أبجد

صوتان في ذاكرة طرابلس

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

 

صوتان في ذاكرة طرابلس

إلى زهرة محاصرة داخل الغيمة الليبية

محمد الهادي الجزيري – تونس

 

ـــ كلّ شيء حزين يصادفني في الطريق

يكون مآله بيتي:

 إطار مسنّ بلا لوحة مثلا

حجر مستكين على شكل قلب

تنازل عنه جدار قديم

شراع مسجّى على هامش البحر

حصّالة.. انتهى دورها

صفحة من كتاب عن العشق

تلهو بها الريح فوق رؤوس القطيع

وأشياء أخرى تضجّ بها ورشتي

حيث أنزع عنّي حجابي وأقنعتي

وأعانق في لوحة كلّ شيء حزينْ

………………

نلتقي يا غريبُ

فقد آن لي أن أعود إلى الأهل

شكرا على الأدب الجمّ والياسمينْ

سأطوّق ليلي بأجمل عقد من الياسمينْ.

 

………..

ـــ إلى أين؟

إنّي لأحزن من كلّ ما قد ذكرتِ

ومن كلّ ما تجمعين وما تهملين

وما تعلمين وما تجهلينْ

قريبا أسلّم خمسين عاما

إلى كفّ هذا الهباء العظيمِ

وأنأى بنفسي بعيدا عن الصيد والصائدينْ

لأنتظر الموت مبتسما.. قانعا

 مثلَ..، لا ليس مثلي سجينْ

خذيني إلى لوحة لا إطار لها

غير خلوتنا ويديكِ

خذيني إلى لحظة السحر

أين تعيدين تشكيل وجه الحياة كما ترغبينْ

خذيني إليك

خذيني لكي توقني أنّني زاهد

بعد صيدي الوفيرْ

أريد فقط أن أراك لأؤمنَ

قبل شرودي الأخيرْ

أريد من الأرض ركنا صغيرا ببيتكِ

أعبد ربّك فيه

بعيدا عن الكافرين بأغنيتي

وعن المؤمنينْ

 

Your Page Title