فضاءات

سهيل العوائد يكتب: “مصيرنا واحد، خليجنا واحد”؛ فهل نعي ذلك؟

سهيل العوائد يكتب: “مصيرنا واحد، خليجنا واحد”؛ فهل نعي ذلك؟
سهيل العوائد يكتب: “مصيرنا واحد، خليجنا واحد”؛ فهل نعي ذلك؟ سهيل العوائد يكتب: “مصيرنا واحد، خليجنا واحد”؛ فهل نعي ذلك؟

أثير- مكتب صلالة
كتب: سهيل العوائد


بالرغم من الاختلافات والتباينات بين القيادات في بعض القضايا السياسية، إلا أنه ينبغي علينا كشعوب خليجية أن نُحافط على علاقاتنا وترابطنا ومودتنا، وأن لا نُقحم أنفسنا وأبناءنا وأجيالنا في هذه الاختلافات؛ لأن الخلافات السياسية تنتهي والقيادات في النهاية مصيرها الاتفاق.

إنّ الأزمات والتباينات بين الحكومات أمر وارد، وهو في الحقيقة ليس أمرا غريبا في عالم السياسة، فالخلافات على المصالح أو النفوذ أو الحدود أو التوجهات أمر متوقع بين الحكومات، لكن ما لم يكن في الحسبان هو إنجرار الشعوب خلف هذه الخلافات.
فقد تابعنا بكل أسفٍ ما حدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي من تبادلٍ للاتهامات والتخوين والقذف والسُباب، وهذا الذي لم نكن نعرفه في ثقافتنا الخليجية العربية الأصيلة؛ فهذه اللغة دخيلة على مجتمعاتنا الخليجية.
هذ فضلا عن ديننا الإسلامي الحنيف الذي ينهانا عن السب واللعن والقذف، فكيف نُصّدر للعالم رسالة الإسلام والسلام والتسامح ونحن نرفضها مع أهلنا وإخواننا في الدين واللغة والنسب والجغرافيا؟


وكيف نُقنع العالم بتعاليم ديننا وأصالة أعرافنا ودماثة أخلاقنا ونحن لا نطبقها في خليجنا؟

هل من المنطق والحكمة أن تقحم الشعوب الخليجية نفسها في خلافات الحكومات؟

أم من المنطق والحكمة أن تضغط الشعوب الخليجية على حكوماتها في تقريب وجهات النظر ونبذ الخلافات والعمل على توحيد جبهتنا الداخلية الخليجية؟

إننا اليوم ونحن نتابع أحداث هذا العالم المضطرب أحوج ما نكون إلى وحدتنا الخليجية

وبصرف النظر عن أسباب ودوافع الخلافات بين الحكومات
إلا أننا كشعوب خليجية علينا أن ندفع بأنفسنا ومجتمعاتنا وحكوماتنا ومستقبلنا إلى التعاون والتآلف والتقارب فيما بيننا، وألا نسمح لأنفسنا أن نكون ضحية المعرفات الوهمية والحسابات المشبوهة والأجندة المدمرة، فالشعوب الحقيقية هي خط الدفاع الأول لأوطانها وهي صمّام أمانها، وهي التي تقف أمام كل محاولات الإختراق التي تستهدف دينها ووحدتها واستقرارها.


ولنا في القادة المؤسسين “طيب الله ثراهم” خيرُ شاهد حيث إستشعروا حجم التحديات والأخطار التي تحيط بنا في المنطقة، وأوجدوا لنا هذا الكيان الخليجي الموحد الذي أثبت قوته ووحدته ونجاحه عبر الأزمات المختلفة التي مرت عليه

فهل يُعقل أن نسعى إلى تدميره بأيدينا في حين تسعى الدول المتقدمة والقوية إلى بناء التحالفات والتكتلات والكيانات؟
وهل يُعقل أن نخسر كياننا العربي الخليجي الموحد المتبقي لنا؟


ألم نكتفِ من الحروب والدمار والخلافات في خارطتنا العربية؟

هل كانت الشعارات التي كنا نرددها مصيرنا واحد، وشعبنا واحد، مجرد شعارات إعلامية لا تمثل أحلامنا وطموحاتنا وواقعنا؟

بكل تأكيدٍ وفي كل بيتٍ خليجي هناك حلمٌ بالوحدة والتعاون والوِفاق
فيد الله مع الجماعة دائما
ولا يأكل الذئب من الغنم إلا القاصية
ولا يليق بنا ولا بتاريخنا ولا بتضحيات مؤسسي كياننا الخليحي الموحد، أن نأتي اليوم لنهدم هذا الكيان الذي يجمعنا



وإننا اليوم ونحن نتطلع إلى قمة خليجية مرتقبة تلم شمل الإخوة
فإننا نتطلع أيضا إلى وعي الشعوب في حماية وحدتها ومكتسباتها ومستقبلها وأجيالها، كما نتطلع إلى المثقفين والكتاب والإعلاميين والمشاهير بكف نشر الأذى على صفحاتهم فلا خير في ثقافة تنشر الفرقة والفتن والخلاف


ولا يُعقل ونحن نرى اليوم حجم التحديات والمشاكل والأزمات التي تعاني منها منطقتنا العربية أن نخلق لها أزمة أخرى

فالخارطة العربية مزدحمةٌ بالأزمات ولا يوجد مكان لأزمةٍ جديدة

في الختام ندعو الله أن يحفظ لنا خليجنا وأمننا واستقرارنا وأن ينعم على أوطاننا العربية والإسلامية بالأمن والخير والاستقرار والازدهار

ونترككم مع هذه الكلمات الخالدة لأحد مؤسسي هذا الكيان العربي حيث يقول “طيب الله ثراه” :

“ندعو جميع إخواننا القادة العرب إلى نبذ خلافاتهم جانبا والعمل بجدٍ وإخلاص على تحقيق أهداف التضامن العربي”

” قابوس بن سعيد”

Your Page Title