خاص – مكتب أثير في تونس
حاوره: محمد الهادي الجزيري
صديق قديم عرفْته منذ طفولة القلم والموهبة، ثمّ افترقنا وصرتُ أتابع أخباره وأقرأ ما يُنتجه من ثقافة خاصة في مجال الصحافة، والصدفة وحدها قرّرت أن يطلّ عليّ عبر أدوات التواصل الاجتماعي، فكان اللقاء والودّ، وتهاطلت الذكريات خصوصا لمّا ذُكرت عُمان وأعلمني أنّه قضّى بها سنوات عديدة أوّل عهده بالسفر والتجريب، فأجريت معه هذا الحوار العفويّ…
معنا اليوم الصحفي التونسي والشاعر الروائي هشام الدمرجي ليحدّثنا عن مشرق الشمس وأصحابه وإقامته فيها:
– نعود عشرين سنة إلى الخلف، فنجدك في مسقط تعمل أخصائيا في علاج عيوب النطق بمدارس التربية الفكرية في نطاق التعاون الفنّي، فهلاّ حدثتنا عن تجربتك في عُمان؟
نعود عشرين سنة إلى الخلف، فنجدك في مسقط تعمل أخصائيا في علاج عيوب النطق بمدارس التربية الفكرية في نطاق التعاون الفنّي، فهلاّ حدثتنا عن تجربتك في عُمان؟
التحاقي بالعمل في السلطنة له قصة طريفة، فأثناء عملي بالإمارات قام وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بزيارة مكان عملي ورأوا طريقة شغلي، وعند مغادرة مكتبي تأخر وزير الشؤون الاجتماعية العماني وسألني لماذا تبخل علينا تونس بهذه الكفاءات في ميدان التربية الخاصة فأجبته بأن ذلك لقلة المختصين.
تذكرت ذلك لما عدت لتونس للعمل مراسلا لجريدة الاتحاد وفكرت في العودة للخليج العربي فسعيت مع وكالة التعاون الفني إلى فتح مجال التربية الخاصة وكنت من بين عشرة مختصين اخترتهم وبعضهم ما زال هناك إلى الآن وكانت تجربة شرفت تونس وأضافت لي الكثير على المستوى المهني فيكفي أن مديرتي في ذلك الوقت هي وزيرة التربية الآن في السلطنة الدكتورة مديحة الشيبانية، وحين عدت مجددا للإمارات تواصلت زياراتي للسلطنة حيث التاريخ والآثار والروائح والبحر الساحر الذي كان يصطاد قلبي قبل أن أصطاد سمكه.

كنت مشاركا فعّالا في الحياة الأدبية، فمن هي الأسماء التي راهنت عليها وأمسى لها صيت عربي؟
من أجمل الأماسي في شاطئ القرم بمسقط ذلك اللقاء الشهري مع ثلة من الأدباء منهم هلال العامري رحمه الله وسعيد الصقلاوي وحسن المطروشي وعبد الرزاق الربيعي وغيرهم.. وفي تلك الأمسيات كان لي شرف التعرف على الصديق هاني نديم، فعلاوة على الشعر كان الشواء يرافقنا وكانت صنارتي لا تغيب عن تلك الأمسيات الجميلة

– قضيت قرابة ستّ سنوات في مسقط ..فهل ربطت علاقات إنسانية وثقافية مع الوسط الثقافي في عُمان؟
صداقاتي متواصلة إلى الآن مع الإخوة في عمان وأستقبل البعض منهم هناك في دبي وهنا في تونس، فلقد كنت ضمن فريق مهرجان مسقط السينمائي الذي أهداني صداقات عديدة عمانية وعربية وعالمية.
– ما جديدك؟ في الشعر وفي مجال الصحافة، هل سنقرأ لك؟ هل تعدّ لنا شيئا ما؟
أستعد لنشر روايتين ومجموعة شعرية جديدة وبعض أعمال لأطفال التوحد، لقد صار من الصعب تحمل مصاريف الطباعة والنشر على الحساب ونحتاج لكثير من الصبر لنجد ناشر يتعاطف مع ما تكتب ويزكيه وينشره وهو الرابح في النهاية، وأختم بمقطع شعري أرجو أن يحظى بإعجاب قرّاء أثير:
قضيت قرابة ستّ سنوات في مسقط ..فهل ربطت علاقات إنسانية وثقافية مع الوسط الثقافي في عُمان؟
ما جديدك؟ في الشعر وفي مجال الصحافة، هل سنقرأ لك؟ هل تعدّ لنا شيئا ما؟
” تقاسمك الريح وحشتها مذ تأبطت جمر السفر والنساء اللواتي اشترينك ذات صباح شربن دماك وقهوتهن على عجل ومضين تدور.. وعيناك تجوبان هذا الفراغ وقلبك نافذة للمطر هو البرد أورق فيك فلا دثرتك القصيدة ولا أودع الدفء فيك جواز السفر “.

