أثير – ريـمـا الشـيخ
تزين شط العرب بتمثال الشاعر الكبير بدر شاكر السياب “ابن قرية جيكور العراقية“، الذي نسج كلماته الرائعة وساقها من ”نهر بويب“ وزينها من تلك السعفات المتمايلة على ذلك النهر الصغير.
ويعد تمثال السياب رمزًا لمدينة البصرة ومعلمًا سياحيًا يقصده السياح ليتغنوا بشعره وكلماته التي تشبه الأرض والمطر.
ويعد شاعر التحرر أشهر الشعراء العراقيين والعرب في القرن الـ 20، وهو من مؤسسي الشعر الحر في الوطن العربي، ويلقب بأنه شاعر الحياة والعنفوان.
وتعد قصيدته “هل كان حبا” أول قصيدة له في كتابة الشعر الحر، حيث كتبها وهو لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره.
وقال الشاعر والكاتب عبدالرزاق الربيعي المستشار الثقافي لـ ”أثير“،: يشكّل الشاعر بدر شاكر السياب المولود عام 1926م والمتوفى في 24 ديسمبر 1964م، علامة بارزة في الشعر العربي الحديث؛ كونه من أبرز رموز الحداثة الشعرية العربية، وتقديرا لمكانته أقامت وزارة الإعلام العراقية تمثالا يقع مقابل كورنيش شط العرب في مدينة البصرة (جنوبي العراق) صمّمه ونفّذه النحات نداء كاظم وأزيح الستار عنه عام 1970 في احتفال مهيب.
وأضاف: منذُ سنوات طويلة أصبح هذا التمثال من العلامات البارزة في البصرة، وكثيرا ما يزوره السيّاح ويلتقطون الصور التذكارية بجواره ولا يكتفي الشعراء والمثقفون بذلك بل غالبا ما يذهبون إلى القرية التي نشأ فيها الشاعر الواقعة جنوب البصرة (جيكور) حيث غابات النخيل الممتدة في قضاء أبي الخصيب، وهناك يجري نهر (بويب) الذي ذكره السيّاب في العديد من قصائده الخالدة، وصار هو الآخر مزارا رغم أنه لم يعد اليوم سوى جدول صغير، لكن الشاعر صنع منه أسطورة شعرية ستظل خالدة، وما يزال البيت القديم الذي نشأ به السياب في تلك القرية يشكل نقطة جذب للسياح من محبي الشاعر.
وأوضح الربيعي بأن ”منزل الأقنان“ الذي احتل عنوان واحد من أبرز دواوين السياب، هو منزل قديم تحيط به (الشناشيل) أو ما تسمى بالمشربيات وهي من عناصر العمارة التقليدية المعروفة في البصرة، تستخدم في المباني القديمة والقصور، وهي الأخرى ذكرها الشاعر في عنوان ديوان من دواوينه (شناشيل ابنة الجلبي)، وكل هذه الأمكنة حوّلها السيّاب بعبقريته إلى رموز تفخر بها مدينته البصرة.
يذكر أن للشاعر بدر شاكر السيّاب ديوانا في جزأين نشرته دار العودة ببيروت سنة 1971، وجمعت فيه عدة دواوين أو قصائد طويلة صدرت للشاعر في فترات مختلفة: أزهار ذابلة (1947)، وأساطير (1950)، والمومس العمياء (1954)، والأسلحة والأطفال (1955)، وحفّار القبور، وأنشودة المطر (1960)، والمعبد الغريق (1962)، ومنزل الأقنان (1963)، وشناشيل ابنة الجلبي (1964).
ومن أشهر قصائده:
قصيدة إلى العراق الثائر
قصيدة ربيع الجزائر
قصيدة ابن الشهيد
قصيدة لأني غريب
قصيدة سفر أيوب
أنشودة المطر