أثير- موسى الفرعي
كما هو الحال يتقدم الكابتن ماجد سابقا مركز المزماة للدراسات والبحوث حاليًا ليسجل أهدافا دون خشية من أحد غير أنه كفريقه يحبو دون أن يأخذ بالاعتبار النتائج ومستويات القوى المتباينة والحقائق التي يُبنى عليها أي حراك، وها هو يثور غيرة على رئيسه بمقال عبر موقعه الرسمي بعد أن تم الرد عليه من قبل المغردين العمانيين الذين وصفهم بالغاضبين لأن كاتب السيناريست سالم حميد طرح حقيقة قاسية مفادها تبعية السلطنة لطهران ومحاولة السلطنة في أن تكون سويسرا أخرى، وهذا يدل على جهل سياسي وهبوط حاد في دماء المركز وتصلب في شرايين المعرفة لديه وهو الذي ينبغي أن يقدم دراسات وبحوثًا ويوافق توصيف عمله، إذًا عليه أولا أن يقدم دراسة شافية حول مستوى التبادل التجاري بين إيران والإمارات في السنوات الأخيرة، كما عليه أن يطرح رؤاه وتحليله لاتفاقية التعاون الحدودي التي وقعتها الإمارات مع إيران والتي وصفها قائد قوات خفر السواحل الإماراتي العميد محمد علي مصلح الأحبابي بأنها خطوة إيجابية لتأمين المصالح بين البلدين، كل هذا الخوف على المصالح الإيرانية والعشق الاقتصادي الإماراتي لطهران وهم في حالة تأهب واتهامات متتالية لإيران والحوثيين وتفجير ناقلات وغيرها، فكيف هو الحال لو صفا الوداد بينهما!
أما قضية “سويسرا أخرى” فهذا أمر يؤمن به جميع من في محيطنا الإقليمي والدولي إلا من بدأ رحلة تيهه من صحراء سيناء إلى صحراء جزيرتنا العربية، ونؤمن نحن في عمان بمعناه لا بلفظه، لأن عمان بلد السلام والأمن والحفاظ على روابط الأخوة وتصالح الأديان وحرية التعبير ما لم تكن أذاة واعتداء وتجاوزا لحدود الأدب، وأما اللفظ فنكفر به جملة وتفصيلا لأن عمان هي عمان ولا يصلح أبدا أن تكون صورة أخرى لشيء آخر فهي الأصل والآخر تفرعات وصور تماما كما هو حال التفرع الإماراتي الحديث من الأصل العماني، واقتطاع جزء جغرافي من الإمبراطورية العمانية ليكون بلدا حديثا له استقلاليته السياسية والإنسانية التي نحترمها ونستغرب منهم عدم اعترافهم بأصولهم وكأنهم قبل هذا التاريخ السياسي الحديث كانوا في باطن الأرض أو مختبئين بين إحدى صخور المريخ التي عثر على شيء يشابهها مؤخرا في الأراضي الإماراتية والتي ربما قد يكون انتقل بها أحد أسلافهم.
خاتمة الأمر أن عُمان أكبر بكثير من الالتفات والرد على الصغار فهي لا تقف إلا لمن كان أهلا أن يكون ندا لها، لذلك فإن خربشاتكم مجرد نطحات فاشلة على الصخرة العمانية الصلبة القاسية، وألاعيبكم التي تجيء في شكل دراسات وبحوث مجرد صفعة بأكفكم على وجوهكم لأن أصغر طفل خارج حدودكم السياسية الحديثة في هذا العالم يدرك أنكم متورطون سياسيا وأخلاقيا ودينيا واقتصاديا وثقافيا، ورغم ذلك فإن عمان تخصف عليكم من ورق أشجارها الكريمة لتواري سوءاتكم لكنكم في كل مرة تكفرون بذلك وترفضون أيضا لباس التقوى الذي أنزله الله لبني آدم، وكأن العري السياسي لذة ومتعة صُنعت في الإمارات.
” سدد أهدافًا لا تخشى المرمى “
حين تكون في حضرة عمان فعليك ألا تحلم بتسديد الأهداف، لأنه لا يجوز لك حين تكون عمان حاضرة في أي مشهد كان سياسيا أو غيره سوى الانتظار في مقاعد الاحتياط والتفرج صامتا لأن من حقها أيضا أن تشهر الكرت الأحمر في وجهك وإن كنت قريبًا لتجد نفسك مطرودا ومحروما من كل شيء، فالقسوة تجوز على من يُرحم إن كان فيها صلاحه، وقد يتساءل البعض لماذا أصبحت هذه الشخصية الكرتونية بطلا محوريا هنا، ذلك لأنني لم أجد في فكر هذا المركز الذي يفترض أن يعمل بحرفية لتقديم الدراسات والبحوث والردود أيضا ما يوافق الواقع في معطياته، فاستلبس الفكر الكرتوني لعله يكون بطلًا من ورق، المهم لديه ” بطولة وخلاص “.