أثير- سيف المعولي
اتفقت العائلة المالكة على فتح رسالة مولانا السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه لتثبيت سلطان البلاد الجديد، دون انتظار انتهاء المدة التي حددها لهم النظام الأساسي للدولة بثلاثة أيام، في موقف يؤكد حرص العائلة الكريمة على عُمان أولًا وأخيرًا.
وحملت رسالة والدنا -طيّب الله ثراه- تفاصيل عديدة يُمكن ملاحظتها في التالي:
١- الاستفتاح بالقرآن
بدأت الرسالة بالآية رقم 4 مِن سورة الممتحنة “ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير” ثم “الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه”.
١- الاستفتاح بالقرآن
٢- التذكير بعظم الأمانة
” فقد حملكم النظام الأساسي للدولة أمانة عظيمة، وكلفكم مهمة جسيمة، بإسناده إلى مجلسكم الموقر مسؤولية تحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم وذلك خلال الثلاثة أيام من شغور منصب السلطان”.
٣- الفرضية حسب النظام الأساسي
“وحيث إن مجلسكم الموقر لم يتفق على اختيار سلطان للبلاد في المدة التي حددها النظام الأساسي للدولة”، وهنا إشارة إلى المادة رقم 6 مِن النظام الأساسي للدولة التي نصّت بـ ” يقوم مجلـس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تـنتـقل إليه ولاية الحكم. فإذا لم يتـفق مجلس العائلة المالكة على اختيار سلطـان للبلاد قام مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه بتثبيت من أشار به السلطان فـي رسالته إلى مجلس العائلة”
٤- الإشارة إلى الاسم
“فإننا بعد التوكل على الله، ورغبةً منا في ضمان استقرار البلاد؛ نُشير بأن يتولى الحكم السيد هيثم بن طارق”
٥- تعليل الاختيار والدعاء
“وذلك لما توسمنا فيه من صفاتٍ وقدراتٍ تُؤهله لحمل هذه الأمانة، وإننا إذ نضرعُ إلى الله العلي القدير أن يكون عند حسن الظن الذي دعانا إلى اختياره، والثقة التي دفعتنا إلى تقديمه”.
٦- 5 دعوات
فإننا ندعوكم جميعًا إلى:
– مبايعته على الطاعة في العُسر واليُسر، والمنشطِ والمكره؛ وهنا اقتباس؛ فعن أبي الوليد عبادة بن الصامت قال: “بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، ومعنى المنشط والمكره أي في حال إقبال النفس وميلها إلى الشيء المأمور به، أو في حال تقاعدها وتثاقلها في ذلك الأمر، بمعنى أنه يطيع في الأشياء التي يحبها ويميل إليها وكذلك يطيع في الأشياء الأخرى”.
– وأن تكونوا له السند المتين، والناصح الأمين،
– مُعتصمين دائمًا تحت قيادته بوحدة الصف، والكلمة، والهدف، والمصير.
– متجنبين كل أسباب الشقاق والفرقة، والتنديد والتناحر
– وختم الوصايا بالآية رقم 46 مِن سورة الأنفال “وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ” صدق الله العظيم.
٦- 5 دعوات
٧- ختام الرسالة: وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قابوس بن سعيد”.
يُذكر أن قراءة رسالة والدنا السلطان قابوس طيّب الله ثراه كانت يوم السبت في جلسة مشتركة بين مجلس العائلة الكريمة ومجلس الدفاع، حيث جاء نصها كاملا: “ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أصحاب السمو أعضاء مجلس العائلة الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقد حملكم النظام الأساسي للدولة أمانة عظيمة، وكلفكم مهمة جسيمة، بإسناده إلى مجلسكم الموقر مسؤولية تحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم وذلك خلال الثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، وحيث إن مجلسكم الموقر لم يتفق على اختيار سلطان للبلاد في المدة التي حددها النظام الأساسي للدولة، فإننا بعد التوكل على الله، ورغبةً منا في ضمان استقرار البلاد؛ نُشير بأن يتولى الحكم السيد هيثم بن طارق؛ وذلك لما توسمنا فيه من صفاتٍ وقدراتٍ تُؤهله لحمل هذه الأمانة. وإننا إذ نضرعُ إلى الله العلي القدير أن يكون عند حسن الظن الذي دعانا إلى اختياره، والثقة التي دفعتنا إلى تقديمه، فإننا ندعوكم جميعًا إلى مبايعته على الطاعة في العُسر واليُسر، والمنشطِ والمكره، وأن تكونوا له السند المتين، والناصح الأمين، مُعتصمين دائمًا تحت قيادته بوحدة الصف، والكلمة، والهدف، والمصير، متجنبين كل أسباب الشقاق والفرقة، والتنديد والتناحر، عاملين بقوله تعالى “وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ” صدق الله العظيم. وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قابوس بن سعيد”.
وتُعدّ هذه الرسالة ضمن خمس رسائل موجهة من السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه-أربعة منها لمجلس العائلة الكريمة عبر مجلس الدفاع، وخامسة لمجلس الدفاع، حسبما أوضحه معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني الذي كان حاضرًا في الجلسة المشتركة بين مجلس العائلة والدفاع.