أثير - ريما الشيخ
كشف استطلاع نفّذه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بالتعاون مع هيئة الخدمات المالية العام الماضي، عن توجهات العمانيين نحو الادخار والاستثمار. ترصد “أثير” أهم النتائج التي تم التوصل إليها في موضوع الادخار، وأسباب والأساليب المفضلة، بالإضافة إلى مصادر دخلهم، ومدى تنظيمهم المالي، ووعيهم بمصادر المعرفة المالية.
عرّف المركز الادخار على أنه الجزء من الدخل الذي لا يُخصّص للاستهلاك أو النفقات الجارية، بل يُودَع أو يُستخدم لأغراض قصيرة المدى، مثل تغطية النفقات الطارئة، أو تمويل السفر، أو شراء الأثاث.
وكشفت النتائج أن 59% من العمانيين يدخرون جزءًا من دخلهم الشهري، وغالبًا ما يضع 81% منهم هذا الجزء في الحسابات البنكية (الإسلامية أو التجارية)، بينما يرى 85% أنهم لا يدخرون لعدم كفاية الدخل أو الالتزام بالديون.
من يدخر أكثر؟
أشارت نتائج الاستطلاع أن النساء في سلطنة عمان يدّخرن أكثر من الرجال، حيث بلغت نسبة المدّخرات 74% مقابل 56% من الذكور، كما تبيّن أن الادخار يرتبط طرديًا بالمستوى التعليمي؛ إذ بلغت نسبة من يدّخرون من الحاصلين على مؤهل أعلى من دبلوم التعليم العام 73%، مقارنة بـ49% من حملة دبلوم التعليم العام، و33% فقط ممن هم دون هذا المؤهل، وعلى صعيد الفئات العمرية، تصدّر الشباب من 18 إلى 29 سنة نسبة الادخار بـ75%، يليهم من هم بين 30 و40 سنة بنسبة 58%، بينما تراجعت النسبة إلى 42% لمن هم فوق 50 عامًا.
أما من حيث الحالة العملية، فسُجّل أعلى معدل ادخار بين العاملين بنسبة 64%، مقابل 49% لمن يبحثون عن عمل، و39% فقط لمن هم خارج قوة العمل، كذلك أظهرت البيانات أن الادخار يزداد بارتفاع الدخل؛ فبلغت نسبته 69% لمن يتقاضون أكثر من 600 ريال شهريًا، و45% لمن يتقاضون بين 300 و599 ريالًا، في حين لم تتجاوز 33% لمن تقل دخولهم عن 300 ريال.
وفيما يتعلق بقطاع العمل، بلغت نسبة الادخار 79% لمن يعملون في القطاع “الأخرى”، و72% في القطاع العائلي، و63% في الخاص، و64% في القطاع الحكومي.
أما أبرز أسباب الادخار، فقد جاءت كالآتي:
- 59% للظروف الطارئة وتأمين المستقبل.
- 16% لحاجات السكن (بناء أو شراء عقار).
- 14% للاستثمار أو عمل مشروع.
وعن أسباب عدم الادخار:
- 32% قالوا إنهم لا يستطيعون الادخار بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.
- 3% لا يجدون جدوى من الادخار.
كشف الاستطلاع عن مصادر دخل العمانيين كالآتي:
- 75% يعتمدون على راتب الوظيفة كمصدر أساسي.
- 24% على مشاريع خاصة أو أعمال حرة.
- 9% على راتب التقاعد.
- 6% من إيجارات عقارات (شقق أو أراضٍ).
- 5% على مساعدات مالية من جهات أخرى.
- 3% على مساعدات من أقارب أو أصدقاء.
كما كشف استطلاع للرأي حول طرق الادخار لدى العمانيين عن تغيّرات واضحة بين عامي 2018 و2024، سواء لدى من يدّخرون فعليًا أو من لا يدّخرون ولكن عبّروا عن تفضيلاتهم المحتملة.
أولًا: العمانيون الذين يدّخرون فعليًا
بالمقارنة بين وسائل الادخار بين عامي 2024م و2018م، يتضح الآتي:
- الحسابات البنكية: على الرغم من تنوع أدوات ووسائل الادخار في عام 2024م، إلا أن المدخرين فضلوا هذه الوسيلة بـ 81% ، مقابل 53% في عام 2018
- الاشتراك في الجمعيات: لازال الاهتمام بالاشتراك بالجمعيات مرتفعًا لدى العُمانيين، فبلغت 66% عام 2024م، و53% في 2018م.
- الاحتفاظ بالأموال على شكل عقارات: بلغت نسبة العُمانيين مستخدمي هذه الطريقة 29% في عام 2024م، و21% في 2018م.
- الذهب/السبائك/مجوهرات: لم تختلف النسبة كثيرًا، إذ بلغت 15% في 2024م و11% عام 2018م.
- الاحتفاظ بالمال في المنزل أو عند الأقارب/الأصدقاء: ارتفعت هذه النسبة بشكل ملفت في عام 2024م إذ يستخدم 35% من العُمانيين هذه الطريقة للادخار، مقابل 23% في 2018م.
في عام 2024م، دخلت أساليب جديدة للادخار، وهي منصة التمويل الجماعي التي اختارها 5% من العُمانيين المدخرين كوسيلة للادخار، واختار 5% أيضًا العملات الرقمية (البتكوين).
ثانيًا: العمانيون الذين لا يدّخرون
- كشف الاستطلاع أيضًا عن توجهات غير المدخرين، فيما لو كانوا قادرين على ذلك، وماهي الوسائل المفضلة لديهم، ويتضح أن هناك فرقًا كبيرًا في التوجهات بين عامي 2018م و2034م:
- الحسابات البنكية: ارتفع الاهتمام بهذا الخيار ليصل إلى 81% كوسيلة مفضلة محتملة للادخار في 2024م، مقابل 23% في عام 2018م.
- الاشتراك في الجمعيات: يفضل 82% من غير المدخرين هذا الخيار في 2024م، مقابل 6% فقط في 2018م.
- الاحتفاظ بالأموال على شكل عقارات: اختار 90% من غير المدخرين هذه الوسيلة في 2024م، مقابل 46% في 2018م.
- الذهب/السبائك/مجوهرات: اختار 82% من غير المدخرين هذه الوسيلة في 2024م، مقابل 20% في 2018م.
- الاحتفاظ بالمال في المنزل أو عند الأقارب/الأصدقاء: اختار 50% من غير المدخرين هذا الخيار في 2024م مقابل 20% في 2018م.
كشف الاستطلاع أيضًا عن توجهات غير المدخرين نحو منصة التمويل الجماعي والعملات الرقمية (البتكوين)، إذ رأى 58% من غير المدخرين أنها وسيلة ممكنة للادخار فيما لو تمكنوا من ذلك، مقابل 57% نحو العملات الرقمية.