أثير – ريـمـا الشـيخ
تشكّل أمراض اللثة مشكلة يراها بعض الباحثين أكبر من التسوّس الذي يصيب بعض الأسنان، بينما التهاب اللثة يمتد إلى جميعها. كما أن التسوس علاجه أصبح ممكنًا وسهلا، أما معالجة أمراض اللثة فهي صعبة، خصوصًا وأنها تُعد سببًا رئيسًا لسقوط الأسنان عند الكبار.
حول هذا الجانب قال طبيب الأسنان الدكتور صفاء بن مصطفى الشيخ لـ “أثير”: المشكلة الأكثر أهمية تكمن في تجاهل مرضى التهاب اللثة لهذا المرض، وربما يعود ذلك إلى عدم الإحساس بالألم، حيث إن الألم محفز قوي يجعل المريض يسرع إلى الطبيب، وعدم وجود الألم يجعله يتماهل. كما أن نزيف اللثة لا يؤخذ على محمل الجدية، بل يعتقد بعض الأشخاص بأن نزيف اللثة علامة صحة، وطبعا هذا الاعتقاد غير صحيح.
وأضاف: ما يميز اللثة السليمة هو لونها الوردي الفاتح وشكلها الذي يحيط بالأسنان وصلابتها وعدم حدوث نزف الدم منها سواء عندما يفحصها طبيب الأسنان أو عند استعمال فرشاة الأسنان أو عند الأكل، على عكس اللثة الملتهبة فإن نزيف الدم هو أول علامة ظـاهرة لوجود مرض في اللثة حيث يحدث النزف عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو عند الأكل أو عندما يفحصها الطبيب أو حتى النزف التلقائي، كذلك تبدو اللثة الملتهبة بلون أحمر وتفقد صلابتها وتكون متورمة قليلًا وتصبح رخوة مع انبعاث رائحة غير مقبولة من فم المريض.
وأوضح بأن التهاب اللثة يحدث نتيجة تراكم طبقة (البلاك) وهي مادة لزجة شفافة تترسب على اللثة والأسنان وتتكون من الأملاح المعدنية والبكتيريا، حيث تترسب هذه الطبقة طبيعيا عند كل الأشخاص وفي أماكن معينة أكثر من غيرها مثل الأسنان الواقعة مقابل فتحات الغدد اللعابية، وتتكون هذه الطبقة خلال ١٢- ٢٤ ساعة وتزداد الترسبات في حالة عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون، أو تزداد الترسبات في أماكن يصعب الوصول إليها بالفرشاة وعلى طول خط اللثة، وفي مراحل لاحقة يحدث تكلس لهذه الطبقة ويتشكل القلح ( الجير).
وأشار الدكتور إلى بعض العوامل المساعدة لزيادة هذه الترسبات وحدوث التهاب اللثة، منها:
١ – الأكل على جهة واحدة وترك الجانب الآخر، إما بسبب التعود على ذلك أو بسبب ألم يحدث عند الأكل نتيجة تسوس الأسنان وإهمال علاجها حيث تزداد الترسبات على الجانب الذي لا يُستعمل في الأكل.
٢- وجود حالة تراكب في الأسنان مما يسبب زيادة في الترسبات لصعوبة السيطرة على تنظيف هذه المناطق بالفرشاة.
٣ – وجود أجهزة تقويم الأسنان وتراكيب الأسنان يساعد على زيادة الترسبات، مما يتطلب العناية والتنظيف أكثر من الشخص الاعتيادي، واستعمال فرشاة أسنان خاصة في حالة وجود أجهزة تقويم الأسنان.
أما فيما يخص علاج التهاب اللثة، فذكر الدكتور بأن معظم الحالات يمكن علاجها بسهولة وذلك إذا أسرع المريض بزيارة طبيب الأسنان، حيث إن العلاج يرتكز أساسا على إزالة الترسبات الجيرية وتنظيف اللثة والأسنان، مع استعمال غسول للفم (مضمضة) ومعجون أسنان خاص بالتهاب اللثة، وذلك بمشورة طبيب الأسنان.
وذكر في ختام حديثه لـ “أثير”: أن أفضل معجون للأسنان وغسول الفم هو الذي يكون مزيجا فريدا من الأملاح المعدنية والأعشاب الطبية، حيث يساعد ذلك على التخفيف من نزيف اللثة وتقويتها بالإضافة إلى إزالة طبقة البلاك، شرط استخدامه مرتين في اليوم ضمن برنامج منتظم، وحسب درجة وشدة التهاب اللثة، فقد يحتاج العلاج إلى أكثر من جلسة مع طبيب الأسنان واتباع إرشاداته والمتابعة من قبله.