أثير-محمد العريمي
رغم أناقة الخنجر العُماني ووجاهته، ورغم تجسيده لاحترافية صنّاعه ورقتهم في التعامل مع النقوش والرسوم وحديث الزركشات التي توحي بها انتقالاتها الفنية عليه، رغم ذلك كله فإن الخنجر العُماني لا يقف عند ذلك فقط، بل يذهب إلى أبعد من ذلك فهو دليل القوة وإشارة للرجولة والشجاعة، والتعامل معه بخصوصيته العُمانية المتنوعة تأكيدًا على وعي العمانيين بعراقة وجودهم التاريخي، أما قيمته لدى الفرد والحكومة فلا شيء يدل عليها أكثر من استخدامه شعارًا للدولة وعلى المؤسسات الحكومية والعملات النقدية والوثائق الرسمية، وللخنجر العُماني عدة أنواع يختلف بعضها عن بعض من حيث الشكل والوزن، وطريقة التزيين، ومن أهمها:
– الخنجر السعيدي
يلبسه أفراد الأسرة الحاكمة، وقد يلبسه عامة الناس، ويتميز بمقبضه الفضي على شكل عجرة، وبوجود قطعة مثلثة تربط الغمد بالحزام.
– الخنجر السعيدي
– الخنجر الصوري
يُصنع في مدينة صور ويتميز بصغر حجمه وخفة وزنه، وعادةً ما يطلى مقبضه بالذهب، أما الغمد فمن الجلد، ويزين بأسلاك وخيوط فضية مطرزة بالذهب ، وينتهي الغمد بقُمع فضي تُنقش عليه أشكال فنية.
– الخنجر الصوري
– الخنجر البدوي
مقبضه مصنوع من الخشب، والغمد أيضًا من الخشب الذي يُغطى بغطاء جلدي مطرز بالفضة.
– الخنجر البدوي
– الخنجر النزواني
يُصنع في مدينة نزوى، غمده من الخشب المغطى بلوح فضي، أما المقبض فعادةً من العاج ويغطى بالفضة وهو مشابة لمقبض الخنجر السعيدي.
– الخنجر النزواني
وفي محافظة ظفار يلبس الرجال نوعين مختلفين من الخناجر، فإلى جانب الخنجر المعروف في سائر عُمان، هناك الخنجر الظفاري الذي يعرف بالجنبية أو القبلية أو السدحات، يلبسه الرجال في كل الأوقات، وعادة ما يكون الحزام من الجلد، وانحناء الغمد يكون إلى الجانب الأيسر وليس الأيمن.
وقد لفت الخنجر العُماني بجميع دلالاته انتباه الكثير من الرحالة الأوروبيين مما جعلهم يصفونه في توثيق مرورهم بالسلطنة، حيث كتب روبرت بادبروغ Robert Padbrugge -ممثل شركة الهند الشرقية الهولندية- وصفًا مفصلًا للقائه مع الإمام سلطان بن سيف اليعربي عام 1082 هـ (1672م) حيث قال ” كان جلالته يرتدي حزامًا حول وسطه وضع فيه خنجرًا مغطى بخيوط حريرية بشكل تقاطعي.
وقد وصف الألماني إنجلبيرت كامبفير Engelbert Kaempfer الذي زار مسقط عام 1099 هـ ( 1688م) الرجال بأنهم يلبسون الخنجر، كما وذكر القبطان البريطاني ألكساندر هاميلتون Alexander Hamilton الذي مر بمسقط عام 1127 هـ (1715م) بأن الرجال كانوا يلبسون “خنجرًا أو سيفًا عريضًا قصيرًا ملصقًا بأحزمتهم بشكل عمودي”.
وكتب ويليام روشينبيرغ William Ruschenberg -طبيب السفينة الأمريكية البيكوك- أثناء مهمة دبلوماسية إلى مسقط عام 1248 هـ ( 1833م) بأن الخدم الذين يقومون على خدمة العامة في حضرة السلطان سعيد بن سلطان كانوا ” يرتدون ملابس بيضاء وخناجر كثيرة الزخارف في أحزمتهم المصنوعة من القماش أو الذهب”.
أما ويستلد Willsted فقد وصف الرجال العُمانيين عام 1250 هـ ( 1835 م) بأنهم يلبسون خناجر يبلغ طولها عادة عشرة إنشات وكان النصل مزخرفًا بالذهب لدى من يستطيع تحمل تكلفته، وفي عام 1279 هـ (1863م) وصف بالجريف W.C Palgrave السلطان ثويني عندما رآه في قصره في مسقط بأنه كان يلبس خنجرًا ذهبيًا فخمًا في حزام مرصع بالأحجار الكريمة.
المراجع:
الموسوعة العُمانية
المجلد الرابع خ-ر
المراجع: