أثير- مكتب صلالة
متابعة: سهيل العوائد
رعى معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار انطلاق أعمال ملتقى الإعلام الجديد والعصر الرقمي الذي تنظمه جريدة الرؤية بالتعاون مع شركة الرعاية الأولى ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2019، ويستمر يومين بمشاركة عدد من المسؤولين والأكاديميين والمختصين في مجال الإعلام الرقمي.
وبدأ حفل الافتتاح بكلمة ترحيبية لسعادة المكرم حاتم الطائي رئيس تحرير “الرؤية” والمشرف العام على الملتقى، ثم ألقى سعادة علي الجابري وكيل وزارة الإعلام البيان الافتتاحي للملتقى، كما قدم سعادة ماضي الخميس الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي بدولة الكويت كلمة رئيسية.

وقدّم المكرّم الدكتور أحمد المشيخي عضو مجلس الدولة وأستاذ السياسات الاتصالية المساعد بقسم الإعلام جامعة السلطان قابوس في المحور الأول من الملتقى ورقة بعنوان “إدارة الإعلام الإلكتروني في عالم متغير” قال فيها: إن التطور التقني فرض واقعا إعلاميا جديدا بكل المقاييس. هذا التطور الذي جعل “قرية ماكلهان الكونية” واقعا ملموسا على أرض الواقع. بل استطاع أن يقسّم هذه القرية الكونية إلى أحياء سكنية منعزلة وجزر مفتتة، يستطيع قاطنوها معرفة ما يدور في العالم الخارجي، ولا يعرف سكانها ما يدور في محيطهم القريب نتيجة تطور تقنية الاتصال زمن ووسائل الاتصال الذكية.
وحملت الورقة الثانية عنوان (الممارسات الإعلامية في الفضاء الرقمي بين المهنية والتنافسية.. اشكاليات قيمية في المحتوى ومصادره ومقاصده) وقدمها الاستاذ الدكتور محمد بن سليمان الصبيحي الاستاذ في كلية الاعلام والاتصال بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، قال فيها: أتاحت البيئة الاتصالية الحديثة عددا من التغيرات التي انعكست على الممارسة المهنية في الفضاء الإعلامي؛ وزاوجت في تطوراتها بين تقنيات الحاسب الآلي والاتصالات والأقمار الصناعية، بصورة أدت إلى تغير مفصلي في العملية الإعلامية وسهلت من عمليات الإنتاج والنشر والوصول؛ فأصبح الإعلام يمارس في فضاء عام لا فرق فيه بين المحلي والعالمي أو الخاص والعام، واندمجت وسائل الاتصال وأنماطه فلم يعد هناك فرق بين الإذاعة والتلفزيون والمطبوعات وأنماط الاتصال الشخصي والجمعي والجماهيري.
وانتهت الورقة إلى أن التنافسية المحمودة هي التنافسية المهنية القائمة على مبدأ تجويد العمل وتطويره، وفقا للمعايير والقوانين المنظمة له، ويكون التنافس وفقا لهذا التوجه مرتبطا بالمعارف والمهارات والأخلاق، ملتزما بالقوانين والتشريعات؛ فتكون البيئة التنافسية بيئة إبداعية تحقق الثقة والتأثير الإيجابي المقنع المفضي للربحية. كما أن العلاقة بين المهنية والتنافسية في الفضاء الرقمي علاقة تكاملية، باعتبار المهنية تمثل المعايير والأطر المحددة للنشاط الإعلامي كيفياً، والتنافسية هي مناخ محفز لتحقيق الإبداع في إنتاج محتوى إعلامي، يأخذ بالاعتبار متطلبات المهنية وفق منهجية موضوعية لا تجعل التنافسية غاية في حد ذاتها؛ بل هي وسيلة لتحقيق منتج مهني.
وأوضح الصبيحي أن من أبرز تحديات بناء محتوى تنافسي إيجابي في البيئة الرقمية، انخفاض مستوى الوعي في الممارسات الرقمية على مستوى الاستخدام والإنتاج، واقتصار دور المستخدمين على التصفح والتداول والتفضيل لمحتوى، قد لا يمثلهم دون تفاعل إيجابي في مشاركاتهم، وبروز وتداول منتجات إعلامية من مصادر غير متخصصة غابت فيها المهنية واتكأت على الشهرة والظهور الشعبي. ومن مظاهر اختلال الممارسة المهنية في الفضاء الرقمي، وتغليب الآنية والإثارة، وتداول الشائعات، وتسليع المحتوى من خلال الانسياق خلف رغبات المعلنين، ومن لهم أهداف وأيديولوجيات خاصة، بغض النظر عن القيم الأخلاقية والمهنية للمحتوى.
وفي المحور الثاني، قدمت د. تهاني بنت عبدالرزاق الباحسين ورقة عمل حول الاتصال المؤسسي وإدارة الشائعات في بيئة الاتصال الرقمي، وأظهرت من خلالها كيفية التعامل مع الشائعات في بيئة الاتصال الرقمي عبر ثلاثة محاور، الأول: الشائعات في بيئة الاتصال الرقمي، المحور الثاني: الاتصال المؤسسي في البيئة الرقمية، والمحور الثالث: الإدارة الاتصالية للشائعات في البيئة الرقمية. وانتهت الورقة إلى بلورة رؤية حول موضوعها تلخصت في أن الشائعات في بيئة الاتصال الرقمي شكلت ضغطاً على المؤسسات إلا أن استجابة المؤسسات لها أصبح أمر ضروري وسريع. كما أن حاجة إدارات الاتصال المؤسسي إلى تطبيق معايير إدارة الأزمات الاتصالية، ومن ناحية كيفية التعامل مع مراحل الأزمة، واستراتيجية الرد عليها، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تجاهل رسائل الجمهور، وضرورة اشتمال الرد على الإجابة عن الأسئلة الأساسية التي يسألها الجمهور. وتتضمن الردود تمرير رؤية ورسالة المؤسسة وكل ما من شأنه إضفاء المهارة المعرفية والمهنية في الرد لصالح المؤسسة. وتمثل دراسات الاتصال المؤسسي في الوضع الراهن وأبحاث دراسة الحالة واستطلاعات الرأي قيمة مهنية عالية في إدارة الشائعات في البيئة الرقمية، وإدارة الاتصال بشكل فعال قبل وأثناء وبعد معالجة الشائعات.
وقد وفر البناء المعرفي في مجال دراسات الأزمة وإدارة الشائعات واستراتيجيات الردود العديد من الاستراتيجيات والآليات التي يمكن الاعتماد عليها أثناء إدارة الشائعات، وهذا يعني أهمية اختيار الاستراتيجية المناسبة للشائعة محل النظر.
يُذكر أن أعمال ملتقى الإعلام الجديد والعصر الرقمي تستمر ليومين تتضمن إقامة ورش عملية وجلسات نقاشية مفتوحة وذلك بحضور عدد كبير من الإعلاميين والمختصين من المؤسسات الاعلامية المختلفة في مجال الإعلام الرقمي والتقليدي.