أخبار

للمُبتلِين بالسرطان أو الخائفين منه: إليكم قصة المواطنة نوال ورحلتها معه

للمُبتلِين بالسرطان أو الخائفين منه: إليكم قصة المواطنة نوال ورحلتها معه
للمُبتلِين بالسرطان أو الخائفين منه: إليكم قصة المواطنة نوال ورحلتها معه للمُبتلِين بالسرطان أو الخائفين منه: إليكم قصة المواطنة نوال ورحلتها معه

أثير- خالد الراشدي

لا تخلو الحياة من الأكدار والأحزان، لكن من أعظم ما يُعين العبد عند البلاء هو الرضا بقضاء الله وقدره، فبعض الابتلاءات قد تُدمرنا بأسلحتنا إذا ما ضعفنا وأفسحنا المجال للهَوَان واليأس والهزيمة، خصوصًا عند مواجهتنا عدوا شرسا يُهدد صحتنا ووجودنا؛ هو السرطان الخبيث الذي يتطلب منا نفسًا طويلًا وإيمانًا قويًا وعزيمة لا تلين.

هذه المرة نسرد عبر “أثير” قصة ختامها مسك لانتصار شابة عُمانية على السرطان الخبيث الذي باغتها وهي في الثلاثينيات من عمرها، لم تجزع وتيأس وتضعف فتقبلت البلاء بصبر وإيمان قوي وعند سماعها ما لم تتوقعه يومًا ما يكون ضيفًا ثقيلًا عليها يؤرقها ليلًا نهارًا، وهو إصابتها بالسرطان ردت قائلةً “الحمد لله ربي يحبني ولذلك اختارني في الابتلاء بهذا المرض.”

بدأت قصة نوال بنت أحمد بن سعد المظفر مع السرطان قبل عامين، وتحديدًا في مارس من عام 2021م، كانت حينها تبلغ من العمر 33 عامًا، عند اكتشاف إصابتها بسرطان الثدي، وبطبيعة الحال يشعر الإنسان بالخوف والهلع عند سماعه مثل هذا الخبر، وهي كغيرها من المصابات والمحاربات شعرت بالخوف لأنها ستواجه شيئًا جديدًا لأول مرة “كابوس ينتاب النفس”، لكنها حمدت وشكرت ربها على ذلك.

فُجعت عائلة نوال عند سماعها بالخبر؛ خوفًا عليها مما يعلمونه ونعلمه جميعًا عن السرطان الخبيث وكيف يفتك بصحة الإنسان شيئًا فشيئًا، خصوصًا وأن نوال كانت قبل فترة قصيرة قد عاشت تجربة صعبة ومريرة إثر سقوط ابنتها من مسافة طابق بداخل أحد المجمعات التجارية، وهذه التجربة المُرة بكل ما حملته من حزن وألم قد هيئتها لتقبّلها الصدمات فتقبلت اكتشافها بالمرض بأقل الصدمات، ولكونها أمًا فقد عدّت إصابتها بالمرض أقل وقعًا على النفس من حادثة إصابة ابنتها.

قصدت نوال مركز السلطان قابوس لعلاج وبحوث أمراض السرطان، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، وُضِعت لها خطة علاج عبر 3 مراحل؛ استئصال ثم كيماوي وتنتهي الخطة بالإشعاع، لكن نوال وأسرتها ومن مبدأ طمأنة النفس، توجهوا إلى خارج البلاد للخضوع لفحوصات علّها تطمئن وتجد أملًا يُخرجها من كابوس المرض إلى الشفاء التام، ورغم صعوبة السفر في تلك الفترة نتيجة القيود التي فرضتها جائحة كورونا على العالم، سافرت نوال وعلمت بعد ذلك بأن خطة العلاج المُتبعة في الخارج هي نفسها التي وُضعت لها في مركز السلطان قابوس لعلاج وبحوث أمراض السرطان، فقررت العودة ومباشرة خطتها العلاجية في أرض الوطن .

في صباح العاشر من مايو لعام 2021م أجرت نوال عملية الاستئصال متوكلة على ربها مسلّمة نفسها لمركز أنشئ ليصنع أملًا، وأطباء سُخِروا ووضعِوا لأن يكونوا سلاح الانتصار، حاملين على عاتقهم مهمة محاربة العدو الأشرس والأكثر فتكًا “السرطان”، فأخذت نوال جرعتها الأولى بعد العملية، واستمرت في رحلة العلاج التي استغرقت عامًا و3 أشهر كانت فيها الآمال كبيرة والدعوات مستمرة للتعافي.

لم تكن الفترة سهلة، لكن ثقة نوال بربها وبخطة العلاج زادت من عزيمتها ، مؤمنة بأن يوم شفائها آتٍ عاجلاً غير آجل، واصفة رحلتها العلاجية بـ “بالمميزة” حيث كانت تلتقي بالمرضى في الجلسات، فيشجعون بعضهم البعض لمحاربة هذا العدو.

وأخيرًا جاء اليوم الذي آمنت به نوال وحاربت من أجله بكل ما استطاعت، ومن خلفها دعوات صادقة، وإيمان قوّى من عزيمتها، ومحاربات رفيقات كُنَّ هن الجرعة المُحفرة؛ إذ تم إبلاغ نوال بالشفاء بعد انتهائها من خطة العلاج، فسجدت لربها شكرًا وحمدًا له جل جلاله على ما أنعم به لها من شفاء وعافية بعد رحلة شاقة ومُتعبة ومُمتعة، تتخللتها إحباطات وإنهاكات وتقلب في المزاج.

أعلنت نوال انتهاء حربها بانتصار على أشد الأمراض فتكًا بالبشرية في العصر الحديث، لتصف شعورها بالانتصار وهي محمّلة بالطاقة الإيجابية مُبسمة بابتسامة ملؤها القوة والسعادة، وتُخبر الناس عبر “أثير” عن تجربتها علّها تكون السبب في تغيير نظرة البعض عن هذا المرض، وتزرع لدى البعض أملًا وتمد للآخر قوة أنه بالإمكان الانتصار على السرطان وتخطيه ليصبح مجرد مرحلة عابرة.

أخيرًا؛ وجّهت نوال بعد أن حكت لنا قصتها كلمة لكل من وقع في الاختبار نفسه وكان أمام الأمر الواقع بمحاربة السرطان، قائلة عبر “أثير”: أنتم قادرون على أن تتخطوا السرطان بالتفاؤل والقناعة النفسية وعدم الوقوع في إحباط النفس ومواصلة الحرب ضد العدو الخبيث والخفي الذي يحاربنا بأسلحتنا وهي نفسيتنا وعزيمتنا وإيماننا، وذلك أهم من المرض بحد ذاته.

Your Page Title