أثير - جميلة العبرية
انطلقت اليوم في مدينة صلالة أعمال الندوة العلمية “محافظة ظفار في ذاكرة التاريخ العُماني”، التي تنظمها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على مدى ثلاثة أيام، من 14 وحتى 16 سبتمبر الجاري.
وتستعرض الندوة خلال أيامها الثلاثة (33) ورقة عمل موزعة على 5 محاور رئيسية: التاريخي، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي والعلمي، إضافة إلى محور الوثائق والمخطوطات والرواية الشفوية. وتتطرق أوراق العمل إلى موضوعات متعددة، منها الموقع الجغرافي وأهميته، والأحداث السياسية والمعاهدات، والأنشطة الاقتصادية والتجارة والملاحة البحرية، والحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد، والتعليم والعلماء، والفنون والعمارة والمواقع الأثرية، فضلًا عن دور المرأة، والأوقاف، والجمعيات، ودور الوثائق والمخطوطات والتاريخ الشفوي في حفظ الذاكرة الوطنية.

وفي افتتاح الندوة الذي حضرته “أثير”، أكد سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، أن سلطنة عمان أسهمت عبر تاريخها العريق في بناء الفكر والثقافة، وقدمت أروع الأمثلة في التسامح والاحترام، وفتحت مجالات واسعة للعلاقات مع دول العالم، انطلاقًا من مبادئ راسخة وثوابت قائمة على السلام والوئام وحسن التعامل ونشر الطمأنينة والأمان. وأضاف أن هذه المرتكزات مكنت عمان من إرساء علاقات تجارية وسياسية وثقافية واسعة امتدت شرقًا وغربًا في عمق الأراضي الآسيوية والأفريقية والأوروبية، وهو ما تؤكده الوثائق والشواهد التاريخية عن منجزات الإنسان العُماني عبر الحقب المختلفة.
وأشار سعادته إلى أن الهيئة أولت اهتمامًا كبيرًا بتوثيق هذا التاريخ ورصده من خلال الدراسات والبحوث العلمية، إدراكًا منها لأهمية تحقيق الأهداف المرجوة، مؤكدًا أن المؤتمرات والندوات تمثل قيمة خاصة في دراسة التاريخ الحضاري لسلطنة عمان وتتبع ما حققه الإنسان العماني عبر العصور.

وأوضح أن عقد هذه الندوة في محافظة ظفار بما تحمله من حضارة ومجد وأصالة ودور تاريخي، يجسد مكانتها كحاضرة عمانية قامت على أرضها حضارة عريقة امتدت لقرون طويلة، وكانت موطنًا تجاريًا ومعبرًا للتواصل الحضاري والتجاري والثقافي والاجتماعي. وأضاف أن ظفار بولاياتها شكّلت محورًا مهمًا في مسيرة التاريخ العماني، وظلت حاضرة في الأحداث على مر العصور، وضربت أروع الأمثلة في العطاء البشري والدور العسكري منذ أن أطلق الإمام الصلت بن مالك الخروصي حملته لمواجهة الغزاة في سقطرى، لتكون ظفار وأهلها السند المتين لتحقيق النصر. وأكد أن المحافظة، شأنها شأن بقية محافظات سلطنة عمان، تنعم اليوم بنهضة مباركة في مختلف المجالات، ويساهم أبناؤها في مسيرة البناء والتطور بكل كفاءة واقتدار.

كما أشار سعادته ل “أثير ” أن بمثل هذه الندوات ستشمل جميع محافظات السلطنة مستقبلًا، حيث أن هذه الندوات تبرز دور العلم والتعلم للطلاب والبحث العلمي في إظهار التاريخ العماني.

ناقشت الندوة في اليوم الأول 9 أوراق عمل قدمها عدد من الباحثين، تناولت الموضوعات الآتية:
- ظفار: مسمياتها التاريخية والاستيطان البشري القديم حسب المصادر التاريخية ونتائج التنقيب الأثري.
- ظفار في نهايات العصور الوسطى: دراسة في الوثائق الصينية.
- زيارة السفينة الإنجليزية بالينرز (Palinurus) لإقليم ظفار بين 1833 و1846م: قراءة في الدوافع والمآلات والأهمية التاريخية.
- طريق اللبان من ظفار إلى كوريا: طريق الحرير البحري والشريان الحيوي للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب.
- ظفار في عهد الإمام سلطان بن سيف اليعربي (1059-1090هـ / 1649-1679م)
- جزر كوريا موريا في التاريخ العماني: جيوسياسيًا ولوجستيًا وعسكريًا دراسة وثائقية.
- التحصينات العسكرية في ظفار في عهد الدولة البوسعيدية.
- محافظة ظفار في الدراسات الفرنسية المعاصرة.
- ظفار في نصوص تراث الشمال العماني: تمثلات الاقتصاد والسياسة.
