أثير- جميلة العبرية
عقد مجلس الشورى اليوم الجلسة الاعتيادية السادسة عشرة لدور الانعقاد السنوي الرابع (2033-2023) من الفترة التاسعة (2019- 2023)، حيث تضمنت الجلسة إقرار رغبة مبداة بشأن تنفيذ إنتاج سقايات طبية من محلول الرطب بسلطنة عمان، ورفعها للحكومة.
“أثير” تواصلت مع سعادة محسن بن محمد بن سالم فاضل ممثل ولاية صلالة وعضو في اللجنة الاقتصادية والمالية الذي أوضح بأن المقترح جاء مبنيًا على تدبر الآيتين ( ٢٥و٢٦) من سورة مريم (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ )، حيث قاده ذلك إلى التساؤل عن المكونات الغذائية للرطب، وعلاقة امتزاجه بالماء، وأثر ذلك على صحة الإنسان وبالذات حالة النفاس التي كانت عليها مريم رضي الله عنها.
وأضاف سعادته: للرطب مكونات غذائية عديدة؛ فهو يحتوي على الكربوهيدرات والبروتين والفيتامينات والألياف والمعادن كالبوتاسيوم والفسفور والحديد والصوديوم والكالسيوم والمنجنيز والمغنسيوم واليود والكبريت والفلور وحمض الفوليـك، وهذه الخصائص والمكونات قادتني إلى فكرة ابتكار وإنتاج محلول الرطب كسقايات وريدية للاستخدامات الطبية، وآمل أن تكون سلطنة عمان أول دولة في العالم تنتج سقايات وريدية لحالات الوضع والنفاس في العالم، لكن السؤال الأهم: هل يمكن تنفيذ هذا الابتكار من النواحي الفنية؟
وأوضح: للإجابة عن هذا السؤال وجدت أن معطيات البيانات الإحصائية عن القطاع الصحي في دول مجلس التعاون الخليجي والعالمي تشكل أرقامًا كبيرة من حيث عدد المحتاجين للعلاج، وعدد الأطباء والمرضى والأسرّة في المستشفيات. كما أن بيانات وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تشير إلى أن تمر النخيل يُعد المحصول الأول في سلطنة عمان من حيث العدد والانتشار، حيث يوجد ما يقارب (9) ملايين نخلة، ويبلغ عدد الأصناف حوالي (325) صنفا، وتقدر المساحة المزروعة في الحيازات بـ (62) ألف فدان وتشكل ما نسبته (22%) من إجمالي المساحات المزروعة. وتأتي سلطنة عمان في المرتبة الثانية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، والثامن على الصعيد العالمي من حيث الإنتاج الكلي للتمور. مشيرًا سعادته إلى أن هناك استثمارات للسلطنة في هذا الشأن منها شراكة جهاز الاستثمار العُماني مع شركة “مايكو تكنولوجي” الأمريكية لدراسة جدوى إنشاء مصنع لإنتاج البروتين البديل من التمور.
وعن المشروع المقترح من اللجنة قال سعادته: المشروع عبارة عن إنشاء مصنع لإنتاج محاليل طبية من مكونات الرطب، يهدف إلى توفير منتجات المحاليل الطبية للقطاعات الصحية الخليجية بالإضافة إلى إمكانية إنتاج محاليل أخرى كـ (محلول رينجر – محلول جلوكوز – محلول مُحلّى – محاليل الغسيل الكلوي)، وإضافة إلى فائدته الطبية فهو يهدف إلى تشغيل الباحثين عن عمل، وتحسين مستواهم الاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق مستوى جودة عالٍ لمنتجات المحاليل الطبية، والمحافظة على مستوى أسعار منافسة.
وأضاف: الشكل القانوني المقترح للمشروع هو تأسيس شركة تقنية للمحاليل الطبية؛ بهدف دراسة جدوى بناء مصنع في سلطنة عُمان لإنتاج محلول طبي ( سقايات وريدية من الرطب) بالاتفاق مع جهاز الاستثمار العماني ووزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه والمحافظة التي سيقام فيها المشروع، عبر إنتاج محاليل وسوائل طبية وريدية (وتصنيع أقراص وتعبئة) من الرطب تحتوي على: (الكربوهيدرات، والبروتين، والفيتامينات، والألياف، والمعادن، كالبوتاسيوم، وغيرها).
وأشار سعادته إلى أن الكلفة التقديرية للمصنع تبلغ ٤ ملايين ريال عماني، وتوضح المؤشرات المالية بأن معدل العائد سيبلغ 30%، وأن استرداد مبلغ الاستثمار سيكون في السنة الثالثة من إنشاء المصنع.
واختتم سعادته حديثه لـ “أثير” قائلا: نوصي بإقامة هذا المشروع لمواجهة حجم الطلب على خدمات الرعاية الصحية، وبالذات في السقايات الوريدية المنتجة من الرطب حيث ستشمل سلسلة القيمة المضافة من المنتج (المزارعين، والمصنعين، والمسوقين، والتجار، والمستهلكين، والبيئة، والتنمية المستدامة) فضلا عن نقل التقنيات المتقدمة وتوطينها محليًا واستدامتها وتطوير جوانب الابتكار.