أثير – المختار الهنائي
الحرب الإعلامية أصبحت سلاحًا مؤثرًا في شتى الخلافات والقضايا، بل وأصبحت الدول تخصص موازنات ضخمة لتخوض وسط الفضاء الواسع من القنوات والمنصات الإعلامية وبما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، وحجم الدعم والمساندة لتلك الحملات ما هو إلا ذخيرة حية في قلب الحروب الإعلامية وسيطرتها على عقول العالم ككل، لإيصال وجهات النظر واستعطاف الناس.
في قضيتنا الفلسطينية جنود من مختلف أقطار عالمنا العربي، لمساندة إخوانهم في فلسطين، ومنذ اليوم الأول للاعتداءات الصهيونية في القدس احتلت القضية مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاعوا إعلاميا الانتصار للقضية الفلسطينية على المستوى العالمي، فتصدرت مواقع التواصل الاجتماعي بجميع منصاته، وتم تداول القضية بمختلف لغات العالم، حتى أصبح العالم أجمع يتداول اعتداءات قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني، كما تداول الانتصارات التي يسطرها رجال المقاومة الفلسطينية.
في هذا الموضوع نرصد للقارىء الكريم ملخصًا للحراك الافتراضي على منصات التواصل الاجتماعي وكيف نجح تدريجيًا في تصدر القضية الفلسطينية للمشهد العماني والعربي والعالمي.
بدأت القضية بعد إصدار محاكم للاحتلال الإسرائيلي قرارات بأحقية مجموعة مستوطنين إسرائيليين في المنازل الفلسطينية التي بنيت على أراضٍ كان يملكها يهود قبل حرب 1948 -حسب ادعاءاتهم- في حي الشيخ جراح، بدأ بعدها الفلسطينيين بالتظاهر وبث رسائل للعالم بعد الإعلان عن مخطط إسرائيلي يتضمن إخلاء بيوت من سكانها الفلسطينيين، وبناء 200 وحدة سكنية لإسكان مستوطنين يهود وسط هذا الحي العربي.
حي الشيخ جراح
تسبب الوضع في وقوع صدامات واشتباكات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين ومستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلية وأسفرت عن وقوع ضحايا بين الفلسطينيين، مباشرةً ظهر وسم #انقذوا_حي_الشيخ_جراح وتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبح “ترند” لعدة أيام بعد تغريدات تجاوزت المليون تغريدة خلال أقل من 5 أيام عبر منصة تويتر وحدها.
“ترند”
المليون
بعدها تم تداول وسم #لا_لتهويد_القدس فور محاولة قوات الاحتلال منع المصلين من دخول المسجد الأقصى ووقوع اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال مما أسفرت عن وقوع إصابات.
المسجد الأقصى
بعد انتشار صور لاقتحام المسجد الأقصى ومنع المصلين من دخوله، تصدرت مجموعة من الأوسمة (الهاشتاج) منصات التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر وفيسبوك وانستجرام منها (#فلسطين_قضية_الشرفاء ، #فلسطين_قضيتنا_الأولى ، #فلسطين_تقاوم، #فلسطين_قضيتي) .
أعلنت حركة حماس بأنه في حال عدم انسحاب قوات الاحتلال من المسجد الأقصى ستقوم بقصف تل أبيب، وهو ما حدث فعلا، وقامت كتائب القسام بقصف مناطق متفرقة في إسرائيل بعشرات الصواريخ أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، خرج خلالها وسم #غزة_تنتصر_للقدس
قوات الاحتلال ردت بقصف جوي عنيف على قطاع غزة طال عددًا من المواقع والمباني ما أدى إلى استشهاد العشرات من أهالي القطاع، حيث تم تداول وسم ( #غزة_تحت_القصف ) ثم وسم ( #غزة_تحت_العدوان )
)
بطولات كثيرة سطرها رجال المقاومة وتفاعل معها العالم أجمع في منصات التواصل الاجتماعي عبر وسم #غزة_تقاوم و #غزة_تضرب_تل_ابيب كما انتشر لاحقًا وسم #فلسطين_تنتصر بعد صور الدمار في إسرائيل ثم وسم #تل_ابيب_تحترق بعد انتشار صور لحرائق خلفتها صواريخ المقاومة، كما انتشر لاحقًا وسم #غزة_صامدة_وتقاوم بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع.
محليًا، تفاعل المغردون في مختلف منصات التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر، وحسب إحصائية بسيطة أجرتها “أثير” فقد تجاوزت التغريدات من الحسابات العمانية أكثر من نصف مليون تغريدة منذ بداية الأحداث هناك، أغلبها على الوسم الأعلى عربيًا #فلسطين_قضيتنا_الأولى .
كما بدأ المواطنون العمانيون التغريد على وسم #من_مسقط_إلى_القدس خلال فترة المظاهرات المؤيدة لوقف الاعتداء على حي الشيخ جراح، ثم على وسم #انا_عماني_ودمي_فلسطيني بعد سقوط أول شهيد من اخواننا الفلسطينيين، كما تصدر وسم #أنا_عُماني_أنا_مع_فلسطين على تويتر ثم وسم #شعارنا_سيفين_والقدس_عربية .
من جانب آخر قام مغردون عمانيون بحملة لحظر مشاهير التواصل الاجتماعي الذين لم يتفاعلوا مع القضية الفلسطينية، وتم تداول وسم #تبليك_مشاهير_الغفلة مع إشارة إلى مجموعة من الحسابات، كما تم تداول عدة أوسمة لحظر حسابات لم تدعم القضية الفلسطينية منها لمنصة على تويتر وحسابات شخصية أخرى.
عالميًا انتشرت مجموعة من الأوسمة (الهاشتاج) على الترند العالمي منها (IsraeliTerrorism ، #GazaUnderAttack ، #Palestine #FreePalestine ).
المي منها
(
IsraeliTerrorism ، #GazaUnderAttack ، #Palestine #FreePalestine
I
sraeliTerrorism ، #GazaUnderAttack ، #Palestine #FreePalestine
).
من جانب آخر رصدت مواقع التواصل الاجتماعي حالات لحذف فيسبوك المنشورات التي تهاجم إسرائيل وتدعم فلسطين، بسبب “انتهاك الحقوق المجتمعية” وفق تعليق فيسبوك بعد كل حذف لمنشور، كما قام بحظر مجموعة من الحسابات منها لمدة 24 ساعة وأخرى لمدة 30 يومًا، وانتشر بعدها وسم #فيسبوك_يدعم_الاحتلال .
من جانب آخر رصد
كذلك، رصدت “أثير” شكاوى من بعض الناشطين في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حيث قام الموقع بإخفاء عدد من التغريدات التي تتناول القضية، كم تم إغلاق بعض الحسابات مؤقتًا بسبب تفاعلها وإظهارها لمعاملة الاحتلال الغاشم للأخوة في فلسطين.
“أثير”
“تويتر”
كما قام المغردون بحملة لخفض تقييم تطبيق فيسبوك في المتجر، وانتشر وسم #حظر_فيسبوك وهو ما أدى إلى هبوط تقييم التطبيق من 4.2 نجمة إلى 2.1 حتى هذا الوقت.