أخبار

وزير الأوقاف: سلطنة عمان تتوسع في فقه الائـتلاف، وهدفها خـير الإنسانية وسـعادتـها

وزير الأوقاف: سلطنة عمان تتوسع في فقه الائـتلاف، وهدفها خـير الإنسانية وسـعادتـها
وزير الأوقاف: سلطنة عمان تتوسع في فقه الائـتلاف، وهدفها خـير الإنسانية وسـعادتـها وزير الأوقاف: سلطنة عمان تتوسع في فقه الائـتلاف، وهدفها خـير الإنسانية وسـعادتـها

رصد —مكتب أثير بالقاهرة

قال معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية بأن سـلطنة عـمان ركزت عـلى الـتوسـع فـي فـقه الائـتلاف، وتعزيز الـعمل بالجوامع المشتركة بين المدارس الإسـلامـية؛ والـبناء عـلى منظومـة المؤتلف الإنسانـي والتعارف والقيم المشتركة وتحقيق التكامل فـي ظـل الـتنوع، وبـناء علاقات مـتوازنـة قـائـمة عـلى قـيم ثـابـتة فـي الـعلاقـات الإنـسانـية والمصالح المتداخلة.

وأضاف في كلمته أمام مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ٣٣ اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة بأن هـذا عـمل أسـاسـي فـي وزارة الأوقـاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان؛ انطلاقًا من ثـوابت الاجـتهاد، وفـعل الـخير، وبذل المـعروف، والإصـلاح فـي الأرض، مـن أجـل خـير الإنسانية وسـعادتـها : (إن أريـد إلا الإصـلاح مـا اسـتطعت ، ومـا تـوفـيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب).

وزير الأوقاف: سلطنة عمان تتوسع في فقه الائـتلاف، وهدفها خـير الإنسانية وسـعادتـها
وزير الأوقاف: سلطنة عمان تتوسع في فقه الائـتلاف، وهدفها خـير الإنسانية وسـعادتـها وزير الأوقاف: سلطنة عمان تتوسع في فقه الائـتلاف، وهدفها خـير الإنسانية وسـعادتـها

وذكر معاليه بأن الجميع يعيشون فـي عـالـم تـتسارع أحـداثـه يـومـا بـيوم، بـل سـاعـة بـساعـة، ولـم يـعد مـن السهـل مجاراتـه أو الإبـحار فـيه؛ ومـواكـبة مـتغيراتـه، والتفاعل مـعه، وتحقيق المصالـح المشـتركـة مـع مـن نـعيش بـينهم، وفـي عـالم هـذه صـفته يـتأكـد الـعمل بـمبدأ الاجـتهاد؛ لـيصبح ضـرورة مـن الضرورات الـتي يــجب علـى عـلماء المسـلمين الأخـذ بها؛ وتفعيل منطلقاتها ومبادئها.

ويُمكن للقارئ الكريم قراءة كلمة معاليه التي حصلت “أثير” على نسخة منها:

“بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه أزكى الصلوات والتسليم؛ وبعد؛ معالي الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة الموقر وزير الأوقاف أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة والفضيلة أيها الجمع المبارك والوفود المشاركة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بادئ ذي بدء أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن جزيل شكري للدعوة الكريمة من معالي الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة الموقر وزير الأوقاف وعلى كريم العناية بنا وجميل الكرم وحفاوة الاستقبال ونحن بين أشقائنا في مصر المحروسة وعلى ضفاف نيلها الميمون وشعبها الكريم. .

فجزاكم الله خيرا.

أيها الجمع المبارك:

في عالم تتسارع أحداثه يوما بيوم، بل ساعة بساعة، ولم يعد من السهل مجاراته أو الإبحار فيه؛ ومواكبة متغيراته والتفاعل معه وتحقيق المصالح المشتركة مع من نعيش بينهم ؛ في عالم هذه صفته يتأكد العمل بمبدأ الاجتهاد؛ ليصبح ضرورة من الضرورات التي يجب على علماء المسلمين الأخذ بها؛ وتفعيل منطلقاتها ومبادئها.

ولم يعد بخاف على من يتابع سيرورة الاحداث العالمية ؛ وتصاريفها والتدافع الحاصل بين القوى صغيرها وكبيرها ؛ بأن الفترة القادمة من الزمن ستشهد متغيرات كبرى ؛ وتحديات جلى، ومنعطفات جسيمة؛ فإذا لم يبدأ علماء المسلمين من الآن التفكير فيها على مبدأ الاجتهاد، والتعمق في إيجاد البدائل والمخارج ووضع المندوحات فإن الوضع سيتأزم على الأفراد ويصعب على المجتمعات والدول على سواء.

وإننا نأمل ونرجو من هذا المؤتمر – وأمثاله في الأقطار الأخرى – أن يجتمع الراسخون في العلم؛ ويلتقي العلماء من مختلف التخصصات؛ من أجل النظر وإعمال العقل والعلم والتجربة، حتى تتمكن مؤسساتنا من أداء رسالتها الحضارية، وتتفاعل مجتمعاتنا مع العالم على مبدأ الشراكة الفاعلة، وتحقيق المصالح المتبادلة، والنماء والاستقرار.

ومن المهم أن نرى جميعا عهدا تتعاظم فيه الحاجة إلى تقديم تجربة الاجتهاد بمنظور إنساني عام، ورؤية أخلاقية شاملة ؛ تتحقق بها مقاصد الدين، وفهم الخطاب الإلهي ، ومسابقة العالم في الخيرات واداء المعروف ، وربط الإمكانات المادية والتقدم التقني بالقيم الروحية والأخلاق المشتركة؛ دون خوف من العالم أو إخافته، ودون تخل أو تنازل عن رسالتنا ومبادئنا الثابتة وانتمائنا الديني؛ فإن تحقيق النجاح في الأرض وبين الناس لا يتأتى إلا بعد تحقق الرضا في السماء وبين الملأ الأعلى.

أصحاب المعالي والفضيلة أيها الجمع الكريم إن الاجتهاد بمفهومه الأوسع وتطبيقاته الأشمل في الاجتماع والاقتصاد والسياسة والدين وغيرها مع كونه ضرورة ملحة ؛ إلا أنه كذلك ليس من أجل التنظير والتأليف والتقعيد فحسب ؛بل من أجل التغلغل في الواقع المعاش، وإيجاد الفسحة وسط ضيق البدائل، والتوسعة في المعاملات على نحو أرفق وألطف وحسن صنيع.

اكدت سلطنة عمان على اهمية التوسع في فقه الائتلاف، وتعزيز العمل بالجوامع المشتركة بين المدارس الإسلامية؛ والبناء على منظومة المؤتلف الإنساني والتعارف والقيم المشتركة وتحقيق التكامل في ظل التنوع، وبناء علاقات متوازنة قائمة على قيم ثابتة في العلاقات الإنسانية والمصالح المتداخلة.

وهذا عمل أساسي في وزارة الأوقاف والشؤن الدينية بسلطنة عمان؛ انطلاقا من ثوابت الاجتهاد، وفعل الخير ، وبذل المعروف، والإصلاح في الأرض، من أجل خير الإنسانية وسعادتها : (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) .
إن الاضطراب الكبير في العالم اليوم بدءا بمشكلات الفقر وحقوق الإنسان وضحايا الصراعات والحروب والتداعي الاقتصادي، واضطراب المفاهيم القيمية والأخلاقية بفعل الانفتاح التكنولوجي.. وغير ذلك؛ يدفعنا إلى التفكير بعمق في مآلات العلاقات الإنسانية بشكل عام، وشكل تلك العلاقات وماهيتها في المستقبل القريب أو البعيد.
ويضعنا هذا الاضطراب في العلاقات أمام مسؤولية إنسانية أولاً وأخلاقية ثانياً، للمساهمة في وضع نهج يعيد التوازن بين المصالح؛ ويدعو إلى اقتراح منهج عمل يقدَّم للعالم المضطرب، ليعينه على النهوض من جديد، واستشراف حياة متوازنة، يعيش فيه الناس على أساس من الكرامة والحقوق
الأساسية والأمان النفسي.



إن البعد الأول والذي نراه ضرورياً في إعادة التوازن بين المصالح ( المختلفة والتصادمية بين البشر ) هو في الاتفاق ابتداء على جعل الهدف من الأيديولوجيا أو الأخلاق ؛ باعتبارهما محور الاختلاف والانفصال: السعي لتحسين حياة الناس، وتحقيق المستوى الأساسي من الكرامة والحقوق، والحفاظ على اللحمة الإنسانية من الفناء والاندثار. وإذا تحقق ذلك؛ ولو على المستوى الأساسي والأولي، فسيتبعه تحسن واضح في منظومة العلاقات الإنسانية، وعلاقة البشر بالبيئة والحياة والكون.

وأما البعد الثاني؛ فيتلخص في اعتماد منظومة أخلاق عالمية، تدفع بالناس قدماً إلى توحيد التزاماتهم وجهودهم نحو حماية الإنسان والأرض، وتحقيق السلام والتعايش والتفاهم، وأن الاختلافات الدينية والثقافية والأيديولوجية – إن وجدت – فإنها لا تمنع وليست عائقاً عن الإيمان أساسا بوجودنا ضمن أرضية مشتركة، وقيم متحدة، سواء انطلقت
من أسس دينية أو غير دينية.


وأما البعد الثالث، فيركز على ضرورة استنهاض القيم
الروحية للإنسان مع إعمال العقل؛ فبعد حربين عالميتين مدمرتين، ودخول البشرية معتركاً تنافسياً مادياً، أصبح أساساً لموجة الإلحاد ونبذ القيم الروحية والتنكر لها، فإن الضرورة تقتضي السعي إلى إعادة الاعتبار للقيم الروحية ، مع حركة إعمال العقل والمنطق؛ فالأجيال القادمة ستتمتع بذكاء معرفي عالٍ، وقدرة على الوعي والإدراك وسرعة في الحصول على المعرفة وتوظيفها، مما يستدعي معه بلوغ مستوى أعلى في خطاب العقل والروح، وتجديد مكامن الفهم الإنساني للأسئلة الوجودية، والحيلولة دون وقوع الناس ضحايا أيديولوجيات مدمرة سواء أكانت دينية أم سياسية أم ثقافية.


وفي الختام فإنني أجدد الشكر والامتنان لجمهورية مصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وأخص بالشكر معالي الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والشكر موصول لأصحاب المعالي الوزراء والعلماء والمفتين وكل من أسهم في خروج هذا المؤتمر
المهم بهذه الصورة المشرقة. دمتم ودامت مشاركاتكم البناءة وسدد الله على طرق الحق
والخير خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”


Your Page Title