رصد- أثير
قال خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي، الأحد، إنه لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة، مطالبًا جماهير الأمة بـ“التعبير عن الغضب بكل الوسائل“، داعياً شعوب الدول المجاورة لفلسطين إلى “الزحف نحو غزة براً وبحراً، ومحاصرة السفارات الإسرائيلية، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية والسياحية”.
وعن المفاوضات بشأن غزة، أكد الحية، أن “حركة حماس أبدت أقصى درجات المرونة خلال 22 شهرًا من العدوان، وتجاوبت مع الوسطاء، لكن الاحتلال تراجع وانسحب من الجولة الأخيرة، مدفوعًا بدعم أمريكي مكشوف، في محاولة لحرق الوقت واستنزاف غزة”، مضيفًا أن إسرائيل “تصر على أن تبقى آلية المساعدات، التي حولتها لمصائد الموت والتي تسببت في قتل وجرح الآلاف من أبناء شعبنا”.
وأشاد الحية، بالمبادرات الشعبية والعسكرية الداعمة لغزة، خصوصاً من اليمن، وتونس، والجزائر، وليبيا، ومسيرات السفن البرية والبحرية لكسر الحصار.

من جهة أخرى، قال “حكومة غزة”، مساء الأمس، إن القطاع شهد “3 عمليات إنزال جوي لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات، وسقطت حمولتها في مناطق قتال حمراء خطرة، وفق خرائط الاحتلال، يُمنع على المدنيين الوصول إليها”.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن “الواقع فاضح.. دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة، وقد تعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال وطائراته المُسيّرة، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع”، وأضاف “ما يجري هو مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة تصدر عن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها حيث فقدت الحد الأدنى من المصداقية”.
وأشار المكتب في البيان إلى أن “الحل الجذري يتمثل فقط بفتح المعابر بشكل عاجل وبدون شروط وكسر الحصار الظالم وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فوراً قبل فوات الأوان، فالعالم أمام مسؤولية تاريخية”، معبرًا عن رفضه الشديد لصمت المجتمع الدولي وتعامله المتواطئ واللامبالي مع المجاعة المتفاقمة وسياسة التجويع الممنهجة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين المُجوّعين في قطاع غزة“.
وحملت الحكومة “الاحتلال الإسرائيلي وشركاءه في هذه الجريمة، وفي مقدّمتهم الدول المنخرطة بشكل مباشر في جريمة الإبادة الجماعية، الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة واتساع رقعة الكارثة الإنسانية التي تزداد خطورة ودموية مع كل يوم”. وطالبت “الدول العربية والإسلامية وكل دول العالم لفتح المعابر فوراً وندعو وسائل الإعلام إلى التوقف عن ترويج الشائعات والمعلومات الزائفة، فالمجاعة ما زالت مستمرة بل وتتسع وتتفاقم وتزداد خطورة وتوحّش، في ظل هذه المؤامرة الفظيعة ضد السكان المدنيين”.
ووفق البيان، يعاني قطاع غزة من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، وقد قضى حتى الآن 133 شهيداً بسبب الجوع، بينهم 87 طفلاً>
وفي وقت سابق، عدت هيئات ومنظمات دولية إعلان جيش إسرائيل سماحه بإسقاط جوي لكميات محدودة من المساعدات و“تعليق تكتيكي للأنشطة العسكرية” يروّج لوهم الإغاثة، بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين.، إذ انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” ذلك، مؤكدة أنه “لن ينهي” المجاعة المتفاقمة“، فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، إنّ استئناف عمليات إنزال المساعدات جوا، بعد أشهر من التجويع الشامل، يروّج لوهم الإغاثة بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر 2023. وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، صباح الأحد، ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
المصدر: وكالة الأناضول