أثير – ريـمـا الشـيخ
الكثير منا معرّض لخطر الإصابة بالتواء الكاحل أثناء المشي أو ممارسة الرياضة، وحتى النساء اللاتي يرتدين الأحذية ذوات الكعب العالي لفترات طويلة؛ حيث يُعدّ التواء الكاحل من الإصابات الشائعة التي يجب الانتباه منها؛ فإذا ترك لفترة طويلة دون علاج فقد يؤدي ذلك إلى ارتخاء وتخلخل في مفصل الكاحل، فما مضاعفات التواء الكاحل وكيف يمكننا الوقاية منه؟
فما مضاعفات التواء الكاحل وكيف يمكننا الوقاية منه؟
الإجابة أوضحها الدكتور محمد المطاعني، استشاري جراحة العظام بمستشفى جامعة السلطان قابوس، خلال حديثه مع “أثير” قائلا بأن مفصل الكاحل يتكون عند التقاء عظمة الساق (القصبة) والشظية مع عظام القدم، وهناك عدة أربطة تربط هذه العظام مع بعضها، ويعتمد ثبات المفصل ومرونة الحركة على الأربطة الجانبية وغشاء المفصل، إضافة إلى العضلات التي تساعد في اتزان الحركة وتوازن محور الوزن حول الكاحل.

وأضاف: يحدث التواء الكاحل عند الالتفاف أو الدوران أو ثني الكاحل بطريقة غير مناسبة، مما يؤدي إلى إصابة في الأربطة الجانبية ( الداخلية أو الخارجية) أو الأربطة التي تربط القصبة مع الشظية اعتمادا على وضع الكاحل أثناء الالتواء، ولا شك بأن حدة الأصابة تختلف بحسب شدة الالتفاف، وقد تتراوح بين إصابات طفيفة ( تمزقات جزئية) إلى تمزق في الأربطة بشكل كامل وفي بعض الأحيان قد تحدث كسور في الكاحل بسبب الالتواء.
أما عن أعراض التواء الكاحل، فذكر بأنها قد تختلف باختلاف شدة الإصابة، وقد تتضمن آلاما خصوصا عند المشي، والتورم في منطقة الإصابة، والكدمات وعدم المقدرة على تحريك المفصل في النطاق كاملا، وكذلك عدم ثبات الكاحل.

وقال الدكتور بأن التواء الكاحل له أسباب عدة، فيحدث عند إجبار الكاحل على التحرك خارج وضعيته الطبيعية كالهبوط على القدم من ارتفاع وبشكل غير مستوٍ، أو الوقوع الذي قد يتسبب في الالتواء، كذلك المشي أو التمرين على أرضيات غير مستوية أو بسبب إصابات مباشرة على الكاحل أثناء حوادث السير أو غيرها من الحوادث.
وعن تشخيص الكاحل المصاب ذكر الدكتور بأنه يتم عن طريق أخذ المعلومات حول كيفية الإصابة ووضعية القدم والكاحل أثناء الإصابة، وبعد أخذ المعلومات الكافية يتم الفحص السريري حيث يتم التركيز على أماكن الألم ومعرفة ما إذا كان الكاحل ثابتا أم لا ( عادة يكون من الصعوبة معرفة ثبات الكاحل بسبب الآلام وعدم المقدرة من عمل فحص كامل)، وفي معظم الأوقات يتم عمل أشعة سينية للتأكد من عدم وجود أي كسر حول الكاحل.

وأضاف: في حالة عدم وجود كسور يقوم الطبيب المعالج بوضع جبيرة حول الكاحل أو دعامة تعمل على تثبيت الكاحل لمدة قد تصل إلى ٦ أسابيع يتخللها زيارات للطبيب لتقييم الوضع ومعرفة ما إذا كانت المدة كافية أو إذا كان بالإمكان ممارسة الحياة الطبيعية في وقت مبكر، كما نعلم الإصابات قد تختلف باختلاف شدتها والذي بدوره قد يجعل فترة الجبيرة أو الدعامة تختلف من شخص إلى آخر، وفي بعض الأوقات يتم عمل أشعة رنين مغناطيسي لمعرفة تفاصيل للأربطة والأنسجة حول الكحل ومدى شدة إصابتها والذي بدوره يساعد في الوصول إلى التشخيص الصحيح، وفي معظم الأوقات تلتئم الإصابات بشكل جيد مما لا يستدعي أي تدخلات أخرى.
وتطرق الدكتور إلى الحديث عن المضاعفات المحتملة عند حدوث التواء الكاحل، فقال: من المضاعفات التي قد تحدث هي تمزق الأربطة الجانبية الخارجية خصوصًا بشكل شائع مما يؤدي إلى ارتخاء شديد في الأربطة، الذي بدوره يضعف ثبات الكاحل ويؤدي إلى التواءات متكررة مما يستدعي التدخل الجراحي لتثبيت الكاحل، وقد يتأذى غضروف سطح المفصل عند الإصابة التي تؤدي إلى آلام مزمنة وتغيرات في المفصل تسبب الخشونة، وفي بعض الأحيان قد يكون الالتواء شديدا مما يؤدي إلى حدوث كسور حول الكاحل، ومن المضاعفات التي قد تحدث بعد فترة من الزمن بسبب الإصابات المتكررة أو تأثر غضروف سطح المفصل وعدم ثبات الكاحل هي مشكلة خشونة المفاصل.

وعن العلاجات الأولية عند الإصابة، أوضح الدكتور بأنه يجب اتباع بعض العلاجات التي تتضمن الراحة ورفع القدم واستخدام الثلج إضافة إلى استخدام دعامة مناسبة واستخدام العكاز في بعض الأحيان، وغالبا ما يكون المصاب قادرا على المشي على القدمين بعد الإصابة مباشرة إلى أنه في بعض الأحيان تكون إصابة بليغة ولا يقدر المصاب على المشي أو تحمل أي وزن على القدم، وبعد العلاجات الأولية يجب على المصاب زيارة أقرب مستشفى لتقييم الإصابة والتأكد من عدم وجود أي كسر في الكاحل الذي بدوره قد يغير طريقة العلاج .
وأكد الدكتور بأنه من الصعب تحديد مدة التشافي من الالتواء وذلك يعود إلى نوعية الإصابة وشدتها، فهناك إصابات قد تأخذ أسابيع للتعافي وأخرى تستغرق أشهرًا عدة، ومنها ما قد يؤدي إلى التواءات متكررة وتسبب عدم ثبات في الكاحل ما قد يستدعي تدخلا جراحيا لمعالجة الأربطة.
وحول استخدام الماء الساخن أو البارد في علاج التواء الكاحل، أوضح الدكتور: يفضل استخدام الثلج في بداية الإصابة للتقليل من تدفق الدم إلى المنطقة مما يساعد في تخفيف الآلام والتقليل من الورم، وما زال الخلاف قائما حول الأنسب بين الماء البارد أو الساخن في التخفيف من الآلام، وفي كلا الحالتين لا يعد علاجا بذاته وإنما مساعد في تخفيف الآلام.
وأضاف: على المصاب بالتواء الكاحل محاولة التعايش مع هذه المشكلة، فيجب التركيز على تفادي الالتواء من خلال العلاج الفيزيائي لتقوية العضلات وتعلم الاتزان، واستخدام الدعامات مهم جدًا، أما في حالة عدم التئام الأربطة وحدوث وتكرر الالتواء فإن التدخل الجراحي يعد الحل الأمثل.
وفي ختام حديثه مع ”أثير“، قال الدكتور محمد المطاعني بأن الوقاية من هذا النوع من الإصابات يعتمد على قوة العضلات في الأطراف السفلية التي تساعد على الاتزان، لهذا وجب الإحماء أو التهيئة قبل أي نشاط رياضي، وكذلك استخدام الأدوات الرياضية بالشكل الصحيح ولبس الأحذية المناسبة للنشاط الرياضي، كما أن الأشخاص الذين يعانون من التواءات سابقة يكونون أكثر عرضة لحدوث هذه المشكلة مما يترتب عليهم أخذ الحيطة والحذر عند ممارسة النشاط الرياضي.