الأولى

معلمة صينية: الطالبات العُمانيات يمتلكن شجاعة وطاقة كبيرة في تعلم اللغة الصينية

تدريس اللغة الصينية

أثير - ريما الشيخ

في إطار سعي وزارة التربية والتعليم لتنويع المناهج الدراسية وتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي مع دول العالم، بدأت عدد من المدارس في سلطنة عُمان بتدريس اللغة الصينية كلغة اختيارية جديدة، في خطوة تهدف إلى توسيع آفاق الطلبة وربطهم بثقافات واقتصادات عالمية مؤثرة، ولا سيّما مع المكانة المتنامية للصين كشريك استراتيجي للسلطنة في مجالات التعليم والتجارة والاستثمار.

وقد شكّلت هذه الخطوة نقلة نوعية في منظومة التعليم، إذ لاقت ترحيبًا واسعًا من الطلبة الذين وجدوا في اللغة الصينية مجالًا جديدًا للاكتشاف والتفاعل، كما مثّلت تجربة فريدة من نوعها في البيئة المدرسية العُمانية، تجمع بين تعلم اللغة وممارسة الثقافة الصينية من خلال أنشطة وبرامج تبادلية.

حاورت “أثير” المنسق الإعلامي لمدرسة جويرية بنت أبي سفيان، الأستاذة بيلسان بنت خليفة الوهيبية، التي أوضحت أن المدرسة تُعد من المؤسسات التعليمية المتميزة في تدريس اللغة الصينية للفتيات، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة جاءت ضمن جهود وزارة التربية والتعليم لتوسيع قاعدة اللغات الأجنبية المتاحة للطلبة.

وقالت الوهيبية إن عدد الطالبات اللاتي يدرسن اللغة الصينية حاليًا يبلغ نحو 13 طالبة من الصف الحادي عشر، ضمن شعبتين، مضيفةً أن اللغة طُرحت هذا العام كمادة اختيارية جديدة، على أن تُدرّس في العام القادم للصفين الحادي عشر والثاني عشر، مؤكدةً أن الإقبال كبير، وأن الطالبات أبدين حماسًا واضحًا منذ انطلاق المبادرة، وأن المدرسة أصبحت محطّ أنظار بفضل هذا التميّز، وأن الأهالي يشجعون بناتهم على الالتحاق بهذه المادة لما تمثله من قيمة مستقبلية كبيرة.

وأضافت: أن الطالبات خضعن لتهيئة خاصة قبل بدء العام الدراسي، إذ تم اختيار مجموعة منهن منذ العام الماضي للمشاركة في رحلة إلى الصين خلال الإجازة الصيفية، تعرّفن خلالها على الثقافة والعادات الصينية، ما عزّز حماسهن لتعلم اللغة، كما أن الطالبات يواصلن ممارسة اللغة باستخدام تطبيقات تفاعلية وبرامج تعليمية رقمية تساعد على تطوير المهارات اللغوية خارج الصف الدراسي، مشيرةً إلى أن “المدرسة تشجّع الطالبات على استخدام اللغة في المواقف اليومية لتثبيت المفردات وتحسين النطق.”

ومن جانبه، قال الأستاذ ناصر العلوي، مدير مدرسة السيد سلطان بن أحمد لـ“أثير” إن مدرسته تُعد من المدارس الرائدة في تدريس اللغة الصينية للذكور، مؤكدًا أن التجربة أثبتت نجاحها في فترة قصيرة بفضل تفاعل الطلبة وروح الفضول لديهم تجاه اللغة والثقافة الصينية.

وأوضح العلوي أن عدد الطلبة الملتحقين بالمادة بلغ نحو 30 طالبًا، جميعهم أبدوا تفاعلًا ممتازًا داخل الصف، حيث أن المدرسة حرصت منذ البداية على تهيئة الطلاب نفسيًا ومعرفيًا لتقبّل لغة جديدة، وذلك عبر جلسات تعريفية نظمها أخصائيو التوجيه المهني والمعلمون، بهدف تحفيزهم على خوض تجربة مختلفة تفتح أمامهم آفاقًا جديدة في التعليم وسوق العمل.

وبيّن أن تعليم اللغة الصينية في السلطنة يقتصر حاليًا على أربع مدارس فقط، اثنتان في ولاية العامرات واثنتان في ولاية نزوى، مشيرًا إلى أن عدداً من الطلاب شاركوا في برامج ابتعاث إلى الصين ضمن مبادرات التبادل الثقافي بين البلدين.

وأضاف: أظهر الطلبة التزامًا كبيرًا رغم تخوف البعض في البداية، وكنا نلاحظ في أول العام الدراسي بعض التردد، لكن مع مرور الوقت زاد الإقبال والتحق طلاب جدد بالبرنامج بعد أن لمسوا الفائدة من تعلم لغة جديدة.

واختتم العلوي حديثه لـ“أثير” بدعوة الطلبة إلى اغتنام هذه الفرصة قائلاً: نحث أبناءنا على تعلم كل ما هو جديد، فاللغة الصينية اليوم تمثل بوابة لمستقبل مهني واسع، ومن يتقنها سيكون في موقع متقدم في المجالات التي تتطلب كوادر مؤهلة في هذه اللغة.

وقالت إحدى المعلمات من جمهورية الصين الشعبية في مدرسة جويرية بنت أبي سفيان لـ “أثير” إن تعليم اللغة الصينية لطلبة لم يسبق لهم التحدث بها من قبل يمثل تحديًا في البداية، موضحةً أن تعلّم لغة جديدة بحد ذاته أمر صعب، إلا أن الطالبات يمتلكن موهبة واضحة في النطق وحماسًا كبيرًا لتعلّم اللغة.

وأضافت أن أبرز التحديات التي تواجه الطلبة تتمثل في نغمات الصوت أو ما يُعرف بـ“النبرات ” (tones)، إذ لا توجد هذه الخاصية في اللغة العربية، وهو ما يجعل من الصعب عليهم نطق النغمة الثانية والرابعة بدقة، لكنها أكدت أنه بالممارسة يمكنهم الوصول إلى نطقٍ صحيح ومعيارٍ لغوي جيد.

وأضافت المعلمة أن تفاعل الطالبات العُمانيات مع تعلم اللغة الصينية كان رائعًا جدًا، مشيرةً إلى أنهن يبدين اهتمامًا كبيرًا أثناء الحصص الدراسية ويتبعن التعليمات بدقة، كما أنهن يشاركن بفعالية في الأنشطة الصفية، كما أنهن يتميّزن عن نظيراتهن من الطالبات في الصين بامتلاكهن طاقة أكبر وشجاعة في التعبير عن أنفسهن، وهو ما اعتبرته عاملًا مهمًا وأساسيًا في تعلم أي لغة جديد

Your Page Title