العمانية - أثير
وقعت سلطنة عُمان اتفاقية مع متحف الإرميتاج بروسيا الاتحادية لإنشاء فرع له في موقع البليد الأثري بمحافظة ظفار، في إطار مشاركتها في أعمال المنتدى الدولي الحادي عشر للثقافات المتحدة الذي عقد بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية.
وسيكون فرع متحف الإرميتاج في سلطنة عُمان منصة للتبادل الثقافي والمعرفي في مجال المتاحف والتراث ولتعزيز التعاون في المعارض والدراسات الأكاديمية والبحوث الأثرية والبرامج التعليمية إلى جانب تقديم الدعم الفني والإشراف المتحفي وتنظيم معارض خاصة سنوية وبناء القدرات وتمكينها والمشاركة في تطوير البرامج التعليمية والتوعوية وبرامج التبادل الثقافي والمعرفي.
ويُعد متحف الإرميتاج في مدينة سانت بطرسبرغ أحد أكبر و أقدم المتاحف العالمية ويحوي 3 ملايين تحفة فنية، ويمتلك فروعًا دولية له في مدن مثل أمستردام، ولندن، ولاس فيغاس، وفيرارا.

وأكد معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة الذي ترأس وفد سلطنة عُمان المشارك في المنتدى، أن فرع متحف الإرميتاج في موقع البليد الأثري ضمن مواقع أرض اللبان المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي سيفتح المجال أمام البعثات الأثرية الروسية، ويسهم في نقل التجربة الروسية في إدارة المتاحف والثقافة بغرض تنمية المهارات المهنية التخصصية بما يعزز من مستوى الخبرات المعرفية والتمكين ورفع الكفاءة في إدارة المتاحف.

من جانب آخر، ثمّن معالي وزير التراث والسياحة دعوة سلطنة عُمان للمشاركة في المنتدى الدولي الحادي عشر للثقافات المتحدة الذي ناقش أوجه التعاون وتبادل الخبرات والآراء مع الدول المشاركة في القطاعات التي تخدم التراث والسياحة والثقافة، لتعزيز التواصل بما يخدم الأهداف والتطلعات المشتركة، معربًا عن تقديره لتطور العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وجمهورية روسيا الاتحادية.
وقال معاليه في كلمته: “نؤكد على أهمية مبدأ التعددية الذي يُجسِّد تنوّع ثقافات مختلف شعوب وأقاليم العالم، ونرى أنه من الضروري عدم القبول بمحاولات فرض نموذج موحد لا يتوافق مع القيم والمبادئ والثوابت الراسخة للحياة الاجتماعية، ومن الأهمية مواجهة محاولات فرض النموذج الموحّد، والتأكيد على ثوابت القيم المشتركة، من خلال برامج ومبادرات مشتركة، ومناسبات تستهدف الأجيال الناشئة، بما يعزّز ارتباطها بقيم التعارف والتكامل”.

وأشار معاليه إلى أنه: “لطالما كانت سلطنة عُمان دولة تُعرف بمواقفها الثابتة والمبنية على الحياد الإيجابي الممكن للحوار حول القضايا الإقليمية والدولية، بهدف تحقيق التوافق المؤدي إلى الاستقرار قوامه العدل والمصالح المشتركة واحترام الثقافات”، مؤكدًا أن هذه المزايا الراسخة هي انعكاس ونتيجة لخبرة تاريخية وحضارية تمتد لآلاف السنين مكنت سلطنة عُمان من توظيفها في علاقتها، لذلك يأخذ قطاعي الثقافة والسياحة في صدارة الأولويات، إدراكًا لما يمثله القطاعين من أهمية كبيرة كجسر للتواصل والسلام بين شعوب العالم.
وعقد معاليه على هامش المشاركة في المنتدى عددًا من الاجتماعات واللقاءات الثنائية مع كبرى الشركات الروسية ومسؤولي التراث والسياحة، لاستعراض سبل التعاون المشترك في إطار الجهود التي تبذلها وزارة التراث والسياحة لاستهداف السوق السياحي الروسي أخذا في الاعتبار اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات.
يذكر أن وزارة التراث والسياحة قامت في عام 2024 بإنشاء مكتب تمثيل سياحي في جمهورية روسيا الاتحادية مستندة على قوة السوق السياحي الروسي لإبراز سلطنة عُمان كوجهة سياحية جاذبة من خلال تكثيف البرامج الترويجية والتعريف بالمقومات السياحية التي تستقطب أنماطا مختلفة من الاهتمامات السياحية وتقديم باقات وبرامج محفزة لتعظيم العائد الاقتصادي بالتعاون مع الشركاء المحليين كخطوط الطيران ومكاتب وشركات السفر والشركات العاملة في قطاع السياحة بالإضافة إلى المشاركة في أبرز الفعاليات والمناشط والأنشطة السياحية التي تقام في روسيا.

كما قامت الوزارة بتنظيم رحلات تعريفية للشركات السياحية الروسية ولممثلي وسائل الإعلام في سلطنة عُمان مع توقيع 9 اتفاقيات هذا العام للترويج في السوق الروسي إلى جانب القيام بحملات ترويجية مختلفة في المدن الروسية وفي المنصات الإعلانية والترويجية ووسائل النقل العام بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والمعارض الأخرى.
وقد شهدت سلطنة عُمان نموًّا ملحوظًا في عدد السياح القادمين إليها من جمهورية روسيا الاتحادية؛ إذ ارتفع أعداد السياح خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2025 بنسبة 87 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، وبلغ عدد الزوار القادمين إلى سلطنة عُمان من روسيا 41128 سائحًا مقارنة بـ 21991 سائحًا في الفترة نفسها من العام الماضي، فيما زار سلطنة عُمان من السوق الروسي 44618 سائحًا خلال عام 2024.