أثير – نبيل المزروعي
ما أجمل وأروع أن تكون مصدرًا للسعادة وأن تفتح ممرًا خاصًا تظل قيمته باقية مُشكلةً “إرثًا وأثرًا طيبًا” في نفوس كل من حولنا، فالبحث عن السعادة على المستوييّن الشخصي والعام واستثمارها بما يُفيد المجتمع، سيعكس مدى قوة الترابط والثقة بين أفراد المجتمع العُماني الأصيل، والذي وجب على كل منّا أن يكون سندًا وذخرًا لبنيّ جلدته.
الأمل والإحساس الذي تشكّل لدى مجموعة من الطلبة الجامعيّين من مختلف جامعات وكليات السلطنة، في المبادرة إلى تأسيس تطبيق إلكتروني يُعنى بالصحة النفسية في السلطنة، تحت مسمى “ديتوكس- يُعيد للحياةِ حياة”، فكرة جاءت بعد ملامسة إحساس ومعاناة العديد من الطلبة من حولهم في الجامعات أو في مختلف المراحل الدراسية، ليكونوا لهم عونًا في الخروج من دهاليز الظلام إلى النور، ومتطوّعون في نشر المعرفة بالصحة والطبي النفسي وزيادة الوعي بالعلاج، ليعكسوا جهدهم ومثابرتهم في مقولة “من رحمِ المعاناة يوُلد الأمل”.
“أثير” تواصلت مع الطالبة بيان المرهوبية رئيسة اللجنة الإعلامية لفريق “ديتوكس” والتي قالت أن الهدف من التطبيق هو تخليص الطلبة والمجتمع بشكل عام من الغشاوة السوداء المتعلقة بالأمراض النفسية والطب النفسي وطرق العلاج، بالإضافة إلى زيادة الوعي في هذا المجال، وذلك استنادًا إلى الأرقام المسجلة سنويًا، مُضيفة: “نسعى في الفريق وبشكل خاص إلى الرقي بالصحة النفسية للطالب الجامعي، وأن نمد له يد العون حتى يستطيع الثبات والعطاء في مسيرته الدراسية”.
وأكدت المرهوبية أنه توجد أرقامٌ هائلة ومريبة تُسجل سنويًا في الصحفِ والمواقعِ العالمية، توضح أن أرواحٌ عديدة تفارقُ الحياة إزاء مرضٍ أو اضطرابٍ نفسي، بالإضافة إلى تهميش أرواحٍ نقية تعكس الكثير من المشاكل الاجتماعية والأكاديمية نتيجة لذلك، مما يُكلف دول العالم سنويًا خسارة مئات الآلاف من الأرواحِ التي من الممكن أن تكون سببًا في نهوضها، مُشيرة إلى أن بعض الدول هي الجانية على نفسها وأبنائها، بسبب عاداتها وتقاليدها وكذك مؤهلاتها الصحية.
وأضافت: من خلال معايشتنا للواقع ونسبة ما تشكله الأمراض والحالات النفسية في المجتمع المحلي، بالإضافة إلى الإحصاءات المتوفرة، كل هذه كانت سببًا رئيسًا في إنشاء هذا الفريقِ التطوعي “ديتوكس” ليكون الأرض الصلبة الخالية من الهشاشة، ويكون الجدار الثابت والمرجِع الحاضر لكل من يحتاج ولو لكلمةِ بسيطة تغير حياته للأفضل.
وعن “ديتوكس” وما يميزه، أجابت رئيسة اللجنة الإعلامية للفريق: أن التطبيق يُعد أول تطبيق يختص بالصحة النفسية في السلطنة بامتيازاتٍ وتقنيات عالية الجودة، إضافةً إلى خدماتٍ تعليمية وثقافية يتضمنها التطبيق، مع وجود مستشارين مختصين في نفس المجال وهو الهدف الأسمى للتطبيق، مُشيرة إلى أن التطبيق يتمتع بخصوصية عالية تمكّن المستخدم والزائر من استخدام التطبيق بكل ثقة وأريحية.
وأوضحت المرهوبية بأن الفريق سيعمل على نشر وإيصال التطبيق لأكبر شريحة مجتمعية، حيث لن يقتصر على فئة الشباب والطلاب بل جميع فئات المجتمع، كما سيتضمن تطبيق “ديتوكس” مكتبة مسموعة لذوي الإعاقة والاحتياجات السمعية، فالفريق يضم مجموعة من الطلبة المتطوعين والمتحفزين لعمل الخير ومساعدة الآخرين، بالإضافة إلى عددٍ من المستشاريين والأطباء النفسيين، الذي سيقدمون خدمة الاستشارات النفسية تطوعًا لخدمة الفريق والنهوض بالفكرة.
وحول الدعم والتعاون بين الفريق والمؤسسات العلمية والخدمية، قالت الطالبة بيان: حظي الفريق بدعم من مسابقة تنويل التابعة لجماعة خدمة المجتمع بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، وذلك من خلال تقديم العديد من الورش للفريق في مجال التطوع والعمل المنظم، إلى جانب مركز الإرشاد الطلابي، الذي أبدى ترحيبًا واسعًا بفكرة الفريق وقضيته، وقدم لنا مستشارون ذوي خبرة واسعة في الإرشاد النفسي الطلابي، والذين بدورهم سيقدمون المشورة الملائمة لكل قصة نفسية وكل مطبة تعثر يمكن أن يمر بها الطالب، كما أبدت كلية مجان الجامعية تعاونًا كبيرًا من أجل تسهيل مهمة الفريق.
وعن أهمية الجانب التطوعي للطلاب، قالت بيان المرهوبية رئيسة اللجنة الإعلامية لفريق “ديتوكس” : الجانب التطوعي أضاف لي الكثير شخصيًا، هذّبني أكثر وجعلني معطاءة ومحبة للحياة، لأن سعادة الغير لا تُقدر بأي ثمن وإن كانت شيئًا بسيطًا، الأمر الذي تنسى من خلاله التعب والوقت الذي قضيتهُ في إنجاز مهمتك على أكمل وجه، ويكفينا قول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم”.
مواقع للتواصل :
مواقع للتواصل :
Instagram: detox.team
Twitter: thedetoxteam
رابط استقبال الاستشارات:
https://tellonym.me/Detox2