|
أثير- تاريخ عمان إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
لم يكن يوم السابع عشر من شوال 1359هـ الموافق الثامن عشر من نوفمبر 1940م باليوم العادي في سِفر التاريخ العماني الحافل بالإنجازات المتوالية؛ ذلك أنه اليوم الذي شهد ولادة أحد أعظم الرجال الذين غيّروا مجرى التاريخ في هذا البلد العريق، وأداروا جهة بوصلته نحو الملاحم العِظام، والإنجازات الكبيرة، وعبروا به محيط التحدّيات الصعبة.
لذا فلم يمر ذلك اليوم مرور الكرام، وبرغم صعوبة التواصل وقتها، وضعف وسائل الإعلام والاتصال؛ إلا أن المجتمع حينها تفاعل معه بفرح، واتخذه البعض مناسبةً يؤرخون بها بعض أحداثهم، وقيّدت جدران دراويز القلاع واسطوانات المساجد تاريخ تلك المناسبة، وكانت عديد من الخطابات المتبادلة بين أفراد المجتمع تشير لها في مناسباتٍ عديدة.
“أثير” تعرض في هذا التقرير لجانبٍ من الأحداث المتعلقة بيوم مولد السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله- وتورد نماذج من بعض الرسائل والخطابات المتعلقة به، وتعرج على بشارة الفرحة بمولده وطريقة إيصال الخبر من صلالة لمسقط. تاريخ مولد السلطان هناك خطاب مؤرخ بتاريخ الخامس من ذي القعدة سنة 1359هـ من السلطان سعيد بن تيمور إلى الحاج الزبير بن علي يشير فيه إلى تاريخ ولادة السلطان قابوس حفظه الله “.. والأمر كما بلغنا عن وصول بدن من المحروسة ظفار في مساء هذا اليوم قبيل مضيّنا لافتتاح المدرسة السعيدية وقد جاءتنا بعض كتب من هناك مبشرةً بحدوث مولودٍ ذكرٍ لنا، وقد سميناه ” قابوسا” وكان ميلاده في يوم 17 شوال المنصرم”. ثم يمضي السلطان في خطابه ليؤكد على الفرحة الكبيرة والسعادة التي غمرته بولادة ابنه كاتبا “.. وقد سررنا بهذا النبأ سرورا لا مزيد عليه، ونسأل الله الكريم أن يمد في عمره ويبارك فيه ويمكّننا بتربيته وتثقيفه على الوجه الأكمل إن شاء الله ”
تهاني شيوخ القبائل نظرًا لأهمية المناسبة فقد توالت على السلطان سعيد بن تيمور العديد من رسائل التهاني من الشيوخ وأعيان البلاد، ونعرض هنا نموذجًا لإحدى تلك الرسائل، ففي رسالة مؤرخة بتاريخ 17 ربيع الآخر سنة 1360 هـ يرد السلطان سعيد بن تيمور على رسالة تهنئةٍ وصلت له من الشيخ هاشل بن راشد المسكري أحد الزعماء العمانيين البارزين وقتها، وهو شيخٌ قبَليّ، ورجل إصلاحٍ بارز، وصحفيّ معروف وبالأخص كتاباته في جريدة (الفلَق) التي كانت تصدر في زنجبار وتصل أعدادها إلى الجزء الآسيوي من القطر العماني. “جناب الشيخ المحب هاشل بن راشد المسكري حرسه الله تعالى.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته محبك يحمد الله الكريم على نعمه السابغة وألطافه الوافرة لا زلت في صحة وعافية.. وبعد فقد تناولنا كتابك المحرر في 24 المحرم سنة 1360 هـ ونشكرك على تهنئتك بميلاد ولدنا قابوس وعلى دعائك الصالح له..”
تهاني الوكلاء السياسيين البريطانيين لم يكن حدثٌ مهم كهذا ليمر مرور الكرام في الأوساط الإقليمية، فقد أشارت العديد من التقارير والمراسلات والمخاطبات الخاصة بالممثلين السياسيين للدول ذات المصالح في الخليج إلى مناسبة مولد السلطان قابوس في أكثر من تقريرٍ وخطاب، وهنا نعرض نموذجًا لإحداها؛ ففي نسخة مقتطفة من ملخص الاستخبارات في مسقط رقم 23 للفترة ما بين 1-15 ديسمبر 1940 يشير الرائد توم هيكينبوثام الوكيل السياسي الذي عمل في عدة دول ومناطق بالخليج من بينها البحرين إلى أنه ” في ظهيرة يوم 4 ديسمبر، أبلغني السلطان أنه تلقى أخبارا من ظفار مفادها أن زوجته هناك أنجبت ولدًا، وكان السلطان سعيدا للغاية وقال ان ابنه سيعرف باسم قابوس”. ثم يعبر هيكينبوثام عن سعادته بهذه المناسبة من خلال خطابٍ أرسله إلى السلطان كتب فيه: “صديقي العزيز.. الأخبار التي قدمتها لي بعد ظهر هذا اليوم منحتني الكثير من السعادة، اسمح لي أن أقدم لكم خالص تهنياتي لولادة ابنكم، وأدعو الله أن يحميه حتى يبرهن لك أنه يساعدك في عملك من أجل تقدم شعبك وبلدك، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.. هيكينبوثهام”.
قصة البَدَن الذي حمل البشارة بحسب رواية الباحث سعيد بن خالد العمري فإن أحد خدم السلطان سعيد وصل بورقةٍ من والي ظفار حمود بن حمد بن بريك الغافري إلى السيد علي بن سالم البوسعيدي نائب والي مرباط يبلغه بولادة السلطان قابوس، وكان السلطان سعيد وقتها في مسقط، ويطلب منه نقل البشارة إلى مسقط في خشب أهل مرباط السريعة الإبحار، وذهب الخادم برسالته في بدَن (سفينة) النوخذا مبارك بن بخيت المعلّم، واستغرقت الرحلة بحرا وبرا نحو 20 يوما.
علي بن ضبعان هو أحد الرجال من ظفار، وتشير الروايات إلى أنه قام بحمل رسالة البشارة بمولد السلطان قابوس برا من ظفار إلى مسقط، وبينما تذهب بعض الروايات إلى أنه أول من بشّر بمولد السلطان وسبق السفن التي تحمل البشارة، فإن هناك رواية أخرى تشير إلى أن علي بن ضبعان لما نزل من عقبة مسقط سمع ضرب المدافع من قصر العلم، أي إن بدن النوخذه المعلّم سبقه بالوصول.
المراجع 1- العمري، سعيد بن خالد. معلومات حول بدَن البشارة، تواصل هاتفي، مساء الخميس 14 نوفمبر 2019. 2- مكتبة قطر الرقمية. تقارير تتناول الوضع في عمان عام 1940، www.qdl.qa. 3- مصدر خطاب السلطان سعيد للشيخ هاشل المسكري من صفحة ناصر بن محمد الريامي @nasserriyamy بتويتر. 4- مصدر الوثائق الانجليزية مكتبة قطر الرقمية، وأرشيف الباحث عبد الله بن علي المخيني. 5- مصدر خطاب السلطان سعيد للحاج الزبير بن علي وبقية الصوَر من شبكة المعلومات العالمية. |
أثير- تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
لم يكن يوم السابع عشر من شوال 1359هـ الموافق الثامن عشر من نوفمبر 1940م باليوم العادي في سِفر التاريخ العماني الحافل بالإنجازات المتوالية؛ ذلك أنه اليوم الذي شهد ولادة أحد أعظم الرجال الذين غيّروا مجرى التاريخ في هذا البلد العريق، وأداروا جهة بوصلته نحو الملاحم العِظام، والإنجازات الكبيرة، وعبروا به محيط التحدّيات الصعبة.
لذا فلم يمر ذلك اليوم مرور الكرام، وبرغم صعوبة التواصل وقتها، وضعف وسائل الإعلام والاتصال؛ إلا أن المجتمع حينها تفاعل معه بفرح، واتخذه البعض مناسبةً يؤرخون بها بعض أحداثهم، وقيّدت جدران دراويز القلاع واسطوانات المساجد تاريخ تلك المناسبة، وكانت عديد من الخطابات المتبادلة بين أفراد المجتمع تشير لها في مناسباتٍ عديدة.
“أثير” تعرض في هذا التقرير لجانبٍ من الأحداث المتعلقة بيوم مولد السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله- وتورد نماذج من بعض الرسائل والخطابات المتعلقة به، وتعرج على بشارة الفرحة بمولده وطريقة إيصال الخبر من صلالة لمسقط.
تاريخ مولد السلطان
هناك خطاب مؤرخ بتاريخ الخامس من ذي القعدة سنة 1359هـ من السلطان سعيد بن تيمور إلى الحاج الزبير بن علي يشير فيه إلى تاريخ ولادة السلطان قابوس حفظه الله “.. والأمر كما بلغنا عن وصول بدن من المحروسة ظفار في مساء هذا اليوم قبيل مضيّنا لافتتاح المدرسة السعيدية وقد جاءتنا بعض كتب من هناك مبشرةً بحدوث مولودٍ ذكرٍ لنا، وقد سميناه ” قابوسا” وكان ميلاده في يوم 17 شوال المنصرم”.
ثم يمضي السلطان في خطابه ليؤكد على الفرحة الكبيرة والسعادة التي غمرته بولادة ابنه كاتبا “.. وقد سررنا بهذا النبأ سرورا لا مزيد عليه، ونسأل الله الكريم أن يمد في عمره ويبارك فيه ويمكّننا بتربيته وتثقيفه على الوجه الأكمل إن شاء الله ”
تهاني شيوخ القبائل
نظرًا لأهمية المناسبة فقد توالت على السلطان سعيد بن تيمور العديد من رسائل التهاني من الشيوخ وأعيان البلاد، ونعرض هنا نموذجًا لإحدى تلك الرسائل، ففي رسالة مؤرخة بتاريخ 17 ربيع الآخر سنة 1360 هـ يرد السلطان سعيد بن تيمور على رسالة تهنئةٍ وصلت له من الشيخ هاشل بن راشد المسكري أحد الزعماء العمانيين البارزين وقتها، وهو شيخٌ قبَليّ، ورجل إصلاحٍ بارز، وصحفيّ معروف وبالأخص كتاباته في جريدة (الفلَق) التي كانت تصدر في زنجبار وتصل أعدادها إلى الجزء الآسيوي من القطر العماني.
“جناب الشيخ المحب هاشل بن راشد المسكري حرسه الله تعالى..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبك يحمد الله الكريم على نعمه السابغة وألطافه الوافرة لا زلت في صحة وعافية.. وبعد فقد تناولنا كتابك المحرر في 24 المحرم سنة 1360 هـ ونشكرك على تهنئتك بميلاد ولدنا قابوس وعلى دعائك الصالح له..”
تهاني الوكلاء السياسيين البريطانيين
لم يكن حدثٌ مهم كهذا ليمر مرور الكرام في الأوساط الإقليمية، فقد أشارت العديد من التقارير والمراسلات والمخاطبات الخاصة بالممثلين السياسيين للدول ذات المصالح في الخليج إلى مناسبة مولد السلطان قابوس في أكثر من تقريرٍ وخطاب، وهنا نعرض نموذجًا لإحداها؛ ففي نسخة مقتطفة من ملخص الاستخبارات في مسقط رقم 23 للفترة ما بين 1-15 ديسمبر 1940 يشير الرائد توم هيكينبوثام الوكيل السياسي الذي عمل في عدة دول ومناطق بالخليج من بينها البحرين إلى أنه ” في ظهيرة يوم 4 ديسمبر، أبلغني السلطان أنه تلقى أخبارا من ظفار مفادها أن زوجته هناك أنجبت ولدًا، وكان السلطان سعيدا للغاية وقال ان ابنه سيعرف باسم قابوس”.
ثم يعبر هيكينبوثام عن سعادته بهذه المناسبة من خلال خطابٍ أرسله إلى السلطان كتب فيه: “صديقي العزيز.. الأخبار التي قدمتها لي بعد ظهر هذا اليوم منحتني الكثير من السعادة، اسمح لي أن أقدم لكم خالص تهنياتي لولادة ابنكم، وأدعو الله أن يحميه حتى يبرهن لك أنه يساعدك في عملك من أجل تقدم شعبك وبلدك، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.. هيكينبوثهام”.
قصة البَدَن الذي حمل البشارة
بحسب رواية الباحث سعيد بن خالد العمري فإن أحد خدم السلطان سعيد وصل بورقةٍ من والي ظفار حمود بن حمد بن بريك الغافري إلى السيد علي بن سالم البوسعيدي نائب والي مرباط يبلغه بولادة السلطان قابوس، وكان السلطان سعيد وقتها في مسقط، ويطلب منه نقل البشارة إلى مسقط في خشب أهل مرباط السريعة الإبحار، وذهب الخادم برسالته في بدَن (سفينة) النوخذا مبارك بن بخيت المعلّم، واستغرقت الرحلة بحرا وبرا نحو 20 يوما.
علي بن ضبعان
هو أحد الرجال من ظفار، وتشير الروايات إلى أنه قام بحمل رسالة البشارة بمولد السلطان قابوس برا من ظفار إلى مسقط، وبينما تذهب بعض الروايات إلى أنه أول من بشّر بمولد السلطان وسبق السفن التي تحمل البشارة، فإن هناك رواية أخرى تشير إلى أن علي بن ضبعان لما نزل من عقبة مسقط سمع ضرب المدافع من قصر العلم، أي إن بدن النوخذه المعلّم سبقه بالوصول.
المراجع
1- العمري، سعيد بن خالد. معلومات حول بدَن البشارة، تواصل هاتفي، مساء الخميس 14 نوفمبر 2019.
2- مكتبة قطر الرقمية. تقارير تتناول الوضع في عمان عام 1940، www.qdl.qa.
3- مصدر خطاب السلطان سعيد للشيخ هاشل المسكري من صفحة ناصر بن محمد الريامي @nasserriyamy بتويتر.
4- مصدر الوثائق الانجليزية مكتبة قطر الرقمية، وأرشيف الباحث عبد الله بن علي المخيني.
5- مصدر خطاب السلطان سعيد للحاج الزبير بن علي وبقية الصوَر من شبكة المعلومات العالمية.
أثير- تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
لم يكن يوم السابع عشر من شوال 1359هـ الموافق الثامن عشر من نوفمبر 1940م باليوم العادي في سِفر التاريخ العماني الحافل بالإنجازات المتوالية؛ ذلك أنه اليوم الذي شهد ولادة أحد أعظم الرجال الذين غيّروا مجرى التاريخ في هذا البلد العريق، وأداروا جهة بوصلته نحو الملاحم العِظام، والإنجازات الكبيرة، وعبروا به محيط التحدّيات الصعبة.
لذا فلم يمر ذلك اليوم مرور الكرام، وبرغم صعوبة التواصل وقتها، وضعف وسائل الإعلام والاتصال؛ إلا أن المجتمع حينها تفاعل معه بفرح، واتخذه البعض مناسبةً يؤرخون بها بعض أحداثهم، وقيّدت جدران دراويز القلاع واسطوانات المساجد تاريخ تلك المناسبة، وكانت عديد من الخطابات المتبادلة بين أفراد المجتمع تشير لها في مناسباتٍ عديدة.
“أثير” تعرض في هذا التقرير لجانبٍ من الأحداث المتعلقة بيوم مولد السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله- وتورد نماذج من بعض الرسائل والخطابات المتعلقة به، وتعرج على بشارة الفرحة بمولده وطريقة إيصال الخبر من صلالة لمسقط.
“أثير”
تاريخ مولد السلطان
هناك خطاب مؤرخ بتاريخ الخامس من ذي القعدة سنة 1359هـ من السلطان سعيد بن تيمور إلى الحاج الزبير بن علي يشير فيه إلى تاريخ ولادة السلطان قابوس حفظه الله “.. والأمر كما بلغنا عن وصول بدن من المحروسة ظفار في مساء هذا اليوم قبيل مضيّنا لافتتاح المدرسة السعيدية وقد جاءتنا بعض كتب من هناك مبشرةً بحدوث مولودٍ ذكرٍ لنا، وقد سميناه ” قابوسا” وكان ميلاده في يوم 17 شوال المنصرم”.
ثم يمضي السلطان في خطابه ليؤكد على الفرحة الكبيرة والسعادة التي غمرته بولادة ابنه كاتبا “.. وقد سررنا بهذا النبأ سرورا لا مزيد عليه، ونسأل الله الكريم أن يمد في عمره ويبارك فيه ويمكّننا بتربيته وتثقيفه على الوجه الأكمل إن شاء الله ”
تهاني شيوخ القبائل
نظرًا لأهمية المناسبة فقد توالت على السلطان سعيد بن تيمور العديد من رسائل التهاني من الشيوخ وأعيان البلاد، ونعرض هنا نموذجًا لإحدى تلك الرسائل، ففي رسالة مؤرخة بتاريخ 17 ربيع الآخر سنة 1360 هـ يرد السلطان سعيد بن تيمور على رسالة تهنئةٍ وصلت له من الشيخ هاشل بن راشد المسكري أحد الزعماء العمانيين البارزين وقتها، وهو شيخٌ قبَليّ، ورجل إصلاحٍ بارز، وصحفيّ معروف وبالأخص كتاباته في جريدة (الفلَق) التي كانت تصدر في زنجبار وتصل أعدادها إلى الجزء الآسيوي من القطر العماني.
“جناب الشيخ المحب هاشل بن راشد المسكري حرسه الله تعالى..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبك يحمد الله الكريم على نعمه السابغة وألطافه الوافرة لا زلت في صحة وعافية.. وبعد فقد تناولنا كتابك المحرر في 24 المحرم سنة 1360 هـ ونشكرك على تهنئتك بميلاد ولدنا قابوس وعلى دعائك الصالح له..”
تهاني الوكلاء السياسيين البريطانيين
لم يكن حدثٌ مهم كهذا ليمر مرور الكرام في الأوساط الإقليمية، فقد أشارت العديد من التقارير والمراسلات والمخاطبات الخاصة بالممثلين السياسيين للدول ذات المصالح في الخليج إلى مناسبة مولد السلطان قابوس في أكثر من تقريرٍ وخطاب، وهنا نعرض نموذجًا لإحداها؛ ففي نسخة مقتطفة من ملخص الاستخبارات في مسقط رقم 23 للفترة ما بين 1-15 ديسمبر 1940 يشير الرائد توم هيكينبوثام الوكيل السياسي الذي عمل في عدة دول ومناطق بالخليج من بينها البحرين إلى أنه ” في ظهيرة يوم 4 ديسمبر، أبلغني السلطان أنه تلقى أخبارا من ظفار مفادها أن زوجته هناك أنجبت ولدًا، وكان السلطان سعيدا للغاية وقال ان ابنه سيعرف باسم قابوس”.
ثم يعبر هيكينبوثام عن سعادته بهذه المناسبة من خلال خطابٍ أرسله إلى السلطان كتب فيه: “صديقي العزيز.. الأخبار التي قدمتها لي بعد ظهر هذا اليوم منحتني الكثير من السعادة، اسمح لي أن أقدم لكم خالص تهنياتي لولادة ابنكم، وأدعو الله أن يحميه حتى يبرهن لك أنه يساعدك في عملك من أجل تقدم شعبك وبلدك، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.. هيكينبوثهام”.
قصة البَدَن الذي حمل البشارة
بحسب رواية الباحث سعيد بن خالد العمري فإن أحد خدم السلطان سعيد وصل بورقةٍ من والي ظفار حمود بن حمد بن بريك الغافري إلى السيد علي بن سالم البوسعيدي نائب والي مرباط يبلغه بولادة السلطان قابوس، وكان السلطان سعيد وقتها في مسقط، ويطلب منه نقل البشارة إلى مسقط في خشب أهل مرباط السريعة الإبحار، وذهب الخادم برسالته في بدَن (سفينة) النوخذا مبارك بن بخيت المعلّم، واستغرقت الرحلة بحرا وبرا نحو 20 يوما.
علي بن ضبعان
هو أحد الرجال من ظفار، وتشير الروايات إلى أنه قام بحمل رسالة البشارة بمولد السلطان قابوس برا من ظفار إلى مسقط، وبينما تذهب بعض الروايات إلى أنه أول من بشّر بمولد السلطان وسبق السفن التي تحمل البشارة، فإن هناك رواية أخرى تشير إلى أن علي بن ضبعان لما نزل من عقبة مسقط سمع ضرب المدافع من قصر العلم، أي إن بدن النوخذه المعلّم سبقه بالوصول.
المراجع
1- العمري، سعيد بن خالد. معلومات حول بدَن البشارة، تواصل هاتفي، مساء الخميس 14 نوفمبر 2019.
2- مكتبة قطر الرقمية. تقارير تتناول الوضع في عمان عام 1940، www.qdl.qa.
3- مصدر خطاب السلطان سعيد للشيخ هاشل المسكري من صفحة ناصر بن محمد الريامي @nasserriyamy بتويتر.
4- مصدر الوثائق الانجليزية مكتبة قطر الرقمية، وأرشيف الباحث عبد الله بن علي المخيني.
5- مصدر خطاب السلطان سعيد للحاج الزبير بن علي وبقية الصوَر من شبكة المعلومات العالمية.
