فضاءات

د.رجب العويسي يكتب: تحية فخر واعتزاز في يوم القوات المسلحة

د.رجب العويسي يكتب: تحية فخر واعتزاز في يوم القوات المسلحة
د.رجب العويسي يكتب: تحية فخر واعتزاز في يوم القوات المسلحة د.رجب العويسي يكتب: تحية فخر واعتزاز في يوم القوات المسلحة

د. رجب بن علي العويسي – خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

إذا كانت الأمم تحتفل بأمجادها الحضارية وذاكرتها التاريخية وأيامها الخالدة التي سطرت خلالها أروع نماذج البذل والعطاء والتضحية والفداء؛ فإن احتفال أبناء عمان الأشاوس وجندها المغاوير بيوم الحادي عشر من ديسمبر المجيد يوم النصر المؤزر، استحقاق وطني لقوات السلطان المسلحة على ما قدمته في ميادين الشرف والواجب المقدس، وما بذلته في سبيل عمان من تضحيات جسيمة، لترتفع راية الوطن في جبال ظفار الشماء، وتنطلق راية النصر معلنة مرحلة جديدة في حياة الأمة العمانية ، صنع منها يوم النصر مددا لبناء عمان المستقبل ونهضتها المتجددة.

د.رجب العويسي يكتب: تحية فخر واعتزاز في يوم القوات المسلحة
د.رجب العويسي يكتب: تحية فخر واعتزاز في يوم القوات المسلحة د.رجب العويسي يكتب: تحية فخر واعتزاز في يوم القوات المسلحة


لذلك فإن ما حمله هذا اليوم المجيد في رصيد الأمة العمانية من مفاخر وعزة وكرامة ونصر، وما أثبته في قاموس نهضتها المتجددة ومفرداتها الأصيلة من معالم الوحدة والتكاتف والتعاون والمسؤولية، شواهد إثبات رسمت للعُمانيين طريق التنمية وبناء النهضة وإنتاج القوة، نماذج رائعة في الوفاء للوطن والإسهام في التنمية والمشاركة في بناء لبنات التطوير، يد تبني ويد تحمل السلاح، فكان لها في مضمار العطاء خير شاهد، وفي محطات الإنجاز أصدق دليل، نهضة متجددة وعطاء يتدفق خيرا لهذا الوطن الغالي ، يسمو بالإنسان العماني في سموات الفخار، وينطلق بتراثه الماجد وحضارته العريقة لترسم للعالم طريق القوة في ظلال الأمن والسلام، وتؤسس مفهوم المواطنة الإيجابية في ظلال الولاء المتفرد للوطن وجلالة السلطان، دفاعا عن الأرض وصونا للكرامة وحماية للمقدسات الوطنية ، فانتصرت في أبناء عمان مسيرة العطاء وروح المسؤولية وأبجديات النهضة وأولويات العمل الوطني في ملحمة بطولية سيسجلها التاريخ بأحرف من نور وسينسج خيوطها الملهمة للأجيال القادمة بالمواقف العظيمة والتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء عمان الأشاوس لنهضة بلادهم بقيادة باني نهضتها ومفجر طاقتها ومؤسس دولتها وملهم نصرها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- الذي أسدل الستار على ملامح الفقر والعوز والبؤس وشظف العيش التي عاشها أبناء عمان قبل الثالث والعشرين من يوليو ، ونقل عمان إلى مرحلة جديدة هي استمرارية لما نعيشه اليوم من أمان وأمان ونهضة واستقرار وتنمية وازدهار.

د.رجب العويسي يكتب: تحية فخر واعتزاز في يوم القوات المسلحة
د.رجب العويسي يكتب: تحية فخر واعتزاز في يوم القوات المسلحة د.رجب العويسي يكتب: تحية فخر واعتزاز في يوم القوات المسلحة

وشكلت الفترة الواقعة ما بين الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970 والحادي عشر من ديسمبر المجيد من عام 1975، وما بعدها مرحلة حاسمة في رسم معالم الطريق وتحديد بوصلة الهدف وكيف استطاعت عمان بإمكاناتها المادية البسيطة أن تحقق النصر وتؤسس النهضة وتبني المستقبل، إنها الإرادة القوية الصامدة الممزوجة بالثقة والأمل التي منحت أبناء عمان دافع الانتصار وهم ينتظرون لحظة الحسم والنصر وكلمة الفصل وقول الحق ونهج العدل، لتعيش بلادهم في رخاء واستقرار، وليبنوا وطنهم على بصيرة من الأمر، وحكمة من النهج، واستشعار بموقع هذا الوطن الغالي في قلوبهم فكانوا خير من يحتضن الوطن في قلبه ويجسد المواطنة في خلده ويحمل الحياة في كفه انتصار للوطن ودفاعا عن مقدساته .

لقد ترك الحادي عشر من ديسمبر بصمة لن يخفت بريقها ولن يذهب أثرها ولن يضيع مددها ستبقى في ذاكرة الوطن الخالد روحا تنبض، وحياة تعطي لأبناء عمان مدد العطاء بلا توقف، وتهمس في ذاكرتهم حقيقة مفادها: أن الشعوب الحرة والآمنة والمطمئنة لن تقبل الهوان ولن تنكسر أمام الظلم ولن ترضخ للمؤامرة ولن تقبل بالتجزئة ولن تنال سيادتها التدخلات ، وهو ما أثبته العمانيون بفضل الله وإيمانهم الصادق بوطنهم وولائهم لجلالة السلطان التي عززت فيهم مبادئ الإيمان والثقة والعزيمة والصمود ، وهو ما جعل من هذا اليوم عيدا للأمة العمانية ومحطة استراحة لرد جميل قوات السلطان المسلحة لما قدمته في مسيرتها النضالية ورسمته في مهمتها الوطنية الشاقة وحققته من نصر الله لها ، فهو يوم فخر وعزة وكرامة، وفرح وسرور، بانتصار الوطن واستدامة الحياة.

وعليه فإن النصر المؤزر الذي حققته قوات السلطان المسلحة، محطة متجددة لانتصارات قادمة ونجاحات متواصلة على الأرض ، وأدت قوات السلطان المسلحة دورها البطولي في ميدان العطاء، ساهرة على ثغور الوطن الغالي، شاقة بين عرصاته الطاهرة وجوانبه الزاكية ومدنه وقراه وشواطئه وأوديته ، وبحاره وأفلاجه ورماله طريق التنمية وهي تبحر في أرض هذه الوطن، مساهمة في بناء المدارس، ناقلة المؤن والغذاء لمن هم في أعلى الجبال وبطون الأودية، عاملة على توفير مستلزمات الحياة والعيش الكريم للمحتاجين له في الأماكن البعيدة، فاتحة ثكناتها العسكرية لأبناء الوطن الغالي أمنا وأمانا وسلاما ووئاما حتى تهيأت الأرض العمانية لاستيعاب الواقع المتغير والتكيف مع الظروف الجديدة والتعايش مع التحولات المتناغمة مع طبيعة المرحلة لتتجه بعدها في طريقها إلى استقرار وكل شيء فيها يسير بانتظام.

أخيرا .. تحية ملؤها الفخر والاعتزاز والإجلال لقوات السلطان المسلحة بكل تشكيلاتها ووحداتها وألويتها في يوم القوات السنوي، ماضية بكل عزم واقتدار في مسيرة العطاء المتجدد والتنمية المتواصلة والتطوير المستمر في جاهزيتها وإمكاناتها وبرامجها، وأداء واجبها الوطني المقدس، صونا للوطن ومقدساته وحماية لأرضة وسمائه وبحاره، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه-.

Your Page Title