رصد - أثير
أكد منظمو أسطول الصمود العالمي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، هاجمت فجر اليوم الخميس، 13 قارباً كانت متّجهة نحو قطاع غزّة وعلى متنها نشطاء أجانب ومساعدات إنسانية. وأوضحوا أنّ 30 قارباً آخر لا تزال تواصل الإبحار في اتجاه القطاع الفلسطيني المدمر من جرّاء الحرب الإسرائيلية عليه.
إثر ذلك، شهدت عواصم عربية وعالمية ردود فعل غاضبة وتنديد بالاعتداء الإسرائيلي على “أسطول الصمود العالمي”، ففي أوروبا، شهدت مدن كاليونان وإسبانيا والسويد وبلجيكا، بالإضافة إلى العاصمة الإيطالية روما، تظاهرات حاشدة، ودعا أكبر اتحاد نقابات إيطالي إلى إضراب عام يوم الجمعة المقبل. كما أغلق محتجون في ألمانيا محطة القطارات الرئيسية، فيما خرجت دعوات للتظاهر من جنيف السويسرية. أما في بريطانيا، فقد احتشد الآلاف في شوارع لندن، وتوجهوا إلى مقر إقامة رئيس الوزراء، هاتفين ضده.
وشملت التظاهرات أيضاً دولاً من أميركا اللاتينية، إذ خرجت مسيرات في كندا والأرجنتين، فيما دانت حكومات عدة في المنطقة الاعتداء بأشد العبارات.
وفي تركيا، خرجت مظاهرات غاضبة في عدة مدن، لا سيما في إسطنبول، تنديداً بالهجوم الإسرائيلي على الأسطول. وشهدت تونس العاصمة تظاهرة جماهيرية كبيرة، فيما نُظمت وقفات احتجاجية في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
إدانات رسمية ودعوات للتحرك الدولي
توالت الإدانات الرسمية من عدة دول وحكومات، فقد وصف الرئيس البوليفي لويس أرسي الهجوم الإسرائيلي بـ“الوحشي” و“العمل العنيف الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وإهانة للكرامة الإنسانية“، مشدداً على ضرورة التعبئة الدولية ضد “الوحشية الجديدة”. وقال أرسي: “الصمت تواطؤ، واليوم أكثر من أي وقت مضى يجب على البشرية أن تقف إلى جانب العدالة والحياة”.
كولومبيا تطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية
أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الأربعاء أنه أمر بطرد كل أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد على خلفية ارتكاب القوات الإسرائيلية “جريمة دولية” باعتراضها أسطول الصمود الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
وقبل هذا القرار لم يكن قد بقي في كولومبيا سوى 4 دبلوماسيين إسرائيليين بعدما قطع الرئيس بيترو العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب في العام الماضي، وفق ما أفاد مصدر كولومبي لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال بيترو الذي يتولى السلطة منذ 2022 إن إسرائيل احتجزت امرأتين كولومبيتين من ضمن الناشطين في أسطول الصمود أثناء إبحارهما في “المياه الدولية”، مطالبا إياها بـ“إطلاق سراحهما فورا“.
وفي 2024 قطعت كولومبيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل احتجاجا على الحرب في قطاع غزة، لكنّ تل أبيب احتفظت في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية بتمثيل قنصلي قوامه 40 موظفا من بينهم 4 إسرائيليين يتمتّعون بوضع دبلوماسي، وفقا للمصدر الكولومبي نفسه.
أما وزارة الخارجية الفرنسية، فقد أعلنت أنها تتابع عن كثب مسار “أسطول الصمود العالمي”، مشددة على أن سلامة مواطنيها على متن السفن تمثل “أولوية قصوى”.
وفي فنزويلا، دانت وزارة الخارجية الهجوم بشدة، واصفة إياه بـ“عمل قرصنة جبان“، معتبرة أن الحصار الإسرائيلي أداة ممنهجة للتجويع والإبادة، ومؤكدة أن “التهديد الحقيقي للسلام العالمي هو الصهيونية”، التي وصفتها بـ“أيديولوجيا استعمارية عنصرية تنتهك القانون الدولي والكرامة الإنسانية“.
أما الحكومة التشيلية، فقد عبّرت عن قلقها البالغ، معتبرة أن اعتراض السفن انتهاك لحرية الملاحة وفقاً لقانون البحار، وطالبت إسرائيل باحترام القانون الإنساني الدولي وحماية المتطوعين وطاقم الأسطول.
من ناحيتها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي يُعد “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي” و“عملاً إرهابياً“، داعية إلى محاسبة الاحتلال على استمرار سياساته القائمة على التطهير العرقي والإبادة.
مواقف من تونس والجزائر
في تونس، دعا الأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي إلى تصعيد الضغط الشعبي ضد الاحتلال، ومحاصرة السفارة الأميركية في تونس، مؤكداً ضرورة تجريم التطبيع، وقال: “نحن في تونس نضع هذا التجريم في مقدمة نشاطاتنا”.
في الجزائر، دعت “التنسيقية الجزائرية لنصرة الشعب الفلسطيني” الحكومة إلى تحرك رسمي عاجل لمواجهة ما وصفته بـ“الهجمات الصهيونية على أسطول الصمود“، مطالبة بدعم دولي أكبر للشعب الفلسطيني.
المصدر: الميادين - الجزيرة