أخبار

سلطنة عُمان: “موطن الأحرار هبي وارفعي صرح الخلود “

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

ياسر السلامي

تحتفي الأمم بذكرى أعيادها الوطنية، فيأتينا الثامن عشر من نوفمبر لتحيى سلطنة عُمان هذه الذكرى الاستثنائية المجيدة لتعبر عن الجسر المتواصل المتين لذكرى النهضة الحديثة المتجددة وضخامة ما يتم استكماله وبناؤه، وفي هذا العام ستتجسد المشاعر وسيستمر المشهد التاريخي في استعراض مهيب لقوات السلطان المسلحة وستؤدى التحية العسكرية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حين يعلن قائد طابور العرض العسكري بنداء الإيعاز بصوت رخيم “سلام لجلالة السلطان هيثم المعظم “.

إنه عرف مستقر في تقاليد الوطن والأسرة الحاكمة حيث يعد هذا الاحتفال السنوي رمز إجلال وإكبار لهذه المناسبة؛ فسلام المجد والخلود لك يا وطني في الذكرى الحادية والخمسين المجيدة للعيد الوطني لسلطنة عُمان.

إنها صفحة أمة مجيدة مستمرة لحضارة عُمانية عريقة، وسلسلة هرمية متوالية مترابطة لأسرة السلاطين والأئمة، قد صانتها نفوس طاهرة زكية فداء للوطن، ونسجت خيوط البناء كفوفا ناصعة بالولاء وثوابت إقدام راسخة بالمسير لا تنثني عزائمها. وفي هذا اليوم تصدح حناجرنا مع الجنود البواسل بنشيد قوات السلطان المسلحة وكل العمانيين ينشدون:
يا حي يا قيوم – احـفـظ لنا عمان
أبـيـة تــــدوم – وبالـعـلا تـــزان
يـظلـها الرخاء من خيره العـمـيم
فلتسلمي عمان – يا حـرة الـمـرام
حصونك الأمان – راياتك السـلام
عهداً لك الولاء يا موطني الكريم
شعارنا المصان – على مدى الزمان
الـلـه والأوطان – والعـز للســلطـان
بعزة الرحمن وهديه القويم






ولتحيا سلطنة عُمان وطن الأمن والأمان وعهدًا للرجال الصناديد الأباة. وليفتخر التاريخ والزمان بوطن السلام وعز الكرام وعهد السلاطين العِظام.

في هذا اليوم ومع بزوغ شعاع خيوط الشمس الذهبية المشرقة، وسكون أمواج بحر عُمان على سواحل موطن أسياد بحر العرب وربابنته ،وحين تصعد تلك الأنوار نحو عنان السماء معلنة الثامن عشر من نوفمبر يقسم الجنود الأوفياء الأشاوس قسم العهد في حضرة السلطان ” الإيمان بالله ، الولاء للسلطان، الذود عن الوطن ” وتردد معهم الأمة العمانية القسم بنشوة نوفمبرية مباركة مع الدعاء إلى الله تعالى أن يسعد الله العهد المتجدد بعيد سعيد مجيد يبتهي بجلال المشهد لإطلالة قائد الأمة العُمانية السلطان هيثم بن طارق المعظم – يحفظه الله بعينه التي لا تنام ويرعاه بكنفه الذي لا يضام – فامضِ بنا مولانا السلطان بثبات راسخ نحو المعالي فإن العمانيين لا يلفيهم الكلل يرتسمون من خطاك، فأينما يممت السفينة يسير الركب يأتمر بيمينك الغالية. وهكذا جادت قرائح شعراء الوطن معبرة بمصداقية لعهدكم الزاهر السعيد

فيا هيثم المجـد حلـق بنا إلى النجم ننساب كالأشهب
فنحن جنود بطاح الوغى تـديـن لـنا مـنـذ عهـد النبي
فهذي الغبيراء نادت لكم وهبوا إلى المجد والمكسب


وطني الكبير… سلطنة عُمان: مع حاضرنا نستذكر الماضي التليد في مسيرة البناء للدولة بمفاصلها التي قادتها الأسرة البوسعيدية بزعامة الإمام أحمد بن سعيد في العام ١٧٤٤م، قبل حوالي (٢٦٧) سنة، حين تقدم في إمامة الأمة وتولى قيادة دفة سفائن الخير والوحدة الوطنية للبناء والتطور فتنادى العمانيون تحت رايته، وركبوا عُباب البحر فيتساءل الركب ؟ ” لمن السفائن والعباب وراءها مثل الغبار، ومن الرجال المبحرون بكل عزم واقتداري، العابرون جوانب الدنيا بأشرعة الصواري؟ “، فيجيب التاريخ إنهم العُمانيون “أسياد البحار”، لم تكمد عزائمهم ولم تهن هممهم. فهكذا سرج الأجداد صهوات العلى بتفاؤل وإقدام لبناء إمبراطورية عمانية عظيمة. وإننا اليوم نستلهم من إقدامهم في بناء وطن مترامي الأطراف زاخر بالأمجاد. فكان ذلك غراس توارثته الأجيال المتعاقبة لبناء المستقبل بإيمان راسخ وإرادة صلبة ليكون يوم الثامن عشر من كل عام بداية لعطاء جديد وفق مبادئ راسخة، محافظين على كيان الوطن. وإن هذه الذكرى النوفمبرية الخالدة تستمر برؤية عصرية بناءة لمنجزات مكتسبة، وفي الوقت ذاته نستلهم منها بناء المستقبل بتعطش وثبات ورباطة جأش من أجل تحقيق الرؤية السامية لخطة عمان ٢٠٤٠ التي يقود مسيرتها مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم. فما أجاد به الشعر للتعبير عن هذه المسيرة

فحلق بها يا هـيثَم المجد عالـياً فإنكَ بالتَّحليقِ في المجدِ أعرفُ
كبيرٌ تلقى عن كبيرٍ زعـــــامةً تُشرِّفُهُ سُــلطانَها ويُشــــــــرِفُ
لك الامرُ بعد اللهِ يا هيثم الندى وانتَ بعـقـلٍ راســخ ٍ تتصرَّف


فمنذ فترة استقرار الدولة المدون في ذاكرة التراث الخالد قبل الإسلام، وظهور مركزها السياسي بامتدادها الجغرافي المسجى في سجل التاريخ وطن شامخ تليد في الصدارة، وحين يمتد السفر بين الأمم فإن سلطنة عُمان حضارة مستقلة بحدودها الجغرافية بالمعنى الواسع، جذورها عريقة ضاربة في التاريخ مع الحضارات وتعاقب الأمم في المدونات، وبهذا فقد تغنى شعراء الوطن:

عـمان أيا لحناً بحنجرة العـــــلا ويا بحراً جـود ماؤه لم يزل مـدا
عمان عمان العز والبأس والفدى ومهد البطولات التي تخلق المجدا
حِمى الأزد من قبل النبي محمدِ حِماك وكانوا لافتراس العدا أُسدا
فما جبنوا عزماً ولا وهنوا قوى ولا ضعفوا رأياً ولا قصروا رفدا



وطني العزيز: منذ أن سرج الأجداد الكرام العلى بتفاؤل لوطن تحمله أفئدة صلبة نابضة بإيمان رباني، تبني وتعمر بثبات واقتدار كما أوصانا به المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- باني نهضة عمان الحديثة بأن نمضي خلف القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم نحو بناء سلطنة عُمان المستقبل. فذلك عهداً قسمناه وطاعة بايعنا عليها بأن نكون صفا واحداً لا تنثني قاماتنا. وأن البيعة بميثاقها جارية على السمع والطاعة في العُسر واليُسر، والمنشطِ والمكره، وسيظل العمانيون جميعاً السند المتين، مُعتصمين دائمًا تحت قيادتكم الحكيمة بوحدة الصف، والكلمة، والهدف، والمصير. وقد ترنم الشعر المسجى في محراب الوطن طاعة …

أنت المحبة يا عمان ولا أرى من غير حبك يا عمان بديلا
كوني إذا حباً عظيماً خالداً كوني الرؤى كوني الصفاء دليلا


أبناء وطني الكرام يتعاقب العهد في مدوناتنا الوطنية بعزيمتنا الأبية وانتماؤنا المترسخ عبر الأزمان، ونحتفي بأعيادنا الوطنية لتحيا أُمتنا العمانية ووطننا الغالي سلطنة عمان حرة أبية عصية ” موطن الأحرار “سلطنة عمان” هبي وارفعي صرح الخلود “. ودمتم جميعاً في حفظ الله محفوفين بالأمن والأمان وكل عام والجميع بخير.

Your Page Title