على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظفار في القرن السادس الهجري، والحياة العلمية والدينية في ظفار في عصر صاحب مرباط، والتعريف بدور صاحب مرباط وذريته في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والدينية، والتعريف بالأثر الثقافي والتراث المادي واللامادي للإمام محمد بن علي صاحب مرباط.

“أثير” تقدّم في هذا التقرير ملخصًا عن شخصية صاحب مرباط من حيث نسبه وولادته، وأسباب تسميته بصاحب مرباط، وشيوخه وتلامذته، وصفاته، ومكانته العلمية، وهجرته إلى مرباط، وأبرز الآثار الثقافية المرتبطة به، وانتشار ذريته وأبرز انجازاتهم، ووفاته.

تقدّم في هذا التقرير ملخصًا عن شخصية صاحب مرباط من حيث نسبه وولادته، وأسباب تسميته بصاحب مرباط، وشيوخه وتلامذته، وصفاته، ومكانته العلمية، وهجرته إلى مرباط، وأبرز الآثار الثقافية المرتبطة به، وانتشار ذريته وأبرز انجازاتهم، ووفاته.

نسبه وولادته

هو الإمام محمد بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد المهاجر، بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- الذي هو زوج فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد شهدت بلدة بيت جبير الواقعة في جنوب ” تريم” بحضرموت، ميلاد هذا السيد الإمام، ونشأ بها في ظل رعاية وعناية وتربية والديه الكريمين: أمه فاطمة بنت محمد بن علي بن محمد، وأبيه علي الذي قام بتحفيظه القرآن الكريم وتفقيهه العلوم الشرعية والعربية، ثم انتقل معه وعمه وأبناء العمومة إلى تريم، حيث استمر بها في التزود بالعلم النافع والتحصيل المعرفي على يد علماء آخرين منهم سالم بن بصري، وسالم بن فضل، وعلي بن يحيى الخطيب. ثم انطلق من حضرموت نزوحًا إلى ظفار في العهد السياسي لأسرة المنجوي.

لقب صاحب مرباط

بحسب الباحث سعيد بن خالد العمري فقد اشتهر الإمام محمد بن علي بلقب صاحب مرباط لأنه سكنها آخر عمره وتوفي بها، وعرف في بعض المصادر بساكن مرباط ونزيل مرباط، وفي الجوهر الشفاف في مناقب السادة الأشراف للخطيب التريمي ( ت ٨٥٥ه‍ ) ذكر أن وفاته كانت ” بظفار الأولى وهي مرباط وقبره معروف بها يزار ويتبرك به” ، وذكر السكران في البرقة المشيقة أنه توفي ” بمرباط ظفار القديمة” ، ويذكر الحامد أنه ” عرف بصاحب مرباط لسكناه بها وكونه قُبر بها”.

والمرجّح – بحسب رأي الباحث العمري- أن الإمام محمد بن علي بن لُقب بصاحب مرباط تمييزًا له عن عدد من ذريته تسمَّوا به مثل حفيده محمد بن علي الفقيه المقدم ( ت ٦٥٣ه‍ ) ومحمد بن علي مولى الدويلة ( ت ٧٦٥ه‍ ) ومحمد بن علي عيديد ( ت ٨٦٢ه‍ ) ومحمد بن علي خرد ( ت ٩٦٠ه‍ ) .

طلابه

يذكر صاحب “المسلك السوي في جمع فوائد مهمة من المشرع الروي”: “وممن تخرج به أولاده: الشيخ علوي، والحافظ عبدالله، والشيخ أحمد، والوليّ علي، ومنهم سالم بن فضل الإمام الكبير، والشيخ علي بامروان، والقاضي باعيسى، والشيخ علي بن محمد الخطيب صاحب الوعل، والشيخ تاج العارفين المشهور بشعد الدين الظفاري، والإمام علي بن عبدالله الظفاري”.

يذكر صاحب “المسلك السوي في جمع فوائد مهمة من المشرع الروي”: “

وممن تخرج به أولاده: الشيخ علوي، والحافظ عبدالله، والشيخ أحمد، والوليّ علي، ومنهم سالم بن فضل الإمام الكبير، والشيخ علي بامروان، والقاضي باعيسى، والشيخ علي بن محمد الخطيب صاحب الوعل، والشيخ تاج العارفين المشهور بشعد الدين الظفاري، والإمام علي بن عبدالله الظفاري”.

صفاته ومكانته

تناولت العديد من المصادر صفات صاحب مرباط وفضله ومكانته وكراماته، حيث وصفه السكران صاحب (البرقة المشيقة في ذكر لباس الخرقة الأنيقة) أنه “كان إمامًا متفننًا في جميع أجناس العلوم واحد عصره في العلم والعمل وأنواع محاسن المجد والسيادة، وحيد وقته في الزهد والورع والصلاح وصفاء العبادة. من رآه وشاهده أدهش عقله جمل محاسنه، وحيّر لبّه جلال كمال حاله، وهيبته تلوح على باهي محيّاه بهجة شوارق أنوار الجمال وسواطع بهاء الحسن والكمال”.

تناولت العديد من المصادر صفات صاحب مرباط وفضله ومكانته وكراماته، حيث وصفه السكران صاحب (البرقة المشيقة في ذكر لباس الخرقة الأنيقة) أنه

“كان إمامًا متفننًا في جميع أجناس العلوم واحد عصره في العلم والعمل وأنواع محاسن المجد والسيادة، وحيد وقته في الزهد والورع والصلاح وصفاء العبادة. من رآه وشاهده أدهش عقله جمل محاسنه، وحيّر لبّه جلال كمال حاله، وهيبته تلوح على باهي محيّاه بهجة شوارق أنوار الجمال وسواطع بهاء الحسن والكمال”.

وذكر مؤلف “غرر البهاء الضوي” بأنه ” الإمام القدوة، الفقيه الشيخ الصفوة، الكبير العارف الشهير، ذو الكرامات الباهرة، والآيات الزاهرة، والبركات الغامرة، والمقامات العليّة….”

كما وصفه الشّلّي في المشرع الروي بأنه “شيخ مشايخ الإسلام وعلم العلماء الأعلام، يتيمة عقد الأولياء الكرام، الحائز قصب السبق على الإطلاق، السابق في حلبة السباق في ذرى المعالي بالإتفاق، الفائق في الجود والكرم والإنفاق، أحد علماء الشريعة والطريقة وأجل مشايخ أرباب الحقيقة”.

ويذكر علوي بلفقيه في كتابه من أعقاب البضعة المحمدية الطاهرة” أنه “كانت له زعامة اجتماعية ومكانة شعبية وقوة شخصية وهيبة بين العشائر والسلاطين، فالقوافل كانت تسير في خفارته من بيت جبير بحضرموت إلى ظفار”.

آثاره العلمية:

للإمام محمد بن علي صاحب مرباط العديد من الآثار العلمية التي تدل على مكانته العلمية العالية، ومن بينها: مدرسة مرباط العلمية وتأسست هذه المدرسة العلمية في القرن السادس الهجري بمدينة مرباط على يد الشريف صاحب مرباط فهو مؤسسها وشيخها الأول الذي وضع لبنتها عند بنائه للمسجد الجامع الذي أصبح مدرسة شع نورها أرجاء الشحر فتنادت له طلبة العلم من كل حدب وصوب، وقد تخرج منها العديد من العلماء والفقهاء والقضاة والمعلمين والدعاة، كما أسهمت في ازدهار الجانب العلمي والفكري بشحر عمان وحضرموت بعد القرن السادس الهجري .

كما كان له باع في التأليف والإفتاء حيث جاء ذكره في معرض الحديث عن نتاجه العلمي أن له حوالي 300 فتوى في مسائل فقهية متنوعة، فقد كان يقيم حلقات علم يجيب فيها عن أسئلة طلابه خاصة في العقيدة الأشعرية والفقه الشافعي، إذ كان له دور مهم في نشر الفقه الشافعي والعقدية الأشعرية في نواحٍ مختلفة.

وكانت له مجالس علمية خاصة التي كان يقيمها في مسجده بمرباط، فكثر نفعه وعم خيره البلاد والعباد، يقول في ذلك المؤرخ الشلي: “وانتفع به كثيرون في العلوم والمعارف من جميع الفرق الموافق منهم والمخالف”.

هجرته إلى مرباط

وعن هجرته إلى مرباط أشار بلفقيه إلى ” أن هجرته إلى مرباط في بداية القرن السادس الهجري، قطن بها واستقر فيها وصار منهلًا للواردين وموئلًا للقاصدين، وعدّة للطالبين، وملجأ للفقراء والمساكين، وصارت به مرباط معمورة ومحروسة وأنديتها بالفيض مغمورة مأنوسة، ورحلت إليه الناس من سائر البلاد، ونادته الولاة من كل ناد، وانتفع به كثيرون في العلوم والمعارف من جميع الفرق والمواقف، وشيّد مسجده المعروف الآن بجامع مرباط”.

كما يذكر الحامد في “تاريخ حضرموت” ” أنه تحوّل في آخر عمره إلى مرباط فألقى بها عصا الإقامة، وهناك لقي من الحفاوة والإجلال من أهلها ما هو أهله، وازداد صيته شيوعًا، وذكره ذيوعا، اذ اشتهر بالعلم والإحسان، فصار كعبة القصّاد يقصده العارفون لبرّه وإحسانه، والطالبون لعلمه وعرفانه، ولم يزل كذلك حتى توفي سنة 551 هـ إحدى أو ست وخمسين وخمسمائة رضي الله تعالى عنه، وقبره بمرباط معروف يزار وعليه قبّه”.

الأثر الثقافي المادي للإمام محمد بن علي صاحب مرباط

يتكون الأثر الثقافي المادي من الآثار والمباني والأماكن الدينية والتاريخية كالمساجد والمقابر والأضرحة وغيرها، وللإمام صاحب مرباط أثر ثقافي مادي يشكل مادة ثرية للمختصين والمهتمين، وبالطبع فإن هذا الأثر يحمل قيمة ودلالة مادية ومعنوية في آنٍ واحد ، فهو عبارة عن آثار تاريخية وتراث روحي وديني يعبر عن مدى المكانة التاريخية والثقافية للإمام محمد بن علي ، ويتجسد من خلاله تأثيره وأثره عبر التاريخ .

وقد حصر الباحث سعيد العمري مجموعة من الآثار المادية المرتبطة بالإمام محمد بن علي، وهي: ضريح الإمام محمد بن علي صاحب مرباط ويعد من أهم وأشهر الآثار والمعالم التاريخية في مدينة مرباط، البيرق وهو العلم أو الراية الكبيرة وجمعها بيارق وقد كان لمقام الإمام محمد بن علي صاحب مرباط علم خاص به يطلق عليه بيرق ابن علي أو بنديرة ابن علي ، ويوجد في الضريح على جانبي القبر عند الشاهد الأمامي.

ومن الآثار المرتبطة بالإمام محمد بن علي، جامع مرباط وهو من أقدم مساجدها وأشهر معالمها ينسب بناؤه إلى الإمام محمد بن علي صاحب مرباط، وتذكر الرواية المتواترة أن الإمام محمد بن علي أسس الجامع وخطه بيمينه سنة ٥٥١ه‍ وكان هذا التاريخ منقوشًا على جدار الجامع من الداخل، وهو مثبت حاليا على لوحة رخامية عند مدخل الجامع الشمالي مقابل حصن مرباط عملت أثناء الترميم الأخير لجامع مرباط على نفقة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله سنة ١٩٩٩م .

ومنها كذلك جبل ابن علي، ويقع عند مدخل مدينة مرباط ويعرف بجبل ابن علي أو جبل الشريف نسبةً إلى الإمام محمد بن علي صاحب مرباط، حيث يقع ضريحه والمقبرة تحت هذا الجبل مباشرة من الجهة الشمالية الغربية، وتقع في أسفل جبل ابن علي الآبار التي كان ينقل منها أهل مرباط الماء إلى المدينة ، وكانت تقام تحت هذا الجبل المناسبات والاحتفالات والضيافات قديمًا، وتوجد في أعلى هذا الجبل آثار الخلوة التي كان الإمام صاحب مرباط يصعد إليها ويعتكف فيها للعبادة والتأمل .

المناسبات الدينية والاجتماعية

ارتبط كثير من المناسبات والاحتفالات الدينية والاجتماعية بالإمام محمد بن علي صاحب مرباط كما يذكر الباحث سعيد بن خالد العمري، وتقام هذه المناسبات في مرباط وظفار وصور والباطنة في سلطنة عمان، وتريم وغيرها من مدن ومناطق حضرموت واليمن، وفي بعض مناطق الهند وإندونيسيا وسواحل أفريقيا الشرقية ، ومن هذه المناسبات والاحتفالات: الحضرة وهي مصطلح إسلامي صوفي يطلق على مجالس الذكر الجماعية التي يتم فيها أداء أشكال مختلفة من الذكر كالخطب وتلاوة القرآن والأدعية والأوراد والإنشاد الديني والمديح النبوي، الشعبانية وهي من المناسبات الدينية التي تقام في كثير من البلدان الإسلامية في ١٥ شعبان من كل عام ، وإحياءها بالصلاة والصيام والاستغفار والصدقات، الإحياء وهي من العادات الدينية ويقصد به إحياء الليل بالذكر والدعاء وقراءة القرآن والصلاة ، ويكون الإحياء في ليالي الأعياد والإسراء والمعراج وعاشوراء وغيرها من المناسبات الدينية

العادات والتقاليد والثقافة العامة

ارتبط كثير من العادات والتقاليد في مجتمع مرباط بالإمام محمد بن علي صاحب مرباط، فقد كان يمثل قيمة روحية ومعنوية علاوة عن مكانته العلمية والتاريخية، وقد رصد الباحث سعيد العمري بعض العادات والتقاليد والثقافة العامة للمجتمع التي نلمس من خلالها الأثر الثقافي غير المادي للإمام صاحب مرباط نسردها على النحو التالي: زيارة مقام الإمام صاحب مرباط، الأعراف الاجتماعية، حيث إنه من العادات القديمة في ظفار وحضرموت وكثير من المناطق في عمان واليمن في حالة الصلح بين طرفين متخاصمين أو ادعاء طرف على طرف سواء كان قبائل أو أفراد، التحاكم عند ضريح أحد الأولياء المشهورين في المنطقة، مثل ضريح صاحب مرباط في مرباط وضريح صالح بن هود في حاسك أو ابن عربية في ريسوت أو الجوهري في بلاد مهرة وغيرها من المقامات التي تحظى بالمكانة الروحية والدينية عند الناس .

ومن الأعراف الاجتماعية السائدة قديما أن مقام الإمام محمد بن علي صاحب مرباط وضريحه حوطة وأمان للداخل والمار والمستجير، فكان يمنع دخول المقام بسلاح أو الاعتداء أو السلب أو السرقة أو غير ذلك، ومن يفعل ذلك يعد منتهكا للمقام والحوطة ويقع عليه العقاب والنكف ويعامل بين الناس معاملة الغادر أو المعتدي، وقد ظهر نظام الحُوَط – جمع حوطة – في فترات الاضطرابات والفوضى السياسية وعدم وجود سلطة قوية تفرض القوانين وتردع المعتدين، فلجأت الناس إلى حوط الأولياء ومقامات الصالحين طلبا للأمان والجوار، وكانت هذه الحوط والمقامات تمثل المرجعية الدينية والروحية ولعبت دورا كبيرا في حفظ الحقوق وحل النزاعات وتعزيز النظم العرفية والاجتماعية .

كما أثّرت شخصية الإمام محمد بن علي صاحب مرباط في ثقافة المجتمع الفنية، وظهر ذلك جلياً في الفنون الشعبية التي لم تخلُ من هذا التأثير ومنها الفنون البحرية في مرباط التي ارتبطت بالإمام صاحب مرباط، حيث كان يقام فن يدعى (هيربابوه) في حالة تأخر عودة السفن عن موعد وصولها، وخشية وقوع حادث أو مكروه للمسافرين عليها، فيجتمع الناس في الفرضة وتقام الهيريابوه ويستمرون في الأداء إلى وصول خبر أو بشارة تطمئنهم على سلامة المسافرين. كما يظهر تأثيره في فني الشرح واللانزيه.

وفاته

بحسب الشاهد المكتوب على قبره فقد توفي الإمام محمد بن علي سنة 556هـ، وأقدم إشارة إلى وفاته أوردها محمد بن علي خرد باعلوي المتوفي سنة 960 هـ، حيث ذكر صاحب “غرر البهاء الضوي” تاريخين لوفاته: الأول سنة ست وخمسين وخمسمائة للهجرة، حينما ذكر “وتوفي سنة ست وخمسين وخمس مئة من الهجرة النبوية، وقبره بمرباط يزار ويتبرك به”، ثم عاد وذكر في موضعٍ آخر من كتابه أن وفاته كانت نيف وخمسين وخمسمئة من الهجرة ، والأول هو الأشهر والأكثر تداولًا.

أما عن مكان دفنه فقد ذكر “المشرع الروي” أنه “دفن بمدينة مرباط المعروفة بظفار القديمة، المحفوفة بالأنوار العظيمة، وقبره بها مشهور يقصد ويزار، وظاهر ظهور الشمس ضحوة النهار، وعمل عليه قبة عظيمة ظاهرة، والأنوار عليها لائحة باهرة “.

ذريته

كان للسيد الإمام محمد بن علي صاحب مرباط من زوجته السيدة الشريفة فاطمة بنت محمد بن علي بن محمد بن جديد بن عبد الله بن أحمد بن عيسى الشهير بالمهاجر، أربعة بنين هم السادة: عبد الله انقرض، ولم يعقب، وتوفي عام ( 592هـ)، أحمد، أعقب بنتا واحدة معروفة بزينب أم الفقراء، التي هي زوجة السيد الفقيه المقدم، علوي، الشهير بعم الفقيه المقدم ، علي والد الفقيه المقدم، ولكل من هذين الأخيرين عقب.

وهكذا انطلقت من هنا ذرية صاحب مرباط، الذي إليه يعود السادة العلويون الكرام المعروفون بآل علوي أو باعلوي أو بني علوي، حيث تفرعت ذريته من بعده في ابنيه المعقبين المذكورين: علوي وعلي.

علاقات ذرية صاحب مرباط المهاجرين إلى الشرق الإفريقي بسلاطين الدولة البوسعيدية

اهتم سلاطين الدولة البوسعيدية في زنجبار بالعلماء والفقهاء من كافة المذاهب الإسلامية السنية والإباضية، ففتحوا لهم أبواب الود والاحترام والتعاون والوئام، وكان من ضمن أولئك الذين تم الاهتمام والعناية بهم السادة العلويون من الأشراف ذرية صاحب مرباط المهاجرين إلى هذه المنطقة، استعانوا بهم جميعا في ربوعها وفيافيها في نشر الإسلام والعلوم الإسلامية واللغة العربية والمحافظة على القيم والتقاليد والمناسبات العربية والإسلامية والاجتماعية. كما قربوهم وتعاونوا معهم في أجهزة الدولة وإداراتها وشؤونها من خلال القطاعات والجهات الحكومية المختلفة مثل: المجال الأمني والعسكري والقضائي والتعليمي والإداري والوزاري وغيرها.

وسنعدد لبعض أسماء هذه الشخصيات التي عملت في مجالات الخطابة والإمامة والتدريس بزنجبار، وفي مجال القضاء الشرعي حيث كان يعينهم السلطان، ويتلقون رواتبهم من الدولة البوسعيدية، ويزاولون-إلى جانب هذا العمل القضائي- التدريس والتعليم في بيوتهم وفي المساجد، ومن هؤلاء: السيد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد السقاف، الشيخ أحمد بن سالم العلوي، الحبيب العلامة أحمد بن أبوبكر بن سميط، الحبيب عمر بن أحمد بن سميط، القاضي السيد هادي بن أحمد بن عبد الله الهدار بن الشيخ أبي بكر بن سالم، الحبيب السيد حامد بن منصب بن علي بن الشيخ أبي بكر، السيد عبد الفتاح بن أحمد بن أبي الحسن الأول بن أحمد جمل الليل، السيد ابو الحسن الثاني بن أحمد بن أبو الحسن الأول بن أحمد جمل الليل، السيد محمد بن علوي بن أحمد جمل الليل، الدكتور عمر عبد الله بن الشيخ أبي بكر بن سالم المعروف بـ” مويني بركة”، السيد محمد شريف بن أحمد آل جمل الليل، السيد ابو الحسن الثاني بن أحمد بن أبو الحسن الأول بن أحمد جمل الليل، السيد محمد بن علوي بن أحمد جمل الليل، الدكتور عمر عبد الله بن الشيخ أبي بكر بن سالم المعروف بـ” مويني بركة”، السيد محمد شريف بن أحمد آل جمل الليل

المصادر والموسوعات التي تناولت سيرة صاحب مرباط

أشارت العديد من المصادر والمخطوطات والموسوعات إلى شخصية الإمام محمد بن علي صاحب مرباط، ومن أبرزها:

  • المخطوطات: مثل العقد النبوي في أهل البيت المصطفوي، الجوهر الشفاف في مناقب السادة الأشراف، بضائع التابوت في نتف من تاريخ حضرموت، وغيرها.
  • كتب ومؤلفات العلماء الحضارم ومنها: عقود الألماس في مناقب العطاس للحداد، شمس الظهيرة في أنساب آل باعلوي، للمشهور. وتاريخ حضرموت للحامد، وأدوار التاريخ الحضرمي للشاطري، والبضعة المحمدية لبلفقيه، ودور فقهاء حضرموت في نشر المذهب الشافعي لباذيب، والموهب والمنن للحداد، وغيرها.
  • الموسوعات: كالموسوعة العمانية، دليل أعلام عمان.
  • المصادر العمانية: مثل مخطوط الدلائل والأخبار في خصائص ظفار، للكثيري.
  • المصادر الأجنبية: كالخليج بلدانه وقبائله لمايلز،تقارير بعض المسّاحين الإنجليز مثل هاينز 1835، وكروتيندن 1837، وساوندرز 1846

المراجع

  • باذيب، محمد أبو بكر عبدالله. ذرية صاحب مرباط ودورهم في نشر الإسلام في الهند وشرق آسيا، ندوة من أعلامنا:الإمام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط، الثلاثاء 13 سبتمبر2022، صلالة، سلطنة عمان.
  • باعمر، أنور عبدالله. ذُرِّية الإمام محمد بن علي صاحب مرباط ودورهم في خدمة العلم والقضاء والوقف في عُمان، ندوة من أعلامنا:الإمام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط، الثلاثاء 13 سبتمبر2022، صلالة، سلطنة عمان.
  • حمد، حامد كراهيلا. ذرية صاحب مرباط في أفريقيا وعلاقتهم بسلاطين الدولة البوسعيدية، ندوة من أعلامنا:الإمام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط، الثلاثاء 13 سبتمبر2022، صلالة، سلطنة عمان.
  • العريمي، محمد بن حمد. صاحب مرباط في المصادر التاريخية والموسوعات، ندوة من أعلامنا:الإمام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط، الثلاثاء 13 سبتمبر2022، صلالة، سلطنة عمان.
  • العمري، سعيد بن خالد. الإمام محمد بن علي صاحب مرباط وأثره الثقافي في المجتمع ( مرباط أنموذجاً )، ندوة من أعلامنا:الإمام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط، الثلاثاء 13 سبتمبر2022، صلالة، سلطنة عمان.
  • الهادي، حبيب بن مرهون. صاحب مرباط وأثره في الحياة العلمية، ندوة من أعلامنا:الإمام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط، الثلاثاء 13 سبتمبر2022، صلالة، سلطنة عمان.

Your Page Title