أثير- عبدالرزّاق الربيعي
فقدت الأوساط الدبلوماسية والأكاديمية العربية أمس- الأحد- واحدا من الدبلوماسيين المخضرمين هو الدكتور محمود علي الداود رئيس قسم الدراسات السياسية والإستراتيجية ببيت الحكمة ببغداد عن (٩٣) عاما، بعد تعرّضه لنوبة قلبية ممسكا بالمايكرفون خلال مداخلة له في ندوة أقيمت ببيت الحكمة صباح أمس، ليلفظ شيخ الدبلوماسيين العرب، كما تنعته الأوساط الإعلامية،أنفاسه الأخيرة في المستشفى، لتفقد الدبلوماسية العربية برحيله قامة من القامات الثقافية التي ظلّت تواصل عملها حتى وافتها المنية.
ولد الراحل في عام ١٩٣٠ م بالموصل وأنهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها، وبعد تخرّجه من قسم الاجتماعيات بدار المعلمين العالية في العام 1951 التحق ببعثة دراسية إلى جامعة لندن وحصل على الدكتوراه في التاريخ الدولي العام 1957.
وهو واحد من أبرز المهتمّين بتاريخ منطقة الخليج الحديث، وسلطنة عُمان على وجه الخصوص، حيث كرّس جهوده في العمل الدبلوماسي والأكاديمي من أجل حلّ مشكلات منطقة الخليج، وأبرزها عروبة الخليج خلال عمله مساعدا لممثل العراق بالأمم المتحدة – من العام 1959 ولغاية العام 1965، ومديرا عاما بوزارة الخارجية، وسفير العراق في تركيا 1971- 1979 ورئيس قسم الوطن العربي في معهد تاريخ الوطن العربي للدراسات العليا، ومساهماته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ما بين 1963 – 1971 واجتماعات الجامعة العربية، وله عدة كتب وبحوث في ذلك من بينها: أحاديث عن الخليج العربي 1959، الخليج العربي والعلاقات الدولية 1961- 1964، المنظور السياسي لقضية عمان 1964، الخليج العربي والعمل العربي المشترك 1968
وقد زار السلطنة عدّة مرات كان آخرها ندوة أقامها (مركز الدراسات والبحوث في مديرية عُمان للصحافة) بالتعاون مع بيت الحكمة في نهاية عام 2013 وقد حملت عنوان (العلاقات العراقية – العُمانية –ماضيا وحاضرا ومستقبلا )، وقد استقبل يوم الخميس الموافق ٨ الشهر الجاري، وفد النادي الثقافي الذي ترأسه د.محمود السليمي، رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي، خلال زيارته بيت الحكمة ببغداد، ودعا إلى تعزيز التعاون الثقافي بين بيت الحكمة والنادي الثقافي من خلال تبادل الطرفين الخبرات والنتاجات الفكرية والدراسات. تغمّده الله بواسع رحمته.