رصد-أثير
يُعدّ مرض “الثيليريا” أحد أمراض الحمى القرادية، الذي تسببه الطفيليات الأولية من جنس “الثيليريا”، وتنتقل هذه الطفيليات بواسطة أجناس مختلفة من القراد، وتسبب أمراضا حادة، وارتفاعا في معدلات الوفيات لدى الحيوانات؛ مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية. وتشكل الحمى القرادية في السلطنة عقبة رئيسية في إنتاج الثروة الحيوانية، وتعرض أكثر من مليوني رأس من الأبقار والأغنام والماعز إلى خطر كبير. وتشير التحاليل الأولية لدراسة حديثة عن طفيليات “الثيليريا” إلى أن هذه الطفيليات سائدة في السلطنة، وأنها من أحد مسببات مرض الحمى القرادية، ولكن لا يزال مدى ثأثيرها على الثروة الحيوانية غير واضح في الوقت الراهن، كما أن البيانات المتاحة ترفع سلسلة من الأسئلة عن الأنواع الموجودة، وتكوينها البيولوجي والجيني وانتشارها. وفي هذا الصدد يعمل فريق من كلية الطب والعلوم الصحية برئاسة الدكتور حمزة علي بابكر محمد على مشروع بحثي لمعالجة مشكلة مرض “الثيليريا”.
وجاء في الخبر الذي رصدته “أثير” من مجلة ” تواصل علمي” الصادرة من دائرة النشر العلمي والتواصل بالجامعة أن المشروع يهدف إلى وضع التركيبة الجينية للطفيليات “الثيليريا” داخل المزارع الموجودة في مواقع مختلفة من السلطنة ، إلى جانب التعمق في دراسة التوزيع المكاني لأنواع طفيليات “الثيليريا”، والتحقيق في ديناميكية الأنواع الأكثر ضررا في الحيوانات بصفة فردية، لتوضيح نمط المرض، وطرق النشر والانتقال، بالإضافة إلى الميزات الفريدة التي قد توجد في طفيليات “الثيليريا” في السلطنة.
وأوضح الدكتور النهج الذي سيتبعه البحث قائلاً: سيقوم الفريق البحثي بإجراء مسح جزيئي واسع النطاق للثيليريا لرسم خريطة لمخاطر الحمى القرادية في مناطق مختلفة مناخيا في السلطنة، والتركيز على موقع واحد للتحقيق في استمرارية وجود الطفيليات وديناميكية انتقالها. وسوف يستخدم المشروع الأدوات الجزيئية لتحديد مدى انتشار أنواع “الثيليريا” في الحيوانات وفي القراد في مواقع مختلفة من السلطنة وتقديره ، واختبار تأثير التشخيص الجزيئي في إدارة هذا المرض. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم دراسة السواتل المِكْرَوِيّة (microsatellites) لأنواع “الثيليريا” الشائعة في السلطنة، ودراسة بنيتها الوراثية.
وحول النتائج المتوقعة قال: يتوقع أن تبين نتائج الدراسة ما إذا كانت “الثيليريا” المحلية في السلطنة مماثلة أو لديها خصائص وراثية وبيولوجية مختلفة بالمقارنة مع أجزاء أخرى من العالم. كما سيوضح تحليل علامات أو واسمات الأشكال الجينية لأنواع الطفيليات الأكثر شيوعا ما إذا كانت “الثيليريا” التي تشكل سكان التهجين منفصلة، أو ما إذا كان هناك تدفق جينات بين الطفيليات في مواقع مختلفة في السلطنة. ومثل هذه المعلومات يتوقع أن تؤدي إلى تطوير استراتيجيات مكافحة المرض. فعلى سبيل المثال، إذا كانت أنواع محددة من “الثيليريا” توجد في مناطق معينة، يمكن تصميم برامج مراقبة تركز على كل موقع بشكل مستقل. كما ستوفر نتائج الدراسة فهما شاملا لهذا المرض، بحيث يمكن اتخاذ قرارات مدروسة حول طرق السيطرة عليه؛ فاستنادا إلى أنواع “ثيليريا” الأغنام ذات الصلة، فإنَّ طرق السيطرة قد تختلف، ولكن قبل البدء في تنفيذ استراتيجيات السيطرة هذه، فإنه من الضروري أن نفهم تماما وبائيات حمى قرادية الأغنام في السلطنة، وتحديد أي من أنواع “الثيليريا” التي ينبغي أن تكون مستهدفة.