أخبار

السفير الإماراتي يكتب: في العيد الوطني العماني؛ تهنئة إماراتية من القلب

لقاء أخوي بين جلالة السلطان والرئيس الإماراتي
لقاء أخوي بين جلالة السلطان والرئيس الإماراتي لقاء أخوي بين جلالة السلطان والرئيس الإماراتي

مسقط-أثير

أعدّ سعادة محمد سلطان السويدي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في سلطنة عمان مقالا تحدث فيه عن العلاقة بين البلدين؛ احتفاءً بالعيد الوطني الثاني والخمسين المجيد. وتنشر “أثير” المقال للقارئ الكريم بنصّه.

في البداية أتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ بمناسبة حلول ذكرى الثامن عشر من نوفمبر المجيدة، أعادها الله على هذا البلد الطيب بالخير والنماء والأمن والاستقرار، وللشعب العماني الشقيق التحية ووافر التقدير.

وفي هذه المناسبة العطرة نستذكر بكل الحب والامتنان صاحبها، السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ باني النهضة العمانية المباركة، عليه سحائب الرحمات والمغفرة.

ومن دواعي سروري أن تمر تلك المناسبة وقد شرفتني قيادة بلادي بقيادة العمل الدبلوماسي في هذا البلد الحبيب، والذي شملنا بمحبته ودفء استضافته، معه تتأكد مشاعرنا بمدى الترابط الذي يجمع البلدين، بأواصر الإخاء ووشائج القربى.
ومع حلول تلك الذكرى المجيدة، تتطلع البلدان إلى مستقبل أفضل على مستويات التعاون المشترك على تنوع ذلك التعاون، مدفوعتان برغبة وإرادة صادقة من قادة البلدين، الذين لا يدخرون أي جهد في تنمية تلك العلاقات وتطويرها، مما يعود بالنفع على شعبي البلدين، رخاء وأمنا واستقرارا، وهو أمر عودتنا عليه القيادة الرشيدة في كل من سلطنة عمان ودولة الإمارات.


السفير الإماراتي يكتب: في العيد الوطني العماني؛ تهنئة إماراتية من القلب
السفير الإماراتي يكتب: في العيد الوطني العماني؛ تهنئة إماراتية من القلب السفير الإماراتي يكتب: في العيد الوطني العماني؛ تهنئة إماراتية من القلب


تُثبت العلاقات بين سلطنة عمان ودولة الإمارات مدى الاهتمام الكبير الذي توليه قيادة البلدين لـلمستقبل والرهان عليه، ومنذ عقود كان الاهتمام بالمستقبل ركيزة ذلك الاهتمام، ومن اجله تجاوزت قيادة البلدين الكثير من التحديات، بحكمة ووعي القيادتين بطبيعة وخصوصية العلاقة بين سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، ذلك الوعي استطاعت البلدان من خلاله تجاوز جميع الصعاب والتحديات.

تمر تلك الذكرى الطيبة وأمتنا العربية تعيش فترة من التحديات الكبيرة، وجب معها التآلف والوحدة، والعمل على تنمية المشتركات والمتفق عليه بين عناصر تلك الأمة، ونبذ الفرقة والخلاف، وهو أمر نابع من إيمان أمتنا العربية بما يجمعها من مصالح استراتيجية وامتدادات مجتمعية وتماس جغرافي فريد، والأكيد ان تلك العلاقات تعد من أمتن العلاقات التي من الممكن أن تمتد بين بلدين، فنحن بلا شك شعب عربي واحد، تجمعنا عادات وتقاليد وثقافة متوارثة واحدة، تظهر بوضوح فيما يتم تداوله من ملبس ولغة وعادات وموروث ثقافي، وكذلك ما استقر في الوجدان من قيم المحبة والاحترام والإخاء.

ومن هنا تعي كل من سلطنة عمان ودولة الإمارات قيمتهما بالنسبة للمنطقة والعالم، كي ترتقي مستويات الشراكة بينهما إلى حد الكمال، مدفوعتان بتلاحم شعبي وترابط مجتمعي فريد، قلما وجد في نطاقات جغرافية أخرى، ذلك الترابط بين شعبي البلدين شكل “رافعة مجتمعية” جبارة لنهوض وتماسك تلك العلاقات بين الدولتين و”مناعة” حفظت الأخوة والمحبة بين الدولتين الشقيقتين.
وهو أمر واضح جلي من خلال الصورة الإيجابية للمسار التاريخي للعلاقات بين سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، حتى وصلت إلى هذا المستوى من التفاهم والرقي، مما يدفع باتجاه العمل الدؤوب الجاد في سبيل تنمية العلاقات بين البلدين، ولاسيما على المستويات الاقتصادية، وكما هو معلوم فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد الشريك التجاري الأول لسلطنة عمان، حيث شهدت الاستثمارات الإماراتية في سلطنة عمان تنامياً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، وبحسب التقارير العمانية الرسمية فإن حجم الاستثمارات الإماراتية المباشرة بلغت قيمتها نحو مليار و48 مليونًا و600 ألف ريال عُماني بحسب أحدث تقارير المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.


من تلك الأرقام يظهر حجم الاهتمام الإماراتي بالعمل على تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، حيث تتركز تلك الاستثمارات في قطاعات اقتصادية عمانية حيوية، والتي يأتي على رأسها قطاع “الصناعات التحويلية” والذي يستوعب النسبة الأكبر من تلك الاستثمارات، وهو أمر يأتي متوافقاً مع الرغبة العمانية في النهوض بالقطاع، في سياق الخطط العمانية الرامية لتنويع مصادر الدخل، مما يسهم في دفع منظومة التعاون الاقتصادي إلى مستويات متقدمة، لتحقيق أقصى درجة من المصالح المتبادلة.

ومن هنا نؤكد لشعبي البلدين أن هناك جهودا متواصلة تُبذل في سبيل تحقيق تلك الرؤية القائمة على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، تكلل بنجاحات ملموسة وإجراءات تنفيذية مُقدرة من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية، في سبيل تذليل العقبات وتقريب الرؤى، وهو أمر ظهر في توقيع عدد من العقود والاتفاقيات، وتكثيف الزيارات الرسمية والأهلية.

بكل ثقة تمضي العلاقات بين البلدين إلى المستويات المأمولة من رقي وتكامل، رغم الظروف الإقليمية العامة، وقررتا المضي قدماً فيما هو مقدر لهما من تعاون وثيق، مرتكز على محبة وثقة ربانية قذفها المولى سبحانه في قلوب ابناء الشعبين، ثم ثقة قيادة الدولتين ووعيهما بالتاريخ والإرث الحضاري المشترك، وتعاون قائم على المصالح والاحترام المتبادل، مستعينتان بالله، ثم إرادة شعبيهما في تحقيق آمال أبناء سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، من رخاء وتقدم واستقرار وأمن.

Your Page Title