أثير-مروى الجهورية
الإنجازات الكبيرة كانت مجرد فكرة، والنجاحات العظيمة تبدأ بخطوة. هي عُمانية طرزت على هامات الغيم حروف اسمها بجد واجتهاد، لتتباهى عُمان بواحدة من فتياتها اللاتي اتخذن السعي وسيلة لحب الوطن، وهنا “أثير” تفرد مساحة للحوار مع نموذج ناجح للمرأة العمانية.
“أثير”
زينب عبدالرؤوف آل يوسف معروفة باسمها الفني ” تايغا بلش ” رسامة مانجا وقصص أطفال، وهي أول عمانية مدربة لتعليم رسم الأنمي في السلطنة منذ عام ٢٠١٣م قدمت العديد من الدورات في جامعة السلطان قابوس وعدة جهات والآن لديها دورة الرسم الخاص بها “اونلاين “.

صاحب حكايات النجاح العديدة والمغلفة بألوان الألق والنقاء والهمة العالية، هو من يستحق أن نقف عنده وقفة فخر واعتراز لما حققه ونشد بيده للمستقبل “أثير” التقت بزينب التي تعد أيضا صاحبة أول كتاب من نوعه في الوطن العربي، بمعنى أنها أول عمانية تقوم بتأليف كتاب عربي يهتم بتعليم رسم فن المانجا (تشيبي) بعنوان “ارسم تشيبي مع تايغا بلش ” وهو متوافر في جميع مكاتب الإمارات وبالأخص في أكبر مكتبة بالشرق الأوسط كينوكونيا دبي، وسيتوافر في معرض مسقط الدولي للكتاب القادم بدار النشر “مداد”.
“أثير”

عن بداياتها في رسم كل الجمال الذي تحقق وللقادم المنتظر تقول زينب آل يوسف : “الرسم هوايتي منذ الصغر ولكن اعترف أن التلوين كان جل اهتمامي عندما كنت بين سنتين إلى ٦ سنوات ومن بعدها أصبحت مركز اهتمام في حصص الفنون التشكيلية بالمدرسة “.
وتواصل زينب سرد بدايات انطلاقتها فتقول ” ومنذ الصغر كنت أمارس مجال الطبيعة والجمادات وسأكون صريحة بأنني لم أجد فيه ما أبحث عنه ولم أستطع أن أنغمس فيه، حيث كنت مهتمة بمتابعة الأنمي وكنت أحب هذا النوع من الفن لكنني خفت أن أجربه وأفشل فيه فتوقفت عن الرسم لمدة ٧ سنوات ، انشغلت فيها بالكتابة والتصميم وأقصد بالكتابة هي كتابة الروايات والخواطر الحرة ومنذ بداية عام ٢٠١٤م تشجعت أخيراً واتخذت الخطوة الأولى في عالم رسم أسلوب المانجا الياباني”.

وعن ما هية أول كتاب عربي من نوعه بالوطن العربي توضح زينب قائلة: كتب تعليم رسم الفن الياباني منتشرة باللغة الإنجليزية واليابانية فقط وخصوصاً كتاب رسم التشيبي فهو متوفر بالإنجليزية فقط وتشيبي هو نوع مهم في رسم المانجا يقصد به الأجسام المصغرة النادرة بتفاصيلها وبتعابيرها لذلك قمت بخطوة أولى في تأليف وتصميم ورسم وكتابة أول كتاب عربي يشمل رسم فن المانجا وليس تشيبي فقط ولكنه يركز عليه وهو الكتاب الوحيد في الوطن العربي.
الشخص الناجح لطالما يكون لديه مصدر إلهام و قوة وطاقة مشجعة له، كلما ضاق الدرب لديه اتسع وابتسم بوجود ذلك المصدر المحفز له دائماً، إلا أن زينب كان مصدرها غريبا جدا حيث تقول : ” عندما تغلق عندي أبواب الدنيا لا أجد نفسي ألجأ لشخص معين خصوصاً في أمور فنية لكنني حتماً أجهز لنفسي وجبتي المفضلة وأكمل باقي اليوم إما بمتابعة الأنمي أو قراءة المانجا وأكل وجبتي المفضلة، وحينما أكون أفضل أعود إلى الرسم بنفسي حتى لو كان بعد أسبوع أو عدة شهور لأن الرسم يحتاج الى إلهام”.

وتضيف رينب آل يوسف ” استمد إلهامي من راحتي ومن متابعة إبداعات فنانين غيري ومتابعة الأنمي والمانجا بحد ذاته كمية إلهام وأستمد قوتي من حب وتشجيع أهلي وصديقاتي والمعجبين (المتابعين) الذين لا يكفون يومياً برسم الابتسامة على شفتاي و أود أن أرسم فقط لأجلهم”.
وعن أبرز محطات النجاح في مسيرة زينب الفنية توضح بأنها شاركت في أكبر معرض فني على مستوى الشرق الأوسط في دبي “كوميك كون ” مرتين ولم تكن هنالك إلا عمانيتان فقط لتمثيل اسم السلطنة من بين ٢٠٠ عارض من مختلف دول العالم.

كما أن زينب حصلت على جائزة بيهانس العالمية المركز الأول في فئة العارضين ٢٠١٤م وجائزة كوميك كون العالمية بنسخة الشرق الأوسط ٢٠١٥م وجائزة المرأة للإجادة في فئة الفنون الجميلة ٢٠١٥م كما تم تكريمها في فعالية “شكراً شبابنا٣ ” عام ٢٠١٦م .
وتختم زينب حديثها لـ“أثير” قائلة : اعمل من أجل شغفك وليس من أجل إرضاء أحد أو من أجل السمعة أو من أجل المكانة فكل المهن عبادة ولكن تميزك فيها لن يأتي من دون الشغف والحب فيما تعمله وتقدمه”.
“أثير”
ها هي زينب كان الطموح أمام عينيها إلهاما لنجاحاتها، بحثت عن الفرص واستغلت موهبتها الفذة ..ومن سار على الدرب وصل.