رصد – أثير
إعداد: ريـمـا الشـيخ
إعداد: ريـمـا الشـيخ
تعد الأمطار المصدر الرئيس للمياه العذبة في سلطنة عمان، حيث يبلغ متوسط هطل الأمطار السنوي في الأماكن الساحلية والصحراوية في السلطنة أقل من 40 مم، وفي الأماكن الجبلية يبلغ 350 مم في العام، إذ يتسبب تباين الموقع الجغرافي والتضاريسي في حدوث اختلافات كبيرة في معدلات هطل الأمطار.
وقد أدى اختلاف التضاريس في بلادنا الحبيبة إلى اختلاف كبير في الظروف المناخية، فمتوسط الحرارة في شمال عمان مثلا ما بين ٣٢ و ٤٨مْ بين مايو وسبتمبر، وإلى ما بين ٢٦ و ٣٦مْ بين أكتوبر وإبريل، وترتفع الرطوبة النسبية في المناطق الساحلية وتقل في المناطق الداخلية، ومن ثم يرتفع معدل التبخر والنتح، وقد ترتفع الحرارة في المناطق الداخلية في بعض الأحيان لتصل إلى 50مْ، ويمكن أن تهبط في الشتاء لتصل إلى أقل من الصفر. أما ظفار فتتمتع بثبات نسبي في الحرارة، ولا تشهد اختلافا حادا بين أعلى درجة مئوية وأقلها.
وبسبب هذا الاختلاف في المناخ والتضاريس، اختلفت نسبة تشبع الهواء ببخار الماء واختلفت معدلات هطل الأمطار وتباين شدتها ومواسم هطلها، حيث يوجد في سلطنة عمان أنواع من الأمطار بسبب اختلاف المناخ والتضاريس فيها، وهذه الأنواع هي:
1. أمطار الأعاصير والعواصف المدارية.
2. الأمطار الموسمية الساحلية.
3. الأمطار الناتجة عن الرياح المحملة بالرطوبة والناشئة من المحيط الهندي وبحر العـرب.
4. الأمطار الناتجة عن الرياح الناشئة من شمال المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
فمن أين تأتي هذه الأمطار ومتى تحدث؟
فمن أين تأتي هذه الأمطار ومتى تحدث؟
”أثير“ رصدت للقارئ الكريم بعض المعلومات من كتاب الموسوعة العمانية حول هذه الأمطار.
أثير
أمطار الأعاصير والعواصف المدارية:
أمطار الأعاصير والعواصف المدارية:
هي الأمطار الآتية من بحر العرب والمحيط الهندي وتتساقط في الغالب بين يونيو ويوليو وبين أكتوبر ونوفمبر، وتحدث في المتوسط مرة كل ثلاث سنوات، وتؤدي إلى هطل أمطار غزيرة على السواحل الشرقية والجنوبية من شبه الجزيرة العربية، وقد ينتج عنها فيضانات كبيرة، مثلما حدث فـي 5 و6 يونيو ٢٠٠٧م، عندما ضرب الإعصار المداري «جونو» سواحل عمان الشرقية، ومنها مسقط، فأدى إلى أضرار بالغة نتيجة ارتفاع مستوى سطح ماء البحر وزيادة هطل الأمطار التي وصلت إلى منسوبات غير معهودة، إذ سجلت محطة قياس الأمطار في قريات 610 مم، وفي دماء والطائيين أكثر من 700 مـم في يوم واحد، وقد بلغت كميات المياه الناتجة عن هذه الأمطار ما يعادل 3.7 بليون متر مكعب.
الأمطار الموسمية (موسم الخريف):
الأمطار الموسمية (موسم الخريف):
أمطار تحدث من يونيو إلى سبتمبر في ظفار نتيجة هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، وهي تيارات هوائية موسمية مشبعة بالرطوبة تهبّ في اتجاه الجنوب الغربي، وتجلب كثيرا من الرذاذ والضباب والأمطار، ومتوسط هطل الأمطار ما بين 100 و 400 مم في السنة، ويطلق على الموسم الذي تسقط فيه هذه الأمطار في ظفار موسم الخريف.
الأمطار الناتجة عن الرياح المحملة بالرطوبة والناشئة من المحيط الهندي وبحر العرب:
الأمطار الناتجة عن الرياح المحملة بالرطوبة والناشئة من المحيط الهندي وبحر العرب:
تسقط هذه الأمطار نتيجة اصطدام الرياح بجبال شمال عمان؛ فيصعد الهواء إلى أعلى فيبرد ويتكثف، ثم تسقط الأمطار التي يكون معظمها على السلاسل الجبلية بشمال عمان، والجزء اليسير منها على السهول الساحلية، وتحدث هذه الأمطار في الصيف.
الأمطار الناتجة عن الرياح الناشئة من شمال المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط:
الأمطار الناتجة عن الرياح الناشئة من شمال المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط:
عندما تمر هذه الرياح بشبه الجزيرة العربية دون انخفاض حرارة الهواء تصطدم بجبال شمال عمان، مما يؤدي إلى ارتفاع الهواء المحمل بالرطوبة إلى الأعلى وتكثفه مكونا سحبا ممطرة، وتهطل معظم هذه الأمطار على جبال شمال عمان، ويهطل الجزء اليسير منها على السهول والمناطق الساحلية، ومعظم هذه الأمطار تهطل بين نوفمبر وإبريل.
أما قياس الأمطار في السلطنة فيكون في أماكن مختلفة وأوقات متباينة لمعرفة كمياتها وتوزيعها ومواسم هطلها ضرورة أساسية للتنبؤ بحدوث الفيضانات وانجرافات التربة ومعرفة احتمال فترات الجفاف، ويساعد هذا على التخطيط الزراعي والصناعي والعمراني، ويسهم في إدارة مصادر المياه جيدا.
وقد أنشئت المحطة الأولى لقياس الأمطار في عمان بمسقط عام 1301هـ (١٨٨٤م) تلتها واحدة في صلالة في عام 1358هـ (1940م) وأخرى في مصيرة في عام 1361هـ (١٩٤٣م). ويوجد أكثر من 300 محطة لقياس الأمطار، منها ما هو يدوي وأكثرها عددي Dataloggers عددها ١٣٦ محطة موزعة على معظم أنحاء سلطنة عمان.
كما يوجد فيها منذُ منتصف السبعينات من القرن العشرين الميلادي شبكة ممتدة لقياس كثافة هطل الأمطار وتوزيعها وبذلك تتوفر قاعدة بيانات جيدة.
*صور الموضوع من الشبكة العنكبوتية*