أثير - ريما الشيخ
أثبتت الطالبة فيّ سالم بن علي المحروقي، المقيدة بالصف الحادي عشر، حضورها اللافت في ميادين البرمجة والابتكار على المستويين المحلي والدولي، من خلال مشاركتها في العديد من المسابقات النوعية، أبرزها مسابقات عالمية في ماليزيا، والولايات المتحدة الأمريكية، كان من بينها المسابقة الدولية “آيساف” (ISEF)، التي تعد من أرقى مسابقات الابتكار والاختراع على مستوى العالم.
وتُعد “آيساف” منصة يتنافس فيها أكثر من 2000 طالب من أكثر من 60 دولة حول العالم، موزعين على أكثر من 12 تخصصًا علميًّا، حيث يخضع كل مشروع لتحكيم دقيق للحصول على جوائز دولية مرموقة، وقد تمثّلت مشاركة فيّ المحروقية بمشروع ابتكاري في مجال الطب الإشعاعي، بعنوان “استخدام تقنية هجينة ذكية للكشف المبكر عن تليف وسرطان الرئة”، وهو مشروع يهدف إلى التشخيص المبكر والدقيق لحالات التليف الرئوي، وتحديد نوع المرض، إلى جانب التمييز بين الأورام الحميدة والخبيثة في الرئة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
استلهمت المحروقية فكرة المشروع من خطورة هذه الأمراض التي تتشابه أعراضها مع أمراض أخرى، ما يؤدي إلى تشخيص متأخر أو خاطئ، وقد يحرم المريض من فرص تلقي علاج فعال، وقد سعت من خلال هذا المشروع إلى تقديم حل يُسهم في إنقاذ حياة المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية.
وتُوّج المشروع خلال المسابقة الدولية بجائزتين مرموقتين؛ الأولى من منظمة IEEE، والثانية من مجلس قطر للبحث والتطوير والابتكار، وهو ما يُعد إنجازًا وطنيًا مشرّفًا في محفل علمي عالمي.
وكانت بداية هذا الإنجاز من خلال تأهل المشروع على المستوى الوطني في الأولمبياد الوطني للابتكار، قبل أن يتم اختياره لتمثيل سلطنة عمان في معرض ISEF بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث شارك آلاف الطلبة من حول العالم، في منافسة شديدة ضمن أكثر من 220 مجالًا علميًّا مختلفًا.
وواجهت فيّ المحروقية عدة تحديات علمية وتقنية خلال تطوير المشروع، كان من أبرزها ضرورة الإلمام بالمفاهيم الطبية المعقدة، إلى جانب المهارات البرمجية المطلوبة لبرمجة النظام الذكي، وقالت: إنها اعتمدت على البحث والدراسة الذاتية، إلى جانب تلقي الدعم والتوجيه من عدد من الأطباء في مستشفيات مختلفة، ساعدوها في فهم الجوانب الطبية الدقيقة المرتبطة بالمشروع.
كما ثمّنت المحروقية الجهود الكبيرة التي بذلتها الأستاذة إيمان بنت علي الرسمية، مشيرة إلى أنها لم تكن مجرد مشرفة، بل شريكة حقيقية في نجاح المشروع، وقد لعبت دورًا محوريًا في دعمها وتعزيز قدراتها العلمية، مضيفة: “تعتبر الأستاذة إيمان قائدة ومتميزة في جميع مجالات الابتكار، وأتوجه لها بأفضل التحية على كل جهودها المبذولة”.
واختتمت فيّ حديثها لـ “أثير” بتوجيه الشكر والامتنان لوالديها، مشيرة إلى أن دعمهما المعنوي والبيئة التي وفراها لها في المنزل، كانا عنصرين أساسيين في تمكنها من مواصلة هذا المشروع والوصول به إلى منصات التتويج العالمية.