رصد - أثير
تواجه شركة أوبن إيه آي المطوّرة لروبوت الدردشة “شات جي بي تي” 5 قضايا قضائية على الأقل منذ أغسطس الماضي، تتهمها فيها عائلات وأطراف متعددة بأن الروبوت ساهم في حالات انتحار واضطرابات نفسية لمستخدمين.
في أحدث هذه القضايا، اتهمت دعوى قضائية الشركة بأن “شات جي بي تي” حفز أوهام إريك سولبرغ، البالغ من العمر 56 عامًا ويعاني اضطرابات نفسية، مما دفعه إلى قتل والدته البالغة 83 عامًا بعد أن شك في أنها تتجسس عليه.
وفي أغسطس الماضي، عثرت الشرطة على الأم والابن متوفيين داخل منزلهما في ولاية كونيتيكت الأميركية، وكشف الطب الشرعي أن الأم قتلت بينما انتحر الابن بعد ذلك.
وقالت الدعوى التي رفعتها أسرة الضحية إن سولبرغ ضرب والدته على الرأس وخنقها قبل أن ينهى حياته، متهمة الشركة بإطلاق “منتج معيّب” ساهم في تعزيز أوهام الرجل، وجعله يعيش في عالم خيالي يعتقد فيه أنه “محارب روحي” وأن قوى كبرى تسعى للقضاء عليه”.
وأوضحت الدعوى أن سولبرغ كان يشتبه بأن الطابعة في مكتب والدته قد تكون جهاز تجسس لمراقبته، ووافقه الروبوت الرأي وفق تسجيل فيديو نشره على يوتيوب في يوليو الماضي، حيث قال له: “إريك، شكك صحيح تمامًا، هذه ليست مجرد طابعة، وربما تُستخدم لتتبع تحركاتك”، كما دعم الروبوت شكوك الابن بأن والدته قد تكون جزءًا من مؤامرة كبرى ضده.
وقال حفيد الضحية، إريك سولبرغ، إن “شات جي بي تي صور جدتي كشخصية شريرة في عالم وهمي صنعه الذكاء الاصطناعي، وكان يؤكد أوهام والدي ويقطع صلته بالواقع شهرًا بعد شهر”.
وتعد هذه الدعوى هي الأولى التي تزعم أن الروبوت أدى إلى جريمة قتل، بحسب المحامي جاي إدلسون، وتطالب الدعوى بتعويضات مالية، وأمر قضائي يلزم الشركة بمنع روبوتاتها من تحفيز أوهام المستخدمين الآخرين.
وقالت المتحدثة باسم الشركة: “هذا الوضع مؤلم للغاية وسنراجع الملف لفهم التفاصيل”، مؤكدة أن الشركة تعمل على تحسين قدرة الروبوت على التعرف على علامات الضيق النفسي، وتوجيه المستخدمين إلى مصادر الدعم المناسبة، والتعاون مع المتخصصين.
وتأتي هذه القضية الجديدة في سياق سلسلة دعاوى أخرى رفعت ضد أوبن إيه آي، أبرزها:
* قضية آدم راين: مراهق يبلغ 16 عامًا انتحر بعد تفاعلات مطوّلة مع “شات جي بي تي”، وادعى والداه أن المحادثات عززت شعوره بالعزلة وشجعته على الانتحار.
* دعاوى كاليفورنيا: سبع دعاوى رفعتها عائلات متعددة بعد حالات انتحار واضطرابات نفسية، تتهم الشركة بالإهمال وتشغيل نموذج GPT‑4o دون ضمانات أمان كافية.
ونفت أوبن إيه آي مسؤوليتها المباشرة عن هذه الحوادث، مؤكدة العمل على تحسين أنظمة السلامة وقدرتها على التعرف على علامات الضيق النفسي لدى المستخدمين.
ويحذر مختصون، بالتزامن مع تضاعف عدد مستخدمي روبوتات الدردشة المصممة للحوار المطول، من أن هذه الأنظمة قد تزيد من التفكير الوهمي لدى بعض الأشخاص، خصوصًا أولئك المعرضين لمشكلات نفسية أو ضغط نفسي شديد.
المصادر:
* سكاي نيوز
* الجزيرة
* سي ان بي سي
* واشنطن بوست

