الأولى

من دورة تدريبية إلى مشروع وطني: حرفية عُمانية تُحوّل مفردات البيئة إلى إبداعات نسجية

”إبداعات نسجية“

العمانية - أثير

تمثل البيئة المحيطة بالإنسان إحدى أهم المحفزات الإبداعية في حياته المهنية، فهي عادة ما تعمل على إبراز أفكاره على أرض الواقع، لتوجد نتاجًا ملموسًا يصبح عائدًا ماديًّا له ولو بعد حين.

هذا ما عملت عليه الحرفية طاهرة بنت سعيد الدرعية لأجل النهوض بمشروعها ”إبداعات نسجية“، والذي بدأته من الصفر بصناعة آلة النول مستعينة في البدايات بمحلات النجارة، لتكمل مشوار حرفة النسيج من خلال ارتباطها بالبيئة المحيطة بها في ولاية سمائل بمحافظة الداخلية، فقد قطعت شوطًا كبيرًا في صقل موهبتها في مجال الصناعات النسيجية بمختلف أنواعها.

وبدأت طاهرة بنت سعيد الدرعية مشروعها في صناعة أحزمة الخناجر، والأحزمة القطنية للملابس، لتصل بها إلى صناعة أطقم الطاولات والمفارش والمعلقات الجدارية وغيرها من الأعمال المبتكرة، ما يجسد علاقتها بالبيئة المحيطة بها وتوظيف مفردات البيئة في مشروعها.

”إبداعات نسجية“

في عام 2014 بدأ مشوار الشغف والنجاح مع الحرفية طاهرة، من مشاركتها في دورة تدريبية بمركز التدريب بسمائل بمحافظة الداخلية، وإصرارها على التقدم ساعدها في افتتاح مشروعها الشخصي في عام 2017.

ثمة تحديات واجهتها في سياق العمل على مشروعها، حيث قالت ”استخدمت أنابيب الماء في بداية مشواري، ولكن لصعوبة التحكم والعمل بها اتجهت إلى محلات النجارة لصنع الأخشاب بالقياسات المناسبة، وقمت بتركيب وصيانة الآلة بمفردي. ساعدني النول المصنّع يدويًّا في إنتاج العديد من الأعمال وإقامة العديد من حلقات العمل والدورات التدريبية في المدارس“.

وتختلف الأعمال التي تنتجها طاهرة باختلاف التصاميم والألوان المستخدمة في العمل واختلاف قياساتها، وتركيزها الأكبر هو الثبات على الألوان المتوارثة والتقليدية، كما تستعين أحيانًا برغبة الزبائن والشركات.

”إبداعات نسجية“

شاركت الحرفية طاهرة الدرعية في العديد من المسابقات والمحافل الحرفية، منها في مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية الـ15 وفيها تأهلت للمرحلة الأخيرة. كما كانت لها مشاركة في مسابقة (خليك في البيت) خلال فترة جائحة كورونا، وقامت بعمل مبتكر تجسد في صناعة لعبة (اكس او) على شكل مفرش بخيوط ثقيلة وقياس كبير، كُلل ذلك بمشاركة رسمية أقامتها الخيالة السلطانية من خلال معرض حرفي أقيم في المملكة المتحدة.

وثمة رغبة حقيقية لدى طاهرة في الحفاظ على حرفة النسيج، من خلال تمسكها بالعادات المتوارثة، ما جعلها تشارك في برامج مختلفة لتعليم الأجيال هذه الحرفة، منها ”برنامج حرفة“ الذي قدمت خلاله حلقة عمل تدريبية في متحف عُمان عبر الزمان بدعم من شركة شل و”دار الحرفية”.

Your Page Title