مسقط – أثير
احتفلت شركة تنمية نفط عُمان اليوم بالافتتاح الرسمي لثاني مشاريعها القائمة على الطبيعة، وهي “محطة ريما لمعالجة المياه” وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء والمكرمين وأصحاب السعادة بالإضافة إلى أعضاء مجلس إدارة الشركة ومديريها التنفيذيين وممثلين من القطاعين العام والخاص.


ويأتي هذا المشروع الذي بلغت تكلفته 87 مليون ريال عُماني بعد النجاح الكبير الذي حققته الشركة في مشروع نمر للأراضي الرطبة الذي يعالج المياه المصاحبة لإنتاج النفط باستخدام سلسلة من حقول القصب وأحواض التبخير.

وفي هذا الشأن، قال صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار: “يسعدنا أن نرعى اليوم افتتاح مشروع “محطة ريما لمعالجة المياه” بشركة تنمية نفط عمان، الذي يُعدّ من المشاريع النوعية الجديدة والصديقة للبيئة من خلال استخدام التقنية الطبيعية أو الحل الأخضر لمعالجة وإدارة المياه المصاحبة لإنتاج النفط من الحقول”.
وأضاف سموه قائلًا: “بلا شك، إن هذا المشروع يشكل إضافة وخطوة هامة في تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية وتسخيرهـا في الحفاظ على البيئة، ويعدّ مثالًا يُحتذى به محليًا وعالميًا في الاستدامة البيئية وإدارة المياه، وتطبيق الحلول المستدامة للتحديات المختلفة التي تواجه صناعة النفط في المنطقة والعالم، وإننا نقدّر ونثمّن الجهود التي تبذلها شركة نفط عمان في مجال الابتكار والتجديد فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة، ومراعاة هذا الجانب المهم في أعمالها ومشاريعها “.

وتستخدم محطة ريما لمعالجة المياه المصاحبة للإنتاج تقنية فصل الماء عن النفط بالاعتماد على الجاذبية والمعالجة البيولوجية الطبيعية للمياه على مساحة تمتد لـ 25 كيلومتر مربع، والتي تعد تقنية ناشئة غير مسبوقة تستخدم للمرة الأولى في سلطنة عُمان، ولا تضمن هذه العملية المبتكرة معالجة المياه بفاعلية فقط، بل تسهم في إيجاد واحة خضراء وسط الصحراء وبيئة للكائنات البرية المحلية، ويسهم هذا المشروع أيضًا في تخفيض الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمعدل باهر يبلغ 53 ألف طن سنويًا.
وفي هذه المناسبة، قال ستيف فيمستر، المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان: “تجسّد محطة ريما معالجة المياه خطوة مهمة إلى الأمام في التزامنا بالاستدامة وتقليل تأثيرنا البيئي، وباستخدام الحلول القائمة على الطبيعة لمعالجة المياه العادمة، يمكننا تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بشكل كبير وإنشاء موائل جديدة للحياة البرية، ولا شك أنها تقنية واعدة توفر حلًا بديلًا صديقًا للبيئة عن الطرق التقليدية للتخلص من المياه في الطبقات العميقة، وهذه التقنية ليست حصرًا على صناعة النفط والغاز، بل يمكن استخدامها في الصناعات الأخرى التي تنتج المياه العادمة كمنتج ثانوي”.

وقبل تدشين المحطة، استُخدم 60% من المياه المصاحبة لعمليات إنتاج النفط في ريما في عمليات الغمر بالمياه لزيادة استخلاص النفط، في حين تم ضخ الـ 40% المتبقية في مكمن عميق، كانت هذه العملية مكلفة وتستهلك طاقة كبيرة، أما الآن فقد استعاضت الشركة عن تلك الطريقة التقليدية بطريقة مستدامة وأكثر مراعاة للبيئة، إذ تبلغ سعة معالجة المحطة حوالي 65 ألف متر مكعب من المياه يومياً، وهو ما أدى إلى توفير في استهلاك الطاقة بمقدار 10 ميغاواط.
وحقق المشروع 1.38 مليون ساعة عمل دون أي إصابة مضيعة للوقت، كما اكتمل إنشاؤه ودخل مرحلة التشغيل المبدئي قبل الموعد المحدد بأربعة أشهر. فضلاً عن ذلك، تولى تنفيذ كافة أعمال تشييد المشروع شركات محلية، إلى جانب الشراء والتصنيع المحلي لعدد كبير من المعدات المستخدمة في المشروع.

جدير بالذكر أن شركة تنمية نفط عُمان هي الشركة الرائدة في مجال استكشاف النفط والغاز وإنتاجهما في سلطنة عُمان؛ والمسؤولة عن إنتاج النسبة الأكبر من النفط الخام والغاز الطبيعي في البلاد. وتركز على تحقيق التميز والنمو وإيجاد قيمة مستدامة داخل صناعتها وخارجها على حد سواء.
والشركة مملوكة لحكومة السلطنة (60 بالمائة من الأسهم) ومجموعة شل (34 بالمائة من الأسهم) وشركة توتال (4 بالمائة) وشركة بي تي تي إي بي (2 بالمائة)، كما تشغل الشركة حقول الغاز ومحطات المعالجة حصريًا بالنيابة عن حكومة سلطنة عمان.