أخبار

موسى الفرعي يكتب: السلام جسد السياسة العمانية ولا يقبل الزوال

موسى الفرعي يكتب: السلام جسد السياسة العمانية ولا يقبل الزوال
موسى الفرعي يكتب: السلام جسد السياسة العمانية ولا يقبل الزوال موسى الفرعي يكتب: السلام جسد السياسة العمانية ولا يقبل الزوال

أثير- موسى الفرعي

السلام طريق سلكته سلطنة عمان منذ أول الحضور، ليس ثوبا يتغير بل هو أديم أرضها، ومبدأ ثابت لم تقدر عليه ريح المتغيرات التي نزعت الكثير من أوتاد السياسات العربية والعالمية. إنه اختصاصٌ عمانيٌ مجرّب أثبتته الشواهد الكثيرة في حقيبة الدبلوماسية العمانية قديمها وحديثها، وذلك لأن عمان لا تسير دون هدى بل بكفاءة عالية في قراءة معطيات الواقع، ومعرفة بموازين القوى، ورغبة صافية في الوصول إلى السلام الجامع لبني الإنسان، وذلك كله بعيدا عن البهرج الإعلامي وأدوات التزويق، فقط بتواطؤ جمالي محض؛ فإما أن تكون سببا في السلام وعودة التواصل والاتصال، وإما أن يكون ذلك سببا للغبطة والسرور العماني.

وها نحن نشهد الحراك العماني والمساعي العمانية مع الأطراف المعنية بهدف إنهاء الحرب في اليمن، والوصول إلى تسوية سياسية شاملة كما عبر عنها بيان وزارة الخارجية العمانية، ومدى ترحيبها بعودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، وما تم الاتفاق عليه بين مملكة البحرين ودولة قطر بشأن إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وقبل هذا هناك الكثير من الملفات الخليجية والعربية والدولية تظل شاهدة على الوجه البهي والنقي للسياسة العمانية.

تتغير الأزمنة ويتغير الرجال وتتعدد الملفات التي تقلق الشأن السياسي، وتظل عُمان تطل على ذلك كله من زاوية الوجود الضروري للسلام، والمعنى الحقيقي للعمامة العمانية البيضاء. إنه معنى البهاء الذي لا لون بعده حين يتعلق الأمر بوحدة التراب والهوية وأمن الإنسان واستقراره؛ لذا كلما لاحت بعض الآلام في المفاصل الخليجية والعربية نجد العمامة البيضاء ترفرف كحمامة سلام يحملها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- كسلفه المقام الخالد السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- فلا يخذله الغد لأنه ينطلق من رغبة صافية وواضحة، قائمة على قراءة كافية وشاملة لمطالع الأمور واستشراف خاتمتها، ولا يناقضه الماضي أيضا لأن ذلك ديدن عمان منذ القدم فلا تناقض في السياسة العمانية، وليس فيها ضدٌ يناهض ضدًا، بل هي مساحة لاجتماع الأضداد وتقريب الميؤوس إلى المأمول والممكن.

إنه حراك واضح على أرض ثابتة تضيئه الشمس بعيدا عن مصابيح الغرف المغلقة، إنه عقد مبرم بين سلام وسلام، وحلول دائم في محاولات أن يكون. إن هذا السلام العماني المصفّى درس للكثيرين في أهمية وجود تدريب النفس واستمرارية تهذيبها لأن الكمال والثبات المطلق صفة إلهية، وأما البشر فلا بد لهم من هذه الممارسات الدائمة للحفاظ على قدرة كسر المعادن القاهرة أو الانتشار كالندى على الأزهار، وضرورة التأمل والتفكر في كل شيء، وليس الاندفاع الأهوج أو التدخل الفارغ، بذلك كانت السياسية العمانية وما تزال تتجلى منتصرة في نهاية الشوط، متجاوزة الفشل الإعلامي الراقص على وتر التغريد خارج السرب أو الصمت أو تشويه الحقائق في بعض الأحايين، فهي لا تصالح إلا لوجه السلام القوي القادر، ولا تندم على خطى مشتها، فعمان هي عمان وثيقة السلام وأرض الدفاع عن حق الحوار والتطلع، وفردوس الواقع السياسي.

Your Page Title