مسقط – أثير
قالت سعادة ستيلا كلوت، سفيرة مملكة هولندا لدى سلطنة عُمان في تصريح خاص لــ“أثير“ ، إن العلاقات العمانية – الهولندية تشهد محطة بارزة بالتزامن مع الاستعداد لاستقبال حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه– في زيارة دولة إلى هولندا يومي 15 و16 أبريل 2025م.
وأضافت سعادتها أن جذور العلاقة بين البلدين تمتد لأربعة قرون، حين دخلت السفن التجارية الهولندية الخليج العربي لأول مرة، مما شكل بداية الاتصال بين الشعبين، وقد مهد هذا التواصل المبكر الطريق لوصول سفينة شركة الهند الشرقية الهولندية “كونكورديا” إلى المنطقة عام 1651، معلنة انطلاق العلاقات التجارية الرسمية بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا.
وأوضحت أن روح تلك اللقاءات الأولى ما تزال مزدهرة حتى اليوم، حيث تطورت العلاقة التي بدأت بالتجارة البحرية إلى شراكة متعددة الأوجه، ترتكز على الالتزام المشترك بالتعاون الدولي، لا سيما في مجالات مثل الخدمات اللوجستية المستدامة، وإدارة المياه، والتحول في مجال الطاقة.
وبيّنت أن أسبوع المياه السنوي الذي استضافته سلطنة عُمان مؤخرًا، شهد مشاركة بارزة من الشركات الهولندية المتخصصة في إدارة المياه والحلول المناخية، وهو ما يعكس التزام البلدين المشترك بمواجهة التحديات العالمية، في تقاطع بين تاريخ الابتكار والمسؤولية البيئية لدى الطرفين.
وفي إطار استمرار هذا التبادل الديناميكي، أعلنت سعادتها أن سفارة مملكة هولندا، وبالتعاون مع متحف بيت الزبير، ستنظم أسبوعًا ثقافيًا هولنديًا في مسقط خلال الفترة من 28 أبريل إلى 1 مايو، وسيتضمن برنامجًا فنيًا وثقافيًا متنوعًا ومفتوحًا للجمهور.
وأشارت إلى أن من أبرز فعاليات الأسبوع معرض “غذاء للفكر” للمصور الهولندي كادير فان لوهويزن، والذي يستعرض من خلال أعماله قضايا الاستدامة وتغير المناخ والنظم الغذائية،كما سيتم تسليط الضوء على مسابقة الفنون “مشاعر المحيطات”، التي نُظمت بالتعاون مع مركز غرين لايف للفنون، وتدعو الأطفال حتى سن 16 عامًا للتعبير عن إبداعاتهم الفنية بهدف رفع الوعي بأهمية الحفاظ على المحيطات.
كما ذكرت سعادتها أن الأسبوع الثقافي سيشهد عروضًا موسيقية للأوركسترا الوطني الهولندي للشباب، بمشاركة نظرائهم العمانيين في بيت الزبير، والجامعة الألمانية للتكنولوجيا، وجامعة السلطان قابوس، مشيدة بروح التبادل الثقافي التي تعزز العلاقات بين الشعبين، وتتجاوز الجانب الدبلوماسي الرسمي.
واختتمت سفيرة مملكة هولندا تصريحها بالتأكيد على أن الزيارة الرسمية المرتقبة ليست مجرد لحظة تاريخية، بل تمثل تذكيرًا قويًا بالفرص العظيمة التي يمكن أن تتحقق من خلال التعاون والحوار المشترك، مؤكدة أن الشراكة بين عُمان وهولندا لا تزال نابضة بالحياة كما كانت في القرن السابع عشر، وتمضي قدمًا نحو مستقبل مستدام ومُبتكر، مرتكزة على تاريخ طويل من الاحترام والتعاون المتبادل.