العمانية - أثير
توصّلت الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا إلى طريقة حديثة ومبتكرة لاستخدام رقائق الألومنيوم المستعملة كمصدر مستدام لإنتاج جسيمات نانوية من أكسيد الألومنيوم بطريقة صديقة للبيئة، وذلك خلال دراسة بحثية أجرتها أثبتت أن تلك الجسيمات الناتجة عن هذه الطريقة، فاعليتها في مقاومة البكتيريا والفطريات، مما يجعلها واعدة في العديد من التطبيقات الحيوية.
وسعت الدراسة البحثية التي جاءت بعنوان: “تخليق وتوصيف جزيئات أكسيد الألومنيوم النانوية الصديقة للبيئة من رقائق الألومنيوم المستعملة لدراسة نشاطها المضاد للبكتيريا والفطريات ومقاومة الصدأ” لحل مشكلة نفايات الألومنيوم التي تتراكم بكميات هائلة تعادل ملايين الأطنان ويتم التخلص منها في المرادم سنويًا.

وجاءت الدراسة البحثية ضمن الحاجة إلى تطوير تقنيات إعادة تدوير متقدمة تهدف إلى تقليل النفايات والحد من الأثر البيئي، من خلال تطوير طريقة صديقة للبيئة لإنتاج جسيمات نانوية من أكسيد الألومنيوم من رقائق الألومنيوم المستعملة.
وهدفت الدراسة إلى تقديم حلّ عملي لمشكلة تراكم نفايات الألومنيوم، والتي تتمتع بالجسيمات النانوية وبحث إمكانات تطبيقية في مجالات متعددة، مثل أجهزة تخزين الطاقة، والعوامل المضادة للميكروبات، والحماية من التآكل، وبالتالي، يسهم هذا العمل في تحويل النفايات إلى مواد ذات قيمة وظيفية عالية، ويعزز من تبني الممارسات المستدامة التي تحقق فوائد بيئية وصناعية واسعة النطاق.
وذكر الفريق البحثي بقيادة الباحثة العُمانية ريم بنت هلال بن سعيد المعمرية من كلية الهندسة بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا: نتائج البحث أظهرت أن للجسيمات النانوية من أكسيد الألومنيوم إمكانات واسعة ومبشرة في العديد من المجالات الحيوية، ففي المجال الصحي، يمكن الاستفادة منها في تصنيع أدوات طبية وطلاءات مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يسهم في الحد من العدوى داخل المستشفيات والمراكز الصحية، وفي المجال البيئي وإدارة النفايات، إمكانية إعادة تدوير رقائق الألومنيوم بشكل مستدام، الأمر الذي يسهم في تقليل كمية النفايات وتحقيق فوائد بيئية طويلة الأمد.
وفي المجال الصناعي، يمكن استخدام هذه الجسيمات في إنتاج طلاءات مقاومة للصدأ، لا سيما في الصناعات المعدنية والمعمارية. كما تبرز فاعليتها في مجال تنقية المياه، حيث يمكن توظيف خصائصها المضادة للميكروبات في تصنيع فلاتر فعالة لمعالجة المياه، وهو ما يُعد حلاً مناسبًا للمجتمعات التي تعاني من شُحّ الموارد المائية، وفي مجال الأغذية، أثبتت الجسيمات النانوية قدرتها على دعم تقنيات التغليف النشط، مما يسهم في إطالة صلاحية المنتجات الغذائية والحد من التلوث الميكروبي. وفي المجال الزراعي، تُظهر هذه الجسيمات وعودًا باستخدامها كمادة طبيعية لمكافحة الفطريات وتعزيز صحة التربة والنباتات.
وأفاد الفريق أن مخرجات البحث توصّلت إلى ضرورة تشجيع استخدام الجسيمات النانوية، ولا سيما في المجال الصحي، لما لها من فعالية واعدة في تصنيع أدوات طبية وأسطح مضادة للميكروبات، مما يسهم في الحد من انتقال العدوى داخل المرافق الطبية.

ودعا الفريق باعتماد الجسيمات في الصناعات المعدنية، حيث يمكن إضافتها إلى الطلاءات الواقية للمعادن بهدف الحد من التآكل، خصوصًا في البيئات الرطبة والبحرية. وفي مجال تنقية المياه، تبرز أهمية دعم استخدامها، خاصة في المناطق النائية أو التي تعاني من شُحّ المياه، نظرًا لقدرتها على مكافحة البكتيريا. أما في مجال الأغذية، فيمكن استغلال خصائصها في تقنيات التغليف الغذائي النشط، من خلال دمجها في عبوات الطعام للمساهمة في إطالة مدة صلاحية المنتجات والحد من التلوث الميكروبي.
وأوصى الفريق بتوظيفها في القطاع الزراعي كمادة معالجة للبذور أو التربة، بما يسهم في تقليل الإصابات الفطرية وتحسين جودة الإنتاج الزراعي.