رصد – أثير
إعداد: مـحـمـد الـعـريـمـي
يُعدّ “مسجد الخور” بمسقط من أقدم وأجمل المساجد في سلطنة عُمان، وأحد المساجد الذي كان مقرًا لمدارس تعليمية، وقد سُمي قديمًا بـ “مسجد الشهداء” ويصلي فيه السلطان وأسرته ورجال الدولة في الأعياد والمناسبات الدينية.
فماذا تعرف عن هذا المسجد؟
أُسس مسجد الخور بجوار قصر العلم بمسقط، وتشير الرويات إلى أن من بناه هو السيد هلال بن أحمد بن سيف وهو أحد المحسنين والمنفقين وله دور كبير في الإحسان على العلماء والفقراء، وهو أخ السيد حمود بن أحمد الذي بنى بيت الرباط في مكة. وقد جُدد بناء المسجد في عهد السيد ثويني بن سعيد بن سلطان آل سعيد، وتمت إعادة بنائه على نفقة السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه- في العام 1976م وافتتح في 16 يناير 1980م.
بني المسجد بالجص والحجارة، وخشب الكندل المستورد من أفريقيا قديًما، وقد روعي في بنائه الطراز المعماري الإسلامي والزخارف والنقوش الإسلامية وكتابة آيات من القرآن الكريم، ودونت على سقفه أسماء الله الحسنى، وللمسجد منارة شامخة جميلة، وبه محراب مكسو بالفسيفساء غني بالزخارف والنقوش الإسلامية الدقيقة وقد كتبت عليه بعض الآيات من القرآن الكريم بالإضافة إلى تجهيزات الإضاءة الداخلية والخارجية.
سُمي بمسجد الخور لكونه يقع في منطقة خور حارة المثاعيب التي كانت هي وحارات عديدة آهلة بالسكان داخل سور مسقط، كما سُمي قديمًا بمسجد الشهداء – والشارع الذي يحاذيه يطلق عليه أيضًا شارع الشهداء، وسبب التسمية أنه لما حاصر الإمام سلطان بن سيف البرتغاليين بمسقط، وقد تحصنوا بالكوت الشرقي والغربي، فكانت بينهم وبينه معارك عظيمة إلى أن انتصر الإمام سلطان، وقتل من العمانيين أثناء محاصرتهم للكوتين خمسة عشر رجلًا، وصلي عليهم في مسجد الخور، ومنذ ذلك اليوم صار يعرف بمسجد الشهداء.
كان مسجد الخور مقرًا لـ 3 مدارس، وقد ابتدأ التعليم في مسجد الخور بمسقط في عهد السلطان تركي بن سعيد 1871-1888م، وكان أول من قام بالتدريس فيه إمام المسجد الشيخ سليمان بن محمد الكندي، حيث كان يعلم القرآن الكريم وأصول الدين الحنيف وعلوم اللغة العربية، ومن الذين عملوا في هذه المدرسة الشيخ ربيع المزروعي وسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان وذلك بعد عودته من زنجبار، حيث عينه السيد أحمد بن إبراهيم ليكون مدرسًا في مسجد الخور، مما جعل العدد من أبناء مسقط ومطرح وحتى من داخل السلطنة ينقلون أبناءهم إلى مسجد الخور لما سمعوا عن الشيخ أحمد من غزارة العلم.
يُعد مسجد الخور من المساجد التي يعتاد السلاطين والأسرة المالكة ورجال الدولة الصلاة فيه في الأعياد والمناسبات الدينية، وما تزال الأسرة المالكة ورجال الدولة يصلون في هذا المسجد في الأعياد والمناسبات الدينية، وقد أدى السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه- صلاة العيد فيه خلال عامي 1975 و 1997.
