مشعل المقبالي
بعد ظهور جهاز الحاسب الآلي و تسلسل تطوره منذ القرون الماضية شكلت مشكلة محدودية التخزين في أجهزة الحاسب الآلي و غلاء المساحات الكبيرة تحديا حقيقيا أمام الباحثين و الطلاب خصوصا من محدودي الدخل ، حيث يشكل تخزين الملفات خاصة الوسائط بشكل إلكتروني و بعدة نسخ في جهاز الحاسب الآلي عقبة كبيرة و ذلك لما يسببه استغلال مساحات التخزين في الأجهزة من بطء و ظهور مشاكل تقنية لا حدود لها واضطرار المستخدم في بعض الأحيان للتخلي عن ملفات مهمة من أجل تخزين ملف آخر جديد و كذلك عند فقدان الجهاز تفقد البيانات جميعها ، إلا أن هذا التحدي بدأ في التلاشي عند ظهور أجهزة حاسب آلي بمساحات تخزينية كبيرة و أجهزة تخزين خارجية سهلة الحمل و النقل و سريعة في نقل البيانات إلا أن الأسعار المرتفعة لهذه الأجهزة لا زالت تشكل تحديا أمام محدودي الدخل من الطلاب و الباحثين.
و في ستينيات القرن الماضي بدأ ظهور مصطلح التخزين السحابي ، حيث بدأت وزارة الدفاع الأمريكية باستخدام التقنية الجديدة في عدد صغير من الأجهزة و شبكة داخلية محدودة المساحة و الأجهزة و يعرف الكثير من الباحثين خدمة التخزين السحابي على أنها خدمة من خدمات الشبكة المعلوماتية ” الانترنت” تتيح للمستخدمين بتخزين ملفاتهم في أجهزة تخزين كالحاسب الآلي و الخوادم و غيرها ذات المساحة التخزينية العالية و تتيح لهم فتحها من أي مكان و زمان مع ضرورة توفر خدمة إنترنت فائقة السرعة لتحميل الملفات و تنزيلها.
و من أبرز مزايا التخزين السحابي هي إمكانية تخزين ملفاتك الشخصية و رفعها و تحميلها مرة أخرى بشكل مجاني لعدد معين من الوحدات التخزينية قد تصل ل2 جيجا بايت و باشتراك بسيط لوحدات تخزينية أكبر ، كما تتيح الخدمة إمكانية مزامنة الملفات و تحميلها من أي جهاز حاسب آلي أو نقال و تعديلها كحذف بعض الملفات و إضافة ملفات أخرى للمساحة التخزينية ، كما يمكن العودة للملفات في حال سرقة أو فقدان الجهاز بكل سهولة ، كما تعد الخدمة آمنة بشرط استخدام مواقع موثوقة و معروفة مثل Dropbox و GoogleDrive وتتيح هذه المواقع تخزين آمن و بمساحات كبيرة.
كما أن لكل شيء إيجابيات هناك بعض السلبيات و العقبات التي تمنع خدمة التخزين السحابي من التطور بالشكل المطلوب ، حيث لا تزال سرعة الانترنت في بعض الدول النامية دون المستوى المطلوب ، كما يتخوف الكثير من المستخدمين من المشاكل الأمنية التي قد تواجه بعض الشركات التي لا تحمي الملفات بالشكل المتعارف عليه في مجال أمن المعلومات كاستخدام خاصية تشفير البيانات وزيادة الحماية للدخول للحسابات في المواقع التي توفر هذه الخدمة ،و كذلك عدم تطوير المزيد من التطبيقات الخاصة بهذه التقنية.
وتتجه اليوم أغلب الحكومات في العالم لاستخدام هذه الخدمة ، حتى في السلطنة بدأت بعض الوحدات الحكومية و شركات القطاع الخاص في الانتقال للتخزين السحابي لما لهذه الخدمة من إيجابيات سواء للمستخدم العادي أو للشركات . و المطلع على هذه التقنية يجد غرابة في بطء تطورها لأن في الأصل تطور هذه الخدمة يتزامن مع تطور سرعة الإنترنت و تتطور أساليب الحماية المتبعة ، حيث تتخوف الكثير من الشركات و المؤسسات من استخدام التخزين السحابي لخوفهم على البيانات التي هي أثمن ما تملكه هذه المؤسسات ، إلا أن ظهور شركات حكومية تختص بالتخزين السحابي سهل انتقال الكثير من المؤسسات في العالم للتخزين السحابي.
*الصورة من موقع عالم معلومات وتكنولوجيا