مسقط - أثير
وقعت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات اتفاقية تعاون مع شركة إيرباص الفرنسية للدفاع والفضاء؛ لتصميم وتصنيع وإطلاق أول قمر اصطناعي عُماني لخدمات الاتصالات “عُمان سات-1”، وذلك ضمن الجهود الوطنية لتعزيز منظومة الاتصالات والسيادة الرقمية، وبناء القدرات الوطنية في مجالات الفضاء والتقنيات المستقبلية.
وقع الاتفاقية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، فيما وقعها من جانب شركة إيرباص آلان فوريه الرئيس التنفيذي لأنظمة الفضاء
وستقوم شركة إيرباص بتصميم “عُمان سات-1 " بسعة عالية في نطاق التردد Ka، وسيغطي سلطنة عُمان بما في ذلك مياهها الاقتصادية، إضافة إلى منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وآسيا، وسيعتمد على منصة OneSat من إيرباص، حيث سيتميز بمرونة رقمية كاملة لإعادة التكوين أثناء وجوده في المدار.
وفي إطار الاتفاقية أسندت الوزارة تشغيل المشروع إلى شركة “تقنيات الاتصالات الفضائية” وهي شركة مملوكة لجهاز الاستثمار العُماني – لتكون المشغل الوطني للمشروع بعد الإطلاق، والذراع التنفيذي خلال مراحل التصميم والتصنيع. ومن أجل إدارة أمثل للمشروع والمواءمة مع مختلف أصحاب المصلحة، أنشأت الوزارة مكتب لإدارة ومتابعة تنفيذ المشروع ضمن الشركة ليتولى مسؤولية المتابعة والإشراف الإداري والفني للمشروع، وسيتولى المكتب ضمان جاهزية البنية التحتية لتشغيل القمر الاصطناعي، إضافة إلى بناء منظومة تشغيلية متكاملة في سلطنة عمان لإدارة القمر الاصطناعي وتقديم الخدمات للمؤسسات الحكومية والخاصة بعد الإطلاق.
تعزيز السيادة الرقمية
وقال معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات “إن المشروع يهدف إلى تعزيز السيادة الرقمية لسلطنة عمان من خلال امتلاك بنية تحتية فضائية وطنية قادرة على تقديم خدمات الاتصالات والبيانات بصورة مستقلة وآمنة، مما يعزز مستوى أمن المعلومات الوطني، ويدعم استمرارية الخدمات الحيوية في مختلف الظروف، كما يُسهم في توسيع نطاق التغطية في المناطق الريفية، وتحسين جودة الاتصالات وخدمات الإنترنت، بما يواكب التحول الرقمي ويتماشى مع مرتكزات رؤية عمان 2040.
وأوضح معالي المهندس أن المشروع يعتبر رافدًا رئيسيًا لنقل وتوطين المعرفة التقنية، إذ يتضمن برامج مكثفة لتدريب وتأهيل الكوادر العُمانية في جميع مراحل المشروع من التصميم إلى التصنيع والاختبار والتشغيل بحيث يتم إدارة وتشغيل المشروع بكفاءة عمانية تامة بعد الإطلاق، كما يشمل تمكين الشركات المحلية خاصة الصغيرة والمتوسطة للمشاركة في سلسلة الإمداد المرتبطة بالمشروع؛ تحقيقًا لمفهوم القيمة المحلية المضافة وتعزيز دور القطاع الخاص في منظومة الاقتصاد الفضائي الوطني، إلى جانب ذلك يهدف المشروع لتمكين منظومة البحث العلمي والتطوير من خلال الشراكة بين الجامعات المحلية وشركة ايرباص للدفاع والفضاء“.
تمكين تقني وفضائي
ومن جانبه أوضح سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات ورئيس فريق التفاوض على المشروع “أن المشروع يمثل نقلة نوعية في مسيرة سلطنة عُمان نحو التمكين التقني والفضائي، ويعكس التزام الحكومة ببناء اقتصاد رقمي مستدام قائم على المعرفة والتكنولوجيا، مما يطور منظومة الاتصالات الوطنية بما يخدم مختلف القطاعات الحيوية، ويدعم جهود التحول الرقمي والخدمات الذكية. مؤكداً على أهمية الدور الوطني لشركة تقنيات الاتصالات الفضائية باعتبارها مشغل وطني وذراع تنفيذي للمشروع، بما يضمن تحقيق أعلى مستويات الكفاءة ونقل المعرفة وبناء القدرات الوطنية في هذا المجال الحيوي.
اتصالات فضائية عالمية
وعبر آلان فوريه الرئيس التنفيذي لأنظمة الفضاء في إيرباص عن سعادته بتوقيع عقد تزويد سلطنة عُمان بقدرات اتصالات فضائية عالمية المستوى ومرنة بالكامل من خلال أول قمر اصطناعي جغرافي ثابت لها، وأكد على عملهم جنبًا إلى جنب مع شركة الاتصالات الفضائية لدعم تنفيذ برنامجها الوطني للأقمار الاصطناعية وبناء قدراتها السيادية لخدمة عملائها في المستقبل.
رؤية وطنية نحو الفضاء
وأفاد الدكتور سعود بن حميد الشعيلي رئيس برنامج الفضاء الوطني ورئيس مكتب إدارة ومتابعة تنفيذ المشروع “بأن المشروع يُعد أحد أهم المبادرات الاستراتيجية في تنفيذ السياسة الوطنية للفضاء (2023-2033) التي تطمح إلى “جعل سلطنة عُمان البوابة الاقليمية لخدمات وتقنيات الفضاء، التي تمكن التنويع الاقتصادي وتفتح الفرص المستقبلية”، لتعزيز مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، وتوسيع نطاق الخدمات الفضائية الوطنية.
شراكة وطنية
قال المهندس سالم بن سعيد العلوي المدير التنفيذي لشركة تقنيات الاتصالات الفضائية: “نفخر بثقة وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وجهاز الاستثمار العُماني في إسناد مسؤولية تشغيل وإدارة هذا المشروع الوطني إلينا، حيث يمثل هذا المشروع نقطة تحول كبرى في تاريخ الاتصالات الفضائية في سلطنة عمان، وسنعمل بالتعاون مع شركائنا في شركة إيرباص على تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير العالمية”.
بتوقيع هذه الاتفاقية الاستراتيجية، تدخل سلطنة عُمان مرحلة جديدة من التمكين التقني والفضائي، تؤسس لبنية تحتية وطنية مستقلة في مجال الاتصالات، وتدعم جهود التحول الرقمي.
