مسقط-أثير
إعداد: سند بن حمد المحرزي
كانت المساجد في الماضي تمثّل مدارس ومعاهد تعليمية بمستويات وإمكانات متفاوتة، فمنها ما تمارس التعليم المبتدأ والمتوسط كتعليم القراءة والكتابة وتعليم قراءة القرءان ومبادئ علوم الشريعة… ومنها ما يكون بنظام تعليم متقدِّم في فنون علوم الشريعة واللغة والأدب إعدادا للعلماء والقضاة وأهل العلم وفي منتصف الستينيات من القرن المنصرم كان (مسجد الخور) بالعاصمة مسقط المحاذي لقصر العلم على موعد بأن يكون شبه جامعة حديثة لدراسة العلوم الشرعية بقيادة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي وكان في بدايات شبابه – أطال الله في عمره- بعد أن انتُدب للتعليم في مسقط بمسجد الخور – وكانت الدراسة في مسجد الخور قائمة قبل مقدم الشيخ أحمد الخليلي – فقام بذلك خير قيام وخرج على يده العلماء والفقهاء والشعراء وأهل الخبرة والدراية ورجال الدولة.


وفي حديثي مع سعادة الشيخ السفير الشاعر هلال بن سالم بن حمود السيابي عن تلك المرحلة الدراسية ببعض التفاصيل التي ذكرها، فسألته عن بعض الجوانب المهمة من ملامحها ، وجاءت إجاباته كالآتي:
المعلمون هم:
الشيخ أحمد بن حمد الخليلي والربيع بن المر
فدرسنا على الشيخ أحمد الخليلي
١ جوهر لنظام للشيخ
٢ بهجة الأنوار
٣ شرح طلعة الشمس
كل المؤلفات الثلاثة السابقة للعلامة الإمام نور الدين السالمي.
٤ أحاديث مسند الإمام الربيع.
ودرسنا على الربيع بن المر
١ تلقين الصبيان
٢ ملحة الإعراب وعلوم النحو
نظام التعليم
يقرأ أحد الطلاب والمعلم يشرح وهكذا في كل المواد.
* وقت التعليم:
الصباح الباكر إلى وقت صلاة الظهر وفي والمساء بعد صلاة العصر
الطلبة الذين درسوا – وهو أحدهم- :
– الشيخ محمد بن عبدالله الهنائي وإخوته عبدالملك وعبدالعزيز
-بدر بن سالم بن حمود السيابي
– السيد سعيد بن هلال البوسعيدي
– الشيخ أبو سرور
– أحمد بن سعيد بن محمد المحروقي
– أولاد يوسف بن سعيد الرواحي
– سعيد بن هاشم الهاشمي
– أحمد وعلي أبناء ناصر السلامي
وغيرهم ممن لم يتذكّرهم لحظة الحوار…
سنوات التعليم
قال الشيخ هلال بن سالم (أنا أكملت أربع سنوات والأكثر من الطلبة كذلك) وكما يبدو بأنه كانت خطة التعليم طويلة الأمد لمشروع مخرجات علمية أكبر.
وذكر الشيخ هلال بن سالم بأنه كانت هناك منحة مالية تشجيعية تحفيزية للطلاب قدرها ٢٠٠ روبية في كل شهر.
وكان السلطان سعيد بن تيمور والسيد أحمد بن إبراهيم ناظر الداخلية لهما اهتمام خاص بهذا التعليم وطموحات مخرجاته.
وما تزال مخرجات هذه الدراسة من هذا المسجد في خدمة الوطن؛ فمنهم العالم والقاضي والشاعر والمثقف والوزير والسفير والوكيل والوالي ومناصب مختلفة غير ذلك..
مميزات التعليم
هو تعليم وتربية دينية وعمانية للعادات والآداب والأعراف والتقاليد، وكذلك الجانب العلمي لم يكن فقط مجرد قراءة وشرح بل كانت هناك متابعة دقيقة من قِبَل الشيخ الخليلي والربيع للاطمئنان على التحصيل العلمي لدى الطلبة من خلال المراجعات وحفظ الشروح والمسائل.

كما أن مسجد الخور يصلي فيه السلطان وأسرته المالكة ورجال دولته في الأعياد والمناسبات الدينية. وما يزال تصلي فيه الأسرة الحاكمة ورجال الدولة الأعياد والمناسبات الدينية.
هذا كان باختصار ملامح التعليم في مسجد الخور ومخرجاته العلمية ورجاله.
فالمسجد مكان ينبغي الحرص على إخراج الأجيال عبره إضافة على التعليم المدرسي والجامعي، ولا بد من تنشيط الدور الثقافي في المساجد بالبرامج الهادفة والفعاليات المتنوعة والتعليم الصيفي الجادّ واستغلال أوقات الإجازات لتنشيط هذا الدور لتكون الأجيال على معرفة وتوعية كافية وطاقة علمية يستفيد منها الوطن في خدمته.