رصد – أثير
تُعدّ الموارد الطبيعية إحدى أهم الثروات التي تقوم عليها حياة الإنسان، باعتبارها السلع والمواد التي وفّرتها الأرض بشكل طبيعي، ويُعاد استغلالها عبر التنقيب أو الاستفادة مما هو ظاهر على السطح.
وتتمتّع سلطنة عُمان بقاعدة واسعة ومتنوّعة من هذه الموارد، شكّلت منذ عقود أحد أعمدة التنمية الاقتصادية، وأسهمت في بناء قطاعات إنتاجية قادرة على دعم خطط التنمية المستدامة. وفيما يلي قراءة شاملة لأبرز الموارد الطبيعية العُمانية:
النفط
بدأت مسيرة البحث عن النفط في سلطنة عُمان عام 1925 من خلال أول امتياز للتنقيب، قبل أن يتحقّق أول اكتشاف حقيقي شمال البلاد عام 1962م، لتُعلن الكميات التجارية في 1964م، ويتبعها بدء التصدير المنتظم عام 1967 بكمية بلغت 21 مليون برميل.
وارتفع الاحتياطي النفطي العُماني من 1.2 مليار برميل عام 1970 إلى 5.8 مليار برميل عام 2000، قبل أن يستقر عند 4.8 مليار برميل بنهاية 2019 وحتى نهاية 2024م، وهي زيادة جاءت نتيجة التوسّع في أعمال الاستكشاف والاستثمار في التقنيات الحديثة.
الغاز الطبيعي
يتوافر الغاز في سلطنة عُمان بنوعيه المصاحب وغير المصاحب. وقبل الخطّة الخمسية الأولى، كان الغاز يُستغل فقط لرفع الضغط في حقول النفط، بينما تُترك الكميات غير المصاحبة في باطن الأرض دون استثمار.
ومع تطوّر أعمال البحث، ارتفع الاحتياطي إلى 24.65 تريليون قدم مكعب بنهاية 2018م، ليبلغ في عام 2024 نحو 23.3 تريليون قدم مكعب. وتمكّنت عُمان من ترسيخ موقعها عالميًا، إذ جاءت في المرتبة 23 من حيث الاحتياطي، والتاسعة عالميًا في صادرات الغاز المُسال لعام 2017.
المعادن
عُرفت عُمان بأعمال التعدين منذ أكثر من خمسة آلاف عام حين استخرج سكانها النحاس من وادي الجزي. وقد أثبتت المسوحات الجيولوجية الحديثة تنوّع الثروة المعدنية، ومن أبرزها:
الكروم، النحاس، الذهب، الدولومايت، الزنك، الحجر الجيري، الجبس، السليكا، والحديد.
ويُقدَّر الاحتياطي من الكروم وحده بنحو مليون طن متري، فيما تشتهر البلاد بوجود صخور ”الأفيوليت“ ذات القيمة العلمية والمعدنية العالية.
الثروة السمكية
بفضل السواحل الممتدة على ثلاثة بحار، تمتلك السلطنة تنوّعًا بحريًا فريدًا جعل قطاع الثروة السمكية أحد أهم القطاعات غير النفطية.
وتُقدَّر الكتلة الحية للأسماك في المياه العُمانية بـ 7.6 مليون طن، منها 2.3 مليون طن قابلة للاستغلال. وبلغ الإنتاج السمكي عام 2017 نحو 348 ألف طن، ما يعادل 15% من الكميات المتاحة للاستغلال.
وسجل القطاع نموًا خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2024، حيث بلغ إجمالي إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي– بالأسعار الثابتة– 274.4 مليون ريال عُماني.
ويسهم القطاع في الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل، كما يدعم الصناعات المرتبطة مثل التصنيع السمكي والتصدير ومستلزمات الصيد والتخزين.
الموارد المائية
تقع عُمان ضمن المناطق الجافة، إذ لا يتجاوز متوسط الأمطار السنوي 100 ملم، وعلى الرغم من ذلك تؤدي الأمطار الغزيرة أحيانًا إلى فيضانات تُفقد كميات كبيرة من المياه دون استغلال.
وتشكّل الموارد التقليدية – المياه السطحية والجوفية والعيون – نحو 84% من إجمالي الموارد المائية، بينما تمثل المصادر غير التقليدية مثل التحلية ومعالجة الصرف الصحي نحو 16%.
وتضم سلطنة عُمان 68 عينًا مائية تتنوع بين الحارة والباردة، من أشهرها: عين الكسفة في الرستاق، عين الثوارة بنخل، وعين رزات في ظفار.
المراعي الطبيعية
1. مراعي شمال عُمان
تبلغ مساحتها نحو 850 ألف هكتار، وتتميز بالأعشاب والشجيرات، مع انتشار أشجار السمر والغاف وغيرها، وتُعد مراعي الجبل الأخضر من أبرز مراعي الشمال.
2. مراعي جنوب عُمان (محافظة ظفار)
تمتد على نحو 1.2 مليون فدان، وتُعد من أغنى البيئات الرعوية في الجزيرة العربية، خاصة ضمن سلسلة الجبال الممتدة من ضلكوت إلى سدح.
الحيوانات البرية
تزخر البيئة العُمانية بتنوّع واسع في الحيوانات البرية، من أبرزها:
المها العربي، الوعل، الغزال العربي، غزال الريم، الذئب العربي، الثعلب، القط الرملي، الوشق، الرباح، والأرنب البري.
وتشكّل هذه الحيوانات جزءًا من الجمال الطبيعي الذي تتميّز به السلطنة.
الموارد البيولوجية
يبلغ عدد النباتات المسجلة في سلطنة عُمان 1208 أنواع، منها 78 نوعًا متوطنًا. كما تضم البلاد أكثر من 1200 نوع من الأسماك، و130 نوعًا من الشعب المرجانية، و5 أنواع من السلاحف، إضافة إلى تنوّع واسع في الطيور يصل إلى 526 نوعًا.
وتُعد جبال الحجر وظفار من أغنى مناطق الجزيرة العربية بالتنوّع الأحيائي، خصوصًا في فصائل الزواحف والسحالي والأفاعي، ومنها ما هو مستوطن ولا يوجد في أي مكان آخر في العالم.
المصادر:
* كتاب التنمية الاقتصادية في سلطنة عمان – د. محمد بن رضا بن حسن اللواتي
* المركز الوطني للإحصاء والمعلومات
